تلسكوب جديد تابع لناسا لكشف أسرار الكون

Wfirst_MCR1

أعلنت وكالة ناسا أنها ماضية قدمًا في خطتها لإطلاق مرصد فضائي كبير، المرصد الجديد الذي أُطلق عليه اسم (WFIRST) اختصارًا لــ(Wide Field InfraRed Survey Telescope) أي تلسكوب لرصد الأشعة الحمراء على نطاق واسع، هذا ولن يكون كسابقيه من المراصد بل سيتفوق عليهم من ناحية الرصد، الأمر الذي سيساعد العلماء على كشف أعمق أسرار الكون مثل الطاقة المظلمة والكواكب خارج نظامنا الشمسي وبعض المسائل المتعلقة بعلم الفيزياء الفلكية.

 

يمتلك التلسكوب الجديد مرآةً أولية قطرها (2.4) متر، وسيكون بنفس دقة وقوة تلسكوب هابل الفضائي، ومزود بكاميرا كوكبية واسعة المجال (WF/PS) لالتقاط صور ذات دقة عالية لتوفير المعلومات اللازمة حول الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية، كما سيتم إضافة جهاز كورنوجراف للمرصد وهو جهاز لحجب الضوء المباشر القادم من النجوم الذي يُصعّب عملية الرصد، وعادة ما يسُستخدم لرصد الجزء الداخلي من هالة الشمس ولكن تم تطوير الجهاز لرصد الفضاء المحيط للنجوم الأخرى اللامعة.

يتميز التلسكوب الجديد بأن مجال رؤيته أكبر بمائة مرة من تلسكوب هابل الفضائي مما سيمكنه من رصد ملايين المجرات على مدى فترة المهمة المقدرة بـ(6) سنوات، ورصد ما يقرب من (2500) كوكب خارج مجرة درب التبانة، ويقول في ذلك الصدد رائد الفضاء جون جرونسفيلد: «إن التلسكوب الجديد سيكون لديه القدرة على فتح أعيننا على عجائب الكون أكثر مما فعله هابل».

 

ومن المقرر أن يكون موعد الإطلاق في منتصف عام (2020) من خلال برنامج الإطلاق الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية والتابع للقوات الجوية وسيتم الإطلاق من القاعدة الجوية في (كيب كانفيرال) التي استُخدمت من قبْل لإرسال تلسكوب (كيبلر)، ولكن ستكون أولوية وكالة ناسا هي إطلاق تلسكوب (جيمس ويب ) الفضائي في عام (2018)، وسوف يكون للتلسكوب الجديد قدرة على التوسع في البحث عن كواكب خارج المجموعة الشمسية من خلال رصد سطوع الملايين من النجوم، وسيكمل الرحلة التي قد بدأها تلسكوب كيبلر، لأنه سوف يكون قادرًا على مراقبة أجواء هذه الكواكب الخارجية بطريقة مباشرة والفضل في ذلك يُعزى لآلة الكونجراف.

 

وسوف يلعب التلسكوب الجديد دورًا هامًا في مساعدتنا على فهم طبيعة المادة المظلمة والطاقة المظلمة (المادة المظلمة هي نوع من المواد التي لا يمكن رؤيتها ويُستَدَلُّ على وجودها من آثار الجاذبية التي تمارسها على المادة المرئية وتم افتراضها لتفسير جزء كبير من مجموع كتلة الكون وتقدر بنحو 23% من الكون، أما الطاقة المظلمة فهي أحد الأشكال الافتراضية للطاقة التي تملأ الفضاء والتي تملك ضغطًا سالبًا وفقًا للنسبية العامة وهي المسؤول الرئيسي عن تمدد الكون، وتقدر بنحو 72% من الكون، أي أن الطاقة والمادة المظلمة يشكلان معًا 95% من الكون) وسوف يكون التلسكوب قادرًا على قياس توزيع المجرات بدقة في الكون ومدى السرعة التي تتحرك بها بعيدًا عن بعضها البعض، مما يعطينا أفضلية كبيرة لفهم خصائص الطاقة والمادة المظلمة، بالإضافة إلى هذه القدرات الهائلة للتلسكوب الجديد؛ فإنه سيوفر كنزًا من البيانات الفلكية لدراستها من قِبل الفلكيين.

 

إعداد: Muhammed Mumtaz

مراجعة: Matalgah Hamzeh

المصادر: http://sc.egyres.com/fTdyy

http://sc.egyres.com/WYmFi

http://sc.egyres.com/3L1MY

http://sc.egyres.com/0w8xk

http://sc.egyres.com/RBnsY

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي