أعمال ترميم بهرم سقارة تكشف عن تمثال صغير لأوزوريس مخبأ في جدار الهرم

tomb-of-ankhmahor-saqqara-memphis-dahshur-6

أوزوريس،سقارة،زوسر||أعمال ترميم بهرم سقارة تكشف عن تمثال صغير لأوزوريس مخبأ في جدار الهرم|

صرّح مؤخرًا الأستاذ مصطفى الوزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر عن اكتشاف مذهل أثار اهتمام وتساؤلات الخبراء في علم الأثر والمصريات.  ففي خلال أعمال الترميم الروتينية التي تقام على هرم زوسر في سقارة، اكتشف المنقبون تمثالًا صغيرًا لأوزوريس أحد أهم الآلهة المصرية، وبالرغم من أهمية الاكتشاف وقيمته في عالم الأثار إلا أنه أثار  بعض الأسئلة حول سبب وجود هذا التمثال الصغير في ذلك المكان بالذات.

خبايا هرم زوسر

يعد الهرم المدرج بسقارة  واحدٌ من أقدم الآثار الموجودة بمصر بل إنه واحدٌ من أقدم المباني الحجرية إن لم يكن أقدمها على الإطلاق. وله أهمية لا تقل عن أهرامات الجيزة العظيمة إذ إنه يعتبر نموذجًا أوليًا لكل الأهرامات التي تم تشييدها بعده ومنها طبعًا أهرامات الجيزة. تم بنائه في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد لدفن الفرعون زوسر من قبل وزيره الأسطوري والمهندس المعماري الباهر إمحوتب الذي أبدع في تصميم الهيكل على شكل هرمي مكون من ست درجات وفي الأسفل منهم سلسلة معقدة من صالات العرض والأنفاق. يقع الهرم الخالد في جبانة سقارة شمال غرب مدينة ممفيس القديمة في مصر، وتحيط به أنقاض التماثيل والمباني الاحتفالية القديمة.

التمثال المكتشف

تمثال أوزوريس الصغير

أما عن هذا الاكتشاف المثير، فقام به الفريق الأثري الذي يعمل على مشروع ترميم هرم زوسر الذي عثر على هذا التمثال الصغير في الجانب الشرقي من الهرم خلال الأعمال الروتينية هناك. فبينما كان الفريق يزيل الفضلات وجدوا ثقبًا صغيرًا بين كتل الجرانيت الضخمة وبعد بضع دقائق من التنظيف وجدوا التمثال الصغير، حيث عاش لآلاف السنين لم يقلق سلامه أحدًا. وكما ورد في مجلة مصر اليوم نجد أن «ارتفاع التمثال هو 63 سم وعرضه حوالي 15 سم» و أنه مصنوع من البرونز، ولكن بالرغم أنه وجد في حالة جيدة، إلا إنه قيد الترميم حاليًا كي يصح فحصه بعدها والسماح للخبراء بتأريخه وتحديد الفترة الزمنية التي ينتمي إليها.

تشير صحيفة مصر المستقلة إلى أن «التمثال يصور الإله وهو يقف ويحمل ريشة في يدٍ وصولجان في الأخرى». يظهر الإله مرتديًا التاج المزدوج، مزين بقرون مزدوجة وتاج من ريش، الصورة التي تشبه تماثيل وصور أخرى للإله أوزوريس كما أثبتت التحقيقات الأولية.

أعمال ترميم بهرم سقارة تكشف عن تمثال صغير لأوزوريس مخبأ في جدار الهرم
                        تم اكتشاف التمثال في هذا الشق الصغير. (المصدر: وزارة الآثار)

يعد أوزوريس واحدًا من الآلهة التي عُبدت على نطاق واسع جدًّا خلال التاريخ المصري القديم فبات جزءًا لا يمكن فصله من الثقافة المصرية القديمة كونه رمزًا للعالم السفلي والقيامة وحساب الموتى وأصبح مرتبطًا بدورة الحياة فيما بعد.

وهنا نجد السؤال يطرح نفسه: من الذي وضع شخصية ثمينة كهذه في حفرة في ذلك الهرم بالتحديد؟ ولأي غرض؟ أفاد موقع الأهرام أون لاين أن رئيس موقع آثار سقارة الأستاذ صبري فرج  قد تكهن بأن «التمثال ربما كان مختبأ في هذه المنطقة من قِبل كاهن جبانة سقارة في العصور القديمة». ولكن إن افترضنا ذلك فيغدو الغرض الذي أقنع الكاهن بإيداع هذا التمثال في شقٍ في الهرم بعيدًا عن الأنظار صعب جدًّا التيقن منه.
في النهاية لا يوجد شك في أن العثور على هذا التمثال البرونزي لأوزوريس هو اكتشاف مهم جدًّا وفي الأشهر والسنوات المقبلة سيتم التحقيق فيها للإجابة عن الأسئلة المطروحة حيال السبب وراء وضعه في هذا المكان. ما إن كان مكانًا متعمدًا للاختباء من الناهبين أو مجرد خدعة انتهازية تم نسيانها؟ وأي محاولة للإجابة عن تلك الأسئلة ستكون مجرد تخمين في الوقت الحالي. لكن إذا أمكن تأريخ التمثال، حينها سيمكننا أن نعرف أيضًا شيئًا إضافيًا عن عبادة أوزوريس وكيف تطورت طقوسه في مصر القديمة. ما نعرفه جيدًا الآن هو أن ذلك  الاكتشاف سيشجع الخبراء على الحصول على نظرة أفضل في الشقوق والثقوب بين الكتل العملاقة في الأهرامات في المستقبل!

المصدر:

https://www.ancient-origins.net/news-history-archaeology/osiris-statue-0010321

إعداد : زهراء المنصوري
مراجعة علمية: عمر بكر
مراجعة لغوية: إسراء عادل
تحرير: زياد الشامي

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي