تقنية جديدة تتيح تعديل الذاكرة

315-1

اكتشاف علمي جديد يتيح لنا «حذف» الذكريات غير المرغوب بها

إشراقة أبدية لعقل نظيف (Eternal Sunshine Of The Spotless Mind) هو فيلمُ خيالٍ علميٍّ رومانسيّ، بطولة الممثل الشهير چيم كاري، وكيت وينسليت والذي حاز على جائزة أوسكار عام (2005) كأفضل نص سينمائي.

تدور أحداث الفيلم باختصار حول جويل باريش (جيم كاري) وكليمنتين كروزينسكي (كيت) اللذين يعيشان أوقات صعبة بعد صدمة عاطفية لكل منهما، يأخذان في التعارف والمواعدة، دون أن يدري أي منهما شيئًا عما حدث للآخر. حيث لجأت كليمنتن إلى مركز طبي يتيح خدمة «مسح الذكريات السيئة» وقامت بمسح العامين الذين عرفت فيهما حبيبها السابق، لتتخلص من معاناتها. وتدور أحداث الفيلم حول تعامل أبطاله مع هذه التقنية ومدى تقبلهم لها وتأثيرها على حياتهم.

ملحوظة: ينصح بمشاهدة الفيلم.

ولب الحديث هنا هو «مسح الذكريات السيئة» الذي ورد كفكرة خيال علمي منذ (11) عامًا، والذي جاء ليحجز مكانه ضمن الاكتشافات والاختراعات الحديثة التي لا تتوانى عن إبهارنا.

صدر وثائقي جديد من محطة الشبكة التلفزيونية الأمريكية PBS يبين كيف يتيح لنا العلم الحديث «تعديل» الذكريات وإضافة ذكريات جديدة تمامًا.

هل لديك ذكريات تريد حذفها إلى الأبد من عقلك؟ أو تريد إعادة ترتيب الأحداث في ذاكرتك حتى لا تعود تضايقك حين تتذكرها؟ أو تريد أن تنشئ ذكريات جديدة بالكامل لأحداث لم تحدث من قبل؟

يبدو الأمر وكأننا نتحدث عن خيال علمي، ولكن بحسب الوثائقي الذي أذيع لأول مرة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع؛ فإن العلماء توصلوا لاكتشاف كيف يتم هذا الأمر بل وأكثر من ذلك.

يسعى «مخترقو الذاكرة» بحسب وثائقي PBS، إلى معرفة ماهية وطبيعة الذاكرة، وبالتالي محاولة السيطرة عليها فيما يخدم مصالح البشر وذلك عن طريق بحث علمي متطور، حيث يقول صنّاع الفيلم الوثائقي: «على مدار التاريخ البشري عُرِفَتْ الذاكرة بأنها مثل شريط تسجيل للمعلومات بإمكاننا الرجوع إليها من حين لآخر.»

هذا ويقول أندريه فينتون عالم الأعصاب البارز: «جميع ما تم التوصل إليه وفهمه بخصوص الذاكرة البشرية لا يشكل إلا جزءًا ضئيلًا عن ماهيتها.» ثم يكمل: «لكن الأمر اختلف الآن، حيث اكتشف العلماء أن الذاكرة مرنة بشكل كبير يجعلها قابلة للتعديل والإضافة، ليس فقط بواسطتنا، بل بواسطة آخرين أيضًا، ونحن الآن عتيدون لاكتشاف أدق الطرق التي تفسر لنا الذاكرة بشكل أوضح بل وتجعلنا قادرين على تعديلها.»

ومن بين الذين يتم اختبارهم في الوثائقي طفل يسمى چايك هوسلر، اثناعشر عامًا من سان لويس، والذي يستطيع تذكر كل شيء حدث له بالتفصيل منذ سن الثامنة. يعتبر چايك أصغر حالة يتم تشخيصها بما يعرف بـالذاكرة الفائقة- HSAM والتي تجعله يتعثر في التمييز بين الأحداث العادية والأحداث المهمة في الماضي.

يقول أندريه فينتون: «يعتبر النسيان من أهم الوظائف التي يقوم بها العقل البشري» ومن الجدير بالذكر أن فينتون يعمل حاليًا على تطوير تقنية لمسح الذكريات المؤلمة.

من بعض اللقاءات التي تضمنها الوثائقي كان لقاء مع چوليا شو، أستاذة علم النفس في جامعة لندن ساوث بانك، والتي قامت بتصميم نظام لزراعة الذكريات الملفّقة، حيث نجحت في إقناع بعض المشاركين بالتجارب بأنهم قاموا بارتكاب جرائم لم تحدث في الواقع -قد يكون لهذا البحث تداعيات مربكة بالنسبة لنظام القضاء الجنائي. وقام صنّاع الفيلم أيضًا بمحاورة طبيبة النفس السريري ميريل كينت، والتي اكتشفت علاجًا يمكن أن يستخدم لمسح الارتباطات السلبية لبعض الذكريات السيئة، حيث استطاعت ميريل عن طريق هذا الاكتشاف أن تعالج شخصًا من فوبيا العناكب وذلك بمسح الذكرى السيئة التي حدثت له ونتجت عنها فوبيا العناكب تلك.

ترجمة وتعديل: George Ayad

مراجعة: Matalgah Hamzeh

المصدر: http://www.telegraph.co.uk/news/science/12152337/Scientists-have-discovered-how-to-delete-unwanted-memories.html?sf20740008=1

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي