ما هي بحيرات الملح؟

البحيرات المالحة هي بحيرات مغلقة ذات ملوحةٍ عالية.

سبب ملوحتها هو: استقبالها الماء من البحار، أو وجودها في مناطق جافة حيث يزيد معدل البَخْر، فتزيد ملوحة الماء، فتـتكوَّن بحيرة مالحة، أو قد تجف البحيرة تاركةً أحواض ملح، أو ما يُعرف بالسبخة. [1،2]

ما هي نسبة ملوحتها؟

تتراوح نسبة الملوحة فيها ما بين أكبر بقليل من نسبة ملوحة مياه البحار (والتي هي >3.2%) إلى نسبة البحيرات شديدة الملوحة (والتي تتراوح ملوحتها بين >20% إلى تمام التشبع بالأملاح). [2]

شروط تكَوُّن البحيرة المالحة

• أن يكون المسطح المائي منحصرًا (كـكونه متواجدًا في حوض مغلق).
• زيادة معدل البخر بالنسبة لمعدل التدفق.
• أن يكون الماء المتدفق كافيًا لإمداد المسطح المائي الراكد. [1]

أنواع البحيرات المالحة

تـنـقسم البحيرات المالحة إلى نوعين:

النوع الأول: تختلف نِسَب الأيونات الموجبة في مائه عن ماء البحر، وتأتي أملاحه من الصخور بفعل عمليات التجوية -هي عملية تفـتُّـت وتحلُّـل الصخور والتربة والمعادن على سطح الأرض أو قُربه بواسطة العوامل الجوية السائدة، دون نقل الفُـتات من مكانه- وتكون النسبة الأكبر لأيونات الماغنيسيوم، والكالسيوم، والكبريتات، ويسمى: (Athalassohaline lakes).
النوع الثاني: تتشابه نِسَب أيونات مائه مع ماء البحر، ويعتبر المصدر الرئيسي لأملاحه هو تبخر ماء البحر، وتكون النسبة الأكبر لأيونات الصوديوم والكلورايد، ويسمى: (Thalassohaline lakes).

أشكال البحيرات المالحة

تـتـواجد البحيرات المالحة في صور مختلفة، تتراوح بين بِرَك صغيرة مؤقتة، مثل: الوادي المالح بكاليفورنيا (بالإنجليزيَّة: Saline Valley in California)، إلى مسطحات مالحة دائمة، مثل: البحر الميت (بالإنجليزيَّة: Dead Sea)، قد يحيط بعضها جبال ضخمة ذات أشكال مروحية طَمْيِـيَّـة عند حوافها، مثل: بحيرة الينابيع العميقة في كاليفورنيا (بالإنجليزيَّة: Deep Springs Lake in California)، وقد تتواجد في صورة منخفضات منفصلة في سهول صحراوية، مثل: بحر الرمال أوباري في صحراء ليبيا. [1]

الحياة في البحيرة المالحة

بالرغم من اختلاف البحيرات المالحة عن بعضها في تكوينها الكيميائي، إلَّا أنها تتفق في بعض الخواص. بشكل عام، لا تتواجد الأسماك في البحيرات التي تتجاوز نسبة ملوحتها (4%)؛ من أجل بقاء البَيْض والحفاظ على التنظيم الأسموزي، ويستثنى من ذلك القاروس البحري الأوروبي (بالإنجليزيَّة: Dicentrarchus labrax)؛ حيث يمكنه تحمُّل درجات ملوحة عالية قد تصل إلى ضِعف ملوحة ماء البحر. [2]

لا تقتصر الحياة في تلك البحيرات على الأسماك؛ حيث يوجد بعض الكائنات الأوَّليّة، والسَّوْطِيَّات، كما يوجد طحالب، وأنواع من الحشرات، والجمبري الذي يعيش في الماء المالح، قد نجد أيضًا بعض الطحالب الخضراء، والدياتومات ولكن في بيئة أقل ملوحة. [2]

أهمية البحيرات المالحة

تعتبر بحيرات الملح محميات طبيعية؛ حيث تُعد منازل للكثير من الطيور المقيمة والمهاجرة.

فمثلًا، تستضيف البحيرة المالحة الكبرى بولاية يوتا (بالإنجليزيَّة: Utah state) بالولايات المتحدة الأمريكيّة أكثر من (5 مليون) طائر سنويًّا، كما توفِّر البحيرات ذات الملوحة الأقل مكانًا لفقس بيض طيور الفلامينجو، وطيور أخرى، وهذا يدل على أهميتها في التنوع البيولوجي. [2]

من هنا تظهر أهمية أخرى للبحيرات المالحة، وهي: التجمع الجيني الناتج عن توافر الكائنات الدقيقة، والحشرات، والجمبري في هذه البحيرات، والذي قد يمكّننا مستقبلًا -عن طريق المزيد من الأبحاث- من استكشاف إنزيمات، أو مضادات حيويّة، أو وسائل لتوصيل الدواء، أو آليات للتعامل مع الضغط. [2]

من مميزات البحيرات المالحة قليلة الملوحة أيضًا: إمكانيّة استغلالها في تربية الأحياء المائيّة.

كشفت الباحثة صوفيا جاميتو (بالإنجليزيَّة: Sofia Gamito) عام (1997) عن إمكانيّة تربية سمك الدنيس (باللاتينية: Sparus aurata) بنجاح في بحيرة ريا فورموزا (بالإنجليزيَّة: Ria Formosa) بفضل الإنتاجيّة العالية للأسماك القاعيّة، ليس ذلك لهذا النوع فحسب، فهناك أنواع أخرى من الأسماك يمكن تربيتها بنجاح في بحيرات الملح منخفضة الملوحة. [2]

من أهم المِيزَات الاقتصادية لتلك البحيرات، هي: غناها بالملح؛ حيث تعتمد بعض الجماعات من الناس -مثل: الطوارق في إفريقيا، وسكان التبت، وصحراء أتاكاما في تشيلي، وفي أستراليا، وبوليفيا- على البحيرات الموسميّة، وقِيعان بحيرات الملح الجافة في الحصول على الملح. [2]

من أمثلة البحيرات المالحة

تتواجد البحيرات المالحة في كل قارات العالم تقريبًا، حيث يعتبر بحر قزوين هو أكبر بحيرة مالحة في العالم.

من أمثلة البحيرات المالحة أيضًا: البحر الميت، وبحر آرال (أكبر بحيرة ملح في آسيا الوسطى)، وبحيرة وادي النطرون في مصر. [2،3]