تيار كهربي يجرد كوكب الزهرة من محيطاته

تيار-كهربي-يجرد-كوكب-الزهرة-من-محيطاته

لماذا خسر كوكب الزهرة محيطاته و مع ذلك احتفظ بغلاف ساخن وسميك؟

قد تكمُن الإجابة في التفاعل الإلكترومغناطيسي الطفيف الموجود داخل وحول الكوكب.
يحتوي كوكب الزهرة على رياح كهربائية في الطبقة العليا من غلافه، وهي قوية كفاية لتسرع أيونات الماء الثقيلة لسرعات أعلى من سرعة هروب الكوكب؛ مما يعمل على إطلاق الأيونات إلى الفضاء.

«إنَّه مذهل ومدهش» يصرح (غلين كوينسون-Glyn Collinson) العامل سابقًا بمعمل (مولارد-Mullard) لعلوم الفضاء التابع لجامعة كلية لندن، وحاليًا كعالم في (غودارد-Goddard) مركز طيران الفضاء الخاص بناسا، ويُضيف «لم نحلم يومًا أن تكون الرياح الكهربائية بتلك القوة لدرجة أن تطرد الأكسجين خارج الغلاف الجوي و إلى الفضاء، وهذا الأمر يجب أخده فى الاعتبار عندما نبحث عن كواكب صالحة للسكن حول نجوم أخرى».

إنَّ الزهرة يشبه الأرض كثيرًا من حيث المساحة والحجم؛ ولكنَّه يحتوي على غلاف جوي أسمك بكثير من غلافنا، كما أنَّ درجة حرارة سطحه أعلى بكثير حيث تصل إلى (460⁰C) أي (860⁰F)، و يحتوي غلافه الجوي على كمية مياه أقل من غلافنا ما بين عشرة آلاف و مائة ألف مرة. و بالرغم من الاعتقاد أنَّ الكوكب احتوى على محيطات من قبل؛ فإنَّ الفلكيين تساءلوا كثيرًا أين ذهبت، وكان المشتبه به الأكبر الرياح الشمسية، ولكن الآلات على القمر الصناعي (فينوس اكسبريس-Venus Express) التابع لوكالة الفضاء الأوروبية أظهرت أنَّ الرياح الكهربائية لها  تأثير أكبر على الزهرة.

كل كوكب يحتوي على غلاف جوي يكون محاطًا بمجال مغناطيسي، والذي يساعد على رفع الجسيمات المشحونة والأيونات لدرجة تحررها من الجاذبية. وأوضح الفريق أنَّ المجال المغناطيسي للزهرة قوي جدًا، حوالي خمس أضعاف المجال المغناطيسي للأرض، ونُشِرت هذه النتائج في جوابات البحث الجيوفيزيائي (Geophysical Research Letters)،

«يبدأ المجال المغناطيسي عندما تنتج أشعة الشمس الأيونات؛ مما يجعلها تصطدم بغلاف الزهرة الجوي» يقول بروفيسور (أندرو كوتس-Andrew Coates)، المُشارِك في هذه الدراسة لمجلة (IFLSCIENCE)، ويضيف «وتتحرك تلك الإلكترونات بسرعة شديدة مع المجال المغناطيسي الذي يُنتج بواسطة الرياح الشمسية؛ ويسبب ذلك سحب الأيونات معهم مما يخلق جذب كهربائي بينهم».

قد يعتمد الفرق بين الأرض والزهرة على قرب الزهرة من الشمس؛ وبالتالي استقبال الكوكب أشعة فوق بنفسجية أكثر من الأرض، مُحطمة جزيئات أكبر من المياه، وبالرغم من خسارة الزهرة جزء كبير من الغاز؛ إلَّا أنَّ الغلاف الجوي يظل سميكًا.

قال كوتس: «لقد وجد فينوس اكسبرس علامات محتملة لوجود نشاط بركاني؛ لذا من المحتمل أن تكون تلك البراكين السبب في إعادة تجديد الغلاف الجوي فقط ليتم خسارته مرة أخرى في الفضاء».
كوكب الزهرة ليس الكوكب الوحيد الذي يفقد موادًا في النظام الشمسي، فلقد فقد المريخ معظم غلافه الجوي كما أنَّ (تيتان-Titan) قمر زحل يفقد حوالي 7 طن ميتري يوميًا.

«كل هذه الأجسام في النظام الشمسي تفقد موادًا من غلافها الجوي إلى الفضاء»، يقول كوتس «ونحاول فهم كيف تحدث تلك الخسارة؛ فهي آلية مهمة عن تطور الغلاف الجوي للأجسام عبر الزمن».

فِهم كيفية خسارة الأجسام لأغلفتها مهم، ليس فقط من أجل نظامنا الشمسي؛ بل للكواكب خارجه أيضًا. لأنَّ خسارة الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى لأغلفتها قد يؤثر على قدرتها لاستضافة الحياة.

ترجمة: Nada Ahmed

مراجعة لُغَوية وتصميم: Omnea Ahmed Abd El-Aleem

المصدر: http://sc.egyres.com/aGYxs

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي