روبسبير وعهد الإرهاب في فرنسا

روبسبير

|

(ماكسميليان روبسبير-Maximilien de Robespierre) هو سياسي ومحامي وصحفي وقاضي وفيلسوف، ويُعتَبَر روبسبير أحد زُعماء الثورة الفرنسية، كما أنه المسؤول عن عهد الإرهاب في فرنسا، وُلِدَ روبسبير في السادس من مايو عام 1758 م بمقاطعة (آراس-Areas) بفرنسا، وتُوفى عام1794 م.
كان روبسبير زعيمًا لحزب (اليعاقبة-Jacobin)، كما كان له تأثير كبير في أحداث الثورة الفرنسية، فقد تولى لجنة الأمن العام بفرنسا في الشهور الأخيرة من عام 1793 م، وكان أحد الأعضاء الأساسيين في الحكومة الثورية خلال عصر الإرهاب، لكن تمت الإطاحة به وإعدامه عام 1794 م.

حياة روبسبير

هو “ماكسميليان ماري إيسيدور دي روبسبير”، كان كبير إخوته الأربعة، تُوفيت والدته وهو في سن السادسة ليترك والدهم المنزل بعدها وتقوم جدته لأمِهِ برعايتهم، وتلقى روبسبير تعليمه في باريس حيث التحق بمدرسة (لويس الكبير الثانوية-Lycée Louis-le-Grand)،ثم حصل على شهادة المُحَامَاة عام 1781 م، ووفرت له ممارسة مهنة المحاماة دخلًا وفيرًا.

ظهور روبسبير على الساحة العامة

تَبَنَّى روبسبير قضية الشعب وأصبح ينادي بضرورة التصدي للحكم الملكي المُطلَق بفرنسا، حيث كان روبسبير مُنَاصِرًا مُتَعصِبًا لأفكار الفيلسوف الفرنسي (جان جاك روسو-Jean-Jacques Rousseau)،  فكان مَفتونًا بفكرة الرجل الطاهر الذي كان رفيقه الوحيد هو ضميره الحيّ، ثم ذاع صيت روبسبير بسبب دفاعه عن طبقة الفقراء كما عُرِف كرجل طاهر اليد؛ وذلك لعدم قبوله أي رشاوي.

انتُخِب روبسبير عُضوًا في المجلس التشريعي وهو في عمر الثلاثين وارتفعت شعبيته واشتُهِر كونه عدوََّا للملكية ونصيرََا للإصلاحات الديمقراطية، كما أنه كان مُعارِضًا للاستعباد وعقوبات الإعدام. كما رأى أعوان روبسبير أن سياسته الصارمة ضد الملكية وعدم قبوله أي تنازلات يُعَد موقفًا مُتطرِفًا وغير عملي. وبعد فترة من الزمن ترك المجلس التشريعي دافعًا بنفسه خارج الدائرة الحكومية.

رجلٌ ثوري أم مريضٌ نفسي؟!

انتُخِب روبسبير لرئاسة حزب اليعاقبة السياسي المعروف بنفوذه وذلك في أبريل عام 1789 م، وبعد مرور عام شارك في وضع الدستور الفرنسي وكتب بيانًا للدفاع عن حقوق الإنسان.
انتُخِب ليكون ممثلًا لوفد باريس في المؤتمر القومي وذلك عندما خرج أهالي باريس ضد الملك لويس السادس في أغسطس، وفي ديسمبر من نفس العام شجع روبسبير الحشود على مناهضة الأرسْتُقْراطِيَّة وألحّ على مطلب إعدام الملك حتى نجح في ذلك. وفي السابع والعشرين من يوليو 1793 م، انتُخِب روبسبير لرئاسة لجنة الأمن العام التي تم تشكيلها خصيصًا للإشراف على الحكومة من خلال فرض سيطرة افتراضية ديكتاتورية.

عهد الإرهاب

بدأ عهد الإرهاب في سبتمبر من نفس العام، وذلك لمواجهة الضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرض لها الحكومة، ففي الإحد عشر شهرًا اللاحقين؛ تم إلقاء القبض على 300 ألف شخص من أعداء الثورة المُشتَبه بهم، وتم إعدام أكثر من 17000 شخص عن طريق المقصلة، وأثناء عربدة سفك الدماء تلك تمكن روبسبير من الإطاحة بالعديد من خصومه السياسيين.
وعلى ما يبدو أن روبسبير كان مُولعًا بسلطته حتى لو كان ذلك على حساب الأحياء والأموات، والدليل على ذلك ما قام به من عمليات القتل والإعدام.

الإعدام

بحلول عام 1794 م بدأ معظم أعضاء الحكومة بالتشكيك في دوافع روبسبير، حيث أن البلاد لم تَعُد مُهدَّدَة بالخطر كما كانت من قِبَل الأعداء الخارجيين؛ نتيجة لذلك تَكَوَّن تحالف من الثوريين المعتدلين للتصدي لروبسبير وأتباعه.
أُلقي القبض على روبسبير في السابع والعشرين من شهر يوليو عام 1794 م، وأُلقِيَ القبض على العديد من حلفائه أيضًا، وزُجُوا جميعهم في السجون، ولكن تمكن روبسبير من الفرار بمساعدة أحد السجَّانين المُتعاطِفين معه واختبأ في (فندق رواق المدينة-Hôtel de Ville).
ثم حاول الانتحار حينما علم بالقرار الصادر في شأنه من المؤتمر الوطني باعتباره رجل خارج عن القانون، لكنه لم ينجح في ذلك غير أنه أُصيب في فكه فقط،  وبعد فترة وجيزة اقتحمت قوات من المؤتمر الوطني المبنى وقامت باعتقاله هو وأتباعه، وتم إعدامهم على المقصلة.

انقلاب الأوضاع

فقدت لجنة الأمن العام مصداقيتها بعد ذلك الانقلاب وأصبح جليًا أن الثورة الفرنسية قد اندثرت لتشهد فرنسا بعد ذلك عودة البرجوازية والفساد والفشل العسكري، لكن في عام 1799 م قام نابليون بونابرت بقيادة انقلاب عسكري، وأطاح بالحكومة ونَصَّبَ نفسه القُنصل الأول على فرنسا، وذلك مع صلاحيات ديكتاتورية، وأعلَن نفسه إمبراطورًا لفرنسا عام 1804م.

إعداد: ريم محمد

مراجعة: د. تامرهاشم

تدقيق لغوي: مي محسن

المصدر:

https://www.biography.com/.amp/people/maximilien-de-robespierre-37422

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي