الأخطبوط، الكائن الأكثر ذكاء بين جميع اللافقاريات، صاحب المهارة الغريبة فى التخفى (camouflage) والألوان التي تصيب الغواصين بالذهول ليس فقط من تنوعها ولكن أيضا من سرعة تغيرها تجاوبا مع ما حولها من كائنات أو صخور أو حتى مع لون المياه نفسها!
ينتمي للرأس قدميات (cephalopoda) التي تعتبر أحد فصائل الرخويات (mollusks) ولا يعلم الكثيرين أنه يعتبر هو وذات المصراعين (أم الخلول والجندوفلي) أبناء عمومة!
هذا الكائن الذى لديه معدل ذكاء يقارن بطفل فى العاشرة من عمره يجرى فى دمه صبغة الهيموسيانين بدلا من الهيموجلوبين الموجود لدى البشر و معظم الفقاريات، هذه الصبغة تختلف عن الهيموجلوبين فى ذرة المعدن الموجودة بها حيث لديها نحاس بدلا من الحديد الموجود فى الهيموجلوبين
من المعروف أن وظيفة تلك الصبغات الأساسية هى حمل الأكسجين من مصادره التى تدخل الجسم إلى الخلايا والأنسجة، ومن المعروف أيضا ولكن بدرجة اقل أن هذه العملية تتم بروابط بين الأكسجين وذرة المعدن الموجودة فى صبغة الدم هذه أيا ما كانت، فمع الحديد يتحد الأكسجين بنسبة أكبر بكثير من تلك التى تتكون مع النحاس وبالتالي فإن صبغة الهيموسيانين بالرغم من انها تجعل الكائن يتحمل درجات حرارة ذات مدى واسع، إلا أنها تجعل الكائن يحصل على أكسجين أقل في الدم.
دعونا هنا ننتقل إلى علاقة عنوان المقال بكل ذلك، ففي معظم الكائنات الحية يستهلك الدماغ النصيب الأكبر من الأكسجين الداخل إلى الجسم ونقص الأكسجين في الكائنات ذات الدم الأزرق يؤدى إلى عدم تطور الدماغ لديهم والسبب كما قلنا هو عدم قدرة النحاس الكافية على الارتباط بالأكسجين وتوصيله إلى اعضاء الجسم بما فيها المخ.
وفى وجود علم الجينات الحديث وبعد أن استطاعت البشرية التحكم في تغيير جينات معينة في كائنات مختلفة، فربما يخطر في بال أحدهم أن يغير الجين المسئول عن تكوين الصبغة في الاخطبوط، ذلك الذي في دماءه الزرقاء قد أعجز العلماء بذكائه وحيله بل وقدرته على التوقع والتصرف بناءا على توقعاته لتصرفات من يختبرونه!
فماذا لو كان يصل إلى هذا المخ اكسجين كافى ليتطور! ربما ستصبح وقتها البشرية في مأزق قريب من فيلم كوكب القرود!
ولا تنسى مشاهدة هذا الفيديو
إعداد: ياسين أحمد حسين كمال
مراجعة: Abdallah taha
تصميم: Bothaina Mahmoud