صرح فريق من علماء الآثار الدوليين يوم الأحد الماضي أنهم سوف يبدءون قريبا بتحليل الجسيمات الكونية التي تجمعت بداخل الهرم المنحني في مصر للبحث عن أدلة توضح كيفية بناء الهرم الذي تخطي عمره حاجز الـ 4600 عام.

حيث صَرًّحَ رئيس معهد الحفاظ على التراث والابتكار مهدي طيوبي : أن الصفائح الالكترونية التي وضعت في عدد من الأهرامات المصرية في نهاية عام 2015 قد بدأت في تحليل البيانات و خصوصا من الهرم المنحني، تلك الصفائح الاليكترونية والتي استطاعت كشف وجود الجسيمات الإشعاعية الكونية المعروفة باسم « الميونات ـ muons » داخل الهرم ، والتي عادة تأتي من الغلاف الجوي، تلك الجسيمات دائما ما تستطيع المرور في الفراغ بصورة طبيعية، لكنها أما أن تُمتص أو تنعكس إذا اصطدمت بجسم صلب، و من خلال دراسة تراكمات هذه الجسيمات، يمكن للعلماء معرفة المزيد حول كيفية بناء الهرم.

وحول معضلة ولغز بناء الأهرامات، قال “هاني هلال” نائب رئيس المعهد أنه من بين جميع النظريات والافتراضات التي تم وضعها حول كيفية بناء الأهرامات، لا توجد نظرية واحدة أثبتت صحتها بنسبة 100%، أما ما نحاول فعله باستخدام التكنولوجيا الجديدة، هو تأكيد أو تغيير أو تحديث الافتراضات التي لدينا عن كيفية بناء الأهرامات.

تلك التكنولوجيا الجديدة هي جزء من «مشروع مسح الأهرامات Scan Pyramids Project» الذي تم إطلاقه في نوفمبر من العام الماضي، حيث رصد العلماء في نهاية نوفمبر شذوذًا حراريًا في هرم الملك خوفو الأكبر بالجيزة الذي يرجع عمره إلي 4500 عام.

هذا ويحاول العلماء ربط المسح الحراري للهرم الأكبر باكتشاف الميونات الكونية في هرم الملك سنفرو بدهشور لمحاولة فك أسرار بناء الأهرامات المصرية القديمة

حيث صرح “مهدي طيوبي” أن الباحثين سيشرعون في اختبار وجود الميونات على هرم خوفو الأكبر بالجيزة في خلال شهر من الآن، وبالتأكيد سيتتبع ذلك طرح عدد من التساؤلات والفرضيات الجديدة التي قد تساعد في الإجابة على السؤال الهام، كيف بُنيت الأهرامات المصرية؟

أما عن الهرم المنحني فهو يقع في منطقة دهشور جنوب الجيزة بحوالي 35 كيلومتر، بناه الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة وملك مصر لمدة 24 عامًا، ووالد الملك خوفو، و يسمى هذا الهرم بالمنحني لأنه الهرم الوحيد الذي له زاويتين، حيث كانت زاوية قاعدته في البداية هي 55 درجة ثم عند المنتصف تقريبا تنكسر لكي تكون اصغر من زاوية القاعدة و تصبح 43 درجة، و يرجح بعض العلماء أن هذا الانكسار يرجع إلى محاولة مهندس الهرم “إمحتب” تدارك خطأ بعد اكتشافه أن زاوية ميل الهرم عند القاعدة سوف تؤدي لارتفاع الهرم بصورة لا تستطيع القاعدة تحمل ثقل الأحجار مما يجعلها تغوص بسبب الأحمال، كما سيتسبب في حدوث شقوق في القاعات الداخلية للهرم، مما يؤدي إلي انهيار الهرم في النهاية.

و يعتبر هرم سنفرو المنحني بمثابة أولى المحاولات لبناء أهرامات ذات أوجه مستوية، في نقله تطورية من شكل الهرم المدرج إلي شكل الهرم كما نعرفه اليوم، هذا ويبلغ ارتفاع هرم سنفرو المنحني حوالي 101 متر.

________________

#الباحثون المصريون

إعداد وترجمة: George Saad

المصادر:
1-
http://sc.egyres.com/fbmwv

2- كتاب أهرام مصر – أ. س. إدواردز، مراجعة أحمد فخري 1997