في 11 من أكتوبر 2021، سيُعلَن عن اسم الفائز، أو الفائزة، أو قد يكونوا مجموعة من الفائزين بجائزة نوبل في الاقتصاد. هذه الجائزة التي يقدِّمها البنك المركزي السويدي تكريمًا لذكرى ألفريد نوبل مؤسِّس الجائزة، وتُمنَح لأبرز الاقتصادييِّن العالمييِّن الذين قدمَّوا خدمات متميِّزة لعلم الاقتصاد.
وحتى ذلك اليوم الحافل، فإنَّ توقُّعات اسم الفائز أو الفائزة ستكون أكثر احتدامًا، توقُّعات تستشرف مَن سيكون الفائز رقم 53 النِّهائي لهذا العام؟ وهل سيكون فائز أم فائزة؟
أبرز المرشَّحِين لجائزة نوبل في الاقتصاد 2021
ديفيد أودريتش (David B. Audretsch)
البروفيسور ديفيد أودريتش هو رئيس مؤسَّسة أميريتك (Ameritech ) للتَّنمية الاقتصاديَّة، ومدير معهد استراتيجيَّات التَّنمية في جامعة إنديانا في بلومنجتون (Indiana University, Bloomington) من عام 2003 حتى عام 2009، كما عمل أيضًا مديرًا لمجموعة ريادة الأعمال والنّمو والسِّياسة العامَّة في معهد ماكس بلانك لأبحاث النُّظُم الاقتصاديَّة في جينا في ألمانيا من عام 1984 إلى عام 1997، بالإضافة لعمله أستاذًا باحثًا ومديرًا بالإنابة في (WZB) في برلين.
درس البروفيسور أودريتش الاقتصاد في جامعة درو بنيوجيرسي، وجامعة ويسكونسن. نشرَ أكثر من 100 بحث في مجالات التَّنظيم الصِّناعي والابتكار، ونُشِرَت مساهماته في مجلَّات اقتصاديَّة دوليَّة متعدِّدة.
يعمل أيضًا كمستشار للأمم المتَّحدة، والبنك الدُّولي، ومنظَّمة التَّعاون الاقتصادي والتَّنمية، ومفوَّضيَّة الاتِّحاد الأوروبِّي، ووزارة الخارجيَّة الأمريكيَّة. وقد نُشرت تعليقاته في وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز.
ديفيد جي تيسي (David J. Teece)
الأستاذ ديفيد جي تيسي هو مدير مبادرة توشر (Tusher Initiative) لإدارة رأس المال الفكري، وأيضًا أستاذ إدارة الأعمال في معهد تطوير وابتكار إدارة الأعمال في كلية هاس للأعمال (Haas School of Business) في جامعة كاليفورنيا. كما يشغل مركز مدير هيئة التَّدريس في مركز توشر لإدارة رأس المال الفكري بالكلِّيَّة. مؤلِّف لأكثر من ثلاثين كتابًا، ومائتي بحث علمي، ومحرِّر مشارك لموسوعة «بالجريف» للإدارة الإستراتيجيَّة. حصل الدكتور تيس على ثماني درجات دكتوراه فخريَّة، وتمَّ تكريمه من قبل رويال اونرز (Royal Honors).
وقد رُشِّحَ كل من البروفيسور ديفيد جي تيسي، والبروفيسور ديفيد أودريتش؛ تقديرًا لإنجازاتهما الرَّائدة في مجال ريادة الأعمال والابتكار والمنافسة.
جويل موكير (Joel Mokyr)
جويل موكير هو مؤرِّخ اقتصادي أمريكي_إسرائيلي مولود في هولندا، وأستاذ الاقتصاد والتَّاريخ في جامعة نورث وسترن (Northwestern University)، حيث كان يدرس منذ عام 1974. وهو أيضًا زميل مشارك في كلِّية إيتان بيرجلاس للاقتصاد بجامعة تل أبيب (University of Tel Aviv’s Eitan Berglas School of Economics). وقد رُشِّح نظراً لمساهماته في مجال دراسات تاريخ وثقافة التَّقدُّم التّكنولوجي، وتبعيَّاته الاقتصاديَّة.
كارمن راينهارت (Carmen Reinhart)
كارمن إم راينهارت خبيرة اقتصاديَّة أمريكيَّة، مولودة في كوبا، وأستاذة متخصِّصة في دراسة الأنظمة الماليَّة الدُّوليَّة في مدرسة هارفارد كينيدي (Harvard Kennedy School) سابقًا. عملت في معهد بيترسون للاقتصاد الدُّولي، وأستاذة الاقتصاد ومديرة مركز الاقتصاد الدُّولي في جامعة ميريلاند، كما شغلت منصب كبير مستشاري السِّياسات، ونائب المدير في صندوق النَّقد الدُّولي، وكبير الاقتصاديِّين في بنك الاستثمار في الثَّمانينيَّات. بالإضافة لذلك، تعمل في الهيئة الاستشاريّة للبنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، وكانت عضوًا في لجنة المستشارين الاقتصاديين بمكتب الميزانيَّة في الكونغرس.
ساعد عملها في فهم الأزمات الماليَّة في كلٍّ من الاقتصادات المتقدِّمة، والأسواق النَّاشئة. كتابها الأكثر مبيعًا (مع كينيث س. روجوف) بعنوان «هذا الوقت مختلف: ثمانية قرون من الحماقة الماليَّة»؛ يوثِّق أوجه التَّشابه المذهلة بين فترات الازدهار والكساد المتكرِّرة التي ميَّزت التَّاريخ المالي. تُرجِمَ إلى أكثر من 20 لغة، وفاز بجائزة بول ساميلسون (Paul A. Samuelson).
صُنِّفَت من بين أفضل الاقتصاديِّين في جميع أنحاء العالم؛ وذلك وفقًا لأوراق البحث في الاقتصاد (RePec)، كما أُدرِجَت ضمن قائمة بلومبرج ماركتس (Bloomberg Markets) من بين الخمسين الأكثر نفوذًا في مجال التَّمويل، وأفضل 100 مفكِّر عالم بالسِّياسة الخارجيَّة، وأكثر العقول العلميَّة تأثيرًا في العالم من قبل تومسون رويترز.
في عام 2018، حصلت على جائزة الملك خوان كارلوس في الاقتصاد، وجائزة آدم سميث من NABE، من بين جوائز عديدة أخرى.
كينيث روجوف (Kenneth Rogoff)
كينيث روجوف أستاذ اقتصاد بجامعة هارفارد في الفترة من 2001 إلى 2003، عمل في منصب كبير الاقتصاديِّين في صندوق النَّقد الدُّولي. يُظهر كتابه -الذي اُستُشهِدَ به على نطاق واسع في عام 2009، مع كارمن راينهارت- «هذه المرَّة مختلفة: ثمانية قرون من الحماقة الماليَّة» أوجه التَّشابه الكمِّي الملحوظة عبر الزَّمن، والبلدان في الفترة التي سبقت الأزمات الماليَّة الشَّديدة، وفي أعقابها. روجوف معروف أيضًا بعمله الأساسي حول أسعار الصَّرف واستقلال البنك المركزي. شارك -إلى جانب موريس أوبستفيلد- في تأليف كتاب «أسس الاقتصاد الكُلِّي الدُّولي»، وهو مقال أصبح أيضًا نصًّا يُستخدَم على نطاق واسع للخرِّيجين في هذا المجال في جميع أنحاء العالم.
يلقي كتاب روجوف (The Curse of Cash) لعام 2016 الضَّوء على الماضي والحاضر والمستقبل للعملة، من العملات المعياريَّة إلى العملات المُشفَّرَة. يجادل الكتاب بأنَّه على الرَّغم من أنَّ الكثير من علم الاقتصاد الكلِّي الحديث يُستخلَص من طبيعة العملة؛ إلَّا أنَّه في الواقع يقع في قلب بعض المشاكل الأساسيَّة في السياسة النَّقدية والماليَّة العامَّة. يُنشَر عموده الشَّهري المشترك حول القضايا الاقتصاديّة العالميَّة في أكثر من 50 دولة.
روجوف عضو مُنتخَب في الأكاديميَّة الوطنيَّة للعلوم، والأكاديميَّة الأمريكيَّة للفنون والعلوم، ومجموعة الثَّلاثين، وهو زميل أقدم في مجلس العلاقات الخارجيَّة. روجوف من بين العشرة الأوائل في تصنيف ( RePEc) للاقتصاديِّين من خلال الاستشهادات العلميَّة. وهو أيضًا خبير عالمي في لعبة الشُّطرنج.
رُشِّحَ كلًّا من كارمن راينهارت، وكينيث روجوف؛ تقديرًا لجهودهما في مجال دراسات الاقتصاد الكلِّي الدُّولي، ورؤيتهما حول أزمات الدّيون والأزمات الماليَّة الدُّولية.(١)
ولكن مَن سيفوز في الجائزة رقم 53 لنوبل في الاقتصاد مازال يكتنفه الغموض، وهناك مزيدًا من التَّوقُّعات، ويرى البروفيسور هوبير فرومليت (Hubert Fromlet)، من جامعة لينيوس (Linnaeus University) أنَّ هناك أحقِّيّة لأن تفوز بهذه الجائزة لهذا العام «امرأة»، ويبرِّر توقعُّاته بأنَّه وفي ظلِّ الوضع الحالي؛ فإنَّ عدد السَّيِّدات اللواتي حصلن على الجائزة حتى الآن محدودٌ للغاية، ومع وجود عدد كافٍ من المرشَّحات للفوز بالجائزة، أو حتى المشاركة في اقتسامها في الاقتصاد منذ عام 2021؛ فإنَّه من العدالة أن تفوز بها واحدة من تلك المرشَّحات، ممَّا سيشكِّل تشجيعًا يساهم في زيادة الأبحاث التي تُعِدُّها السَّيدات في الاقتصاد، وسيعمل على توسيع نطاقها، وجعلها أكثر إبداعًا من الأبحاث؛ إذ أنَّ اختيار امرأة سيكون له أثرًا ايجابيًّا في المستقبل على المدى المتوسِّط والطَّويل. ولتحقيق ذلك؛ فإنَّه ناشد بشدَّة لمحاولة العثور على امرأة بالفعل لجائزة الاقتصاد 2021، حتى ولو كانت العملية على حساب تخفيف بعض القيود التي توضع عند اختيار الفائز، خاصَّة فيما يتعلَّق بالعمر. هناك أيضًا بعض الإجراءات الملموسة التي يمكن أن تتَّخذها لجنة الجائزة؛ وذلك لتعزيز مصالح الاقتصاديَّات في عمليَّة التَّرشيح نفسها على المدى الطويل.
ومن أشهر المرشَّحات اللواتي يشجِّعهنّ هوبير فرومليت: ماريان برتراند، وجانيت كوري، وكلوديا جولدن. فما هي إنجازاتُهنّ الاقتصاديّة؟
ماريان برتراند (Marianne Bertrand)
أستاذة الاقتصاد المتميِّزة في كلية بوث للأعمال بجامعة شيكاغو (University of Chicago Booth)، وباحثة مشاركة في المكتب الوطني للبحوث الاقتصاديَّة، ومركز أبحاث السِّياسة الاقتصاديَّة، ومعهد دراسة العمل.
وهي أيضًا خبيرة اقتصادي تطبيقي، تغطِّي أبحاثها مجالات اقتصاديَّة متعدِّدة، منها: اقتصاديَّات العمل، وتمويل الشَّركات، واقتصاديَّات التَّنمية. كما أنَّ لها أبحاث منشورة واسعة النِّطاق في هذه المجالات، وتمتلك العديد من المقالات البحثيَّة المنشورة في مجلَّات اقتصاديّة عالميَّة
تعمل أيضًا مديرة لمركز روستاندي للابتكار الاجتماعي (Rustandy Center for Social Sector Innovation) في جامعة شيكاغو بوث، ومديرة المختبر الاقتصادي الشامل (بريتزكر Pritzker Director of the Inclusive Economy Lab) في جامعة شيكاغو، ومحرِّرة مشاركة في المجلة الاقتصاديّة (American Economic Review).
حصلت على العديد من الجوائز، ومنها: جائزة (ألين بينيت Elaine Bennett) للأبحاث لعام 2004، التي تمنحها الجمعيَّة الاقتصاديّة الأمريكيّة لتكريم الأبحاث النَّسويّة المتميِّزة في أي مجال من مجالات الاقتصاد، كما منحتها جمعيَّة الاقتصاديِّين العمَّاليِّين جائزة روزين (Rozine) لعام 2012؛ نظيرًا للمساهمات البارزة في اقتصاديَّات العمل. وهي أيضًا زميلة في الأكاديميَّة الأمريكيَّة للفنون والعلوم.
وُلِدت البروفيسور برتراند في بلجيكا، وحصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة ليبر دي بروكسيل البلجيكية (Universite Libre de Bruxelles) في عام 1991، وتليها درجة الماجستير في الاقتصاد القياسيّ من نفس المؤسَّسة في العام التالي. انتقلت إلى الولايات المتحدة عام 1993، وحصلت على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد (Harvard University) عام 1998. عملت في الهيئة التَّدريسية لقسم الاقتصاد بجامعة برينستون (Princeton University) لمدَّة عامين، قبل أن تنضمّ بعدها إلى شيكاغو بوث في عام 2000.
جانيت كوري (Janet Currie)
جانيت كوري أستاذة الاقتصاد والشُّؤون العامة بجامعة برينستون، والمديرة المشارِكة لمركز برينستون للصّحة والرَّفاهية (Co-director of Princeton’s Center for Health and Wellbeing). كما أنَّها عضو مشارك في إدارة العديد من المؤسسات الوطنيَّة الأمريكيَّة، ومنها: برنامج الأُسَر والأطفال في المكتب الوطني للبحوث الاقتصاديّة، الأكاديميَّة الوطنيَّة للعلوم، والأكاديميَّة الوطنيَّة للطّب، والأكاديميَّة الأمريكيَّة للفنون والعلوم. وهي أيضًا زميلة في الأكاديميَّة الأمريكيَّة للعلوم السِّياسيَّة والاجتماعيَّة، وجمعيَّة اقتصاديِّي العمل، وجمعيَّة الاقتصاد القياسيّ. حصلت كوري على درجات فخريَّة من جامعة ليون (University of Lyon)، وجامعة زيورخ (University of Zurich). كما اُختِيرَت كعالمة Nomis المتميِّزة في عام 2019، بالإضافة إلى اختيارها كواحدة من أفضل 10 نساء في الاقتصاد، من قِبَل المنتدى الاقتصادي العالمي في يوليو 2015.
شغلت منصب رئيس الجمعيَّة الأمريكيَّة لاقتصاديَّات الصّحَّة، وجمعيَّة اقتصاديَّات العمل، والرابطة الاقتصاديّة الشَّرقيَّة، ونائب رئيس الرَّابطة الاقتصاديّة الأمريكيَّة. عملت في مجلس المحرِّرين المراجعين للعلوم، ومحرِّرة لمجلَّة الأدب الاقتصادي، وفي مجالس التَّحرير في العديد من المجلَّات الأخرى.
كوري هي شركة رائدة في التَّحليل الاقتصادي لتنمية الطّفل، يركِّز بحثها الحالي على الاختلافات الاجتماعيّة والاقتصاديّة في الصّحَّة، والحصول على الرِّعاية الصّحّيَّة، والتَّهديدات البيئيَّة للصّحّة، والدَّور المهمّ للصّحَّة العقليَّة، والأثر طويل المدى للمشاكل الصحيَّة أثناء الحمل والطفولة المبكِّرة.
كلوديا جولدن (Claudia Goldin)
كلوديا جولدن هي أستاذة الاقتصاد في جامعة هارفارد، ومديرة لبرنامج تنمية الاقتصاد الأمريكي (NBER’s Development of the American Economy Program) من 1989 إلى 2017، ومديرة مشاركة لمجموعة دراسة النَّوع الاجتماعي في الاقتصاد في (NBER).
تعمل جولدن كمؤرِّخة اقتصاديَّة، وخبيرة اقتصادية في مجال اقتصاديَّات العمل، والقوى العاملة النِّسائيَّة، والفجوة بين الجنسين في الدَّخل، وعدم المساواة في الدخل، والتَّغيُّر التِّكنولوجي، والتَّعليم، والهجرة.
تعتمد معظم أبحاثها الحاضرة على تحليل وتفسير الظَّواهر الاقتصاديّة؛ من خلال النَّظر إليها من عدسة الماضي للوصول إلى النَّتائج، كما أنها تستكشف أصول القضايا الحاليَّة المثيرة للقلق. يصدر لها مؤخَّرًا كتاب بعنوان (Career & Family: Women’s Century-Long-Long Journey) نحو الإنصاف (مطبعة جامعة برينستون) (Princeton University Press)، في أكتوبر 2021.
هي مؤلِّفة ومحرِّرة للعديد من الكتب، من بينها فهم الفجوة بين الجنسين:
– تاريخ اقتصادي للمرأة الأمريكيَّة (أكسفورد 1990).
– الاقتصاد المنظّم: نهج تاريخي للاقتصاد السياسي (بالتعاون مع جي ليباب، مطبعة جامعة شيكاغو 1994).
– اللحظة الحاسمة: الكساد الكبير والاقتصاد الأمريكي في القرن العشرين (مع إم بوردو وإي وايت؛ مطبعة جامعة شيكاغو 1998).
– الفساد والإصلاح: درس من تاريخ أمريكا الاقتصادي (والنساء اللائي يعملن لفترة أطول: زيادة التوظيف في الأعمار الأكبر).(٢)
اقتصاديِّين،واقتصاديَّات قدَّموا مساهمات اقتصاديّة، وأفكار عمليَّة تساعد العلم والعلماء، يستحق كلٌّ منهم الجائزة، ولكنَّها ستذهب للأفضل حسب معايير الجائزة.
ومع كلِّ هذه التَّوقُّعات، يبقى يوم الاثنين 11 أكتوبر هو الموعد الفاصل؛ لتحديد ما إذا كانت جائزة نوبل في الاقتصاد رقم 53 ستكون من نصيب فائزة أو فائز.(٣)