ما هو زواج الأقارب
يُطلق زواج الأقارب عندما يشترك الزوجان في سلف واحد أو أكثر(1)، ولكن التعريف طبقًا لعلم الوراثة الإكلينيكية هو الاتحاد بين فردين مرتبطين كأبناء عم من الدرجة الثانية أو أقرب، مع معامل زواج الأقارب (F) يساوي أو أعلى من 0.0156 حيث يمثل (F) مقياسًا لنسبة المواقع التي يُتوقَع أن يرث فيها الابن الناتج عن زواج الأقارب نسخًا جينية متطابقة من كلا الوالدين. وهذا يشمل الزيجات التي يطلق عليها أبناء العمومة من الدرجة الأولى، وأبناء العم الأول الذين تمت إزالتهم مرة واحدة وأبناء العم من الدرجة الثانية. في بعض المجتمعات، يتم الوصول إلى أعلى معاملات زواج الأقارب من خلال الزيجات بين أبناء العمومة من الدرجة الأولى التي تُمارس بين العرب، وزواج الخال وابنة الأخت الذي يمارس في جنوب الهند حيث تصل (F) إلى 0.125 (2).
معدل انتشار زواج الأقارب العالمي
ينتشر زواج الأقارب في ما يقارب خمس العالم(2)، ولكن تختلف معدلات انتشاره ونسب زواج أبناء العم من الدرجة الأولى بشكل كبير بين السكان والمجتمعات، اعتمادًا على العرق، والدين، والثقافة، والجغرافيا، وتحدث أعلى معدلات زواج للأقارب بين سكان شمال إفريقيا وغرب آسيا وجنوب الهند، حيث يشكل زواج الأقارب نسبة 20-50% من جميع الزيجات وما يقرب من ثلث جميع الزيجات هي بين أبناء العم من الدرجة الأولى، بينما تعد أوروبا الغربية، وأمريكا الشمالية، وأوقيانوسيا هي الأقل ممارسةً، مع أقل من (1%) من حالات زواج الأقارب، ولكن بسبب معدلات الهجرة الحديثة التي تتم على نطاق واسع من البلدان النامية التي يُفضَل فيها زواج الأقارب فإنه من المحتمل جدًا أن يتجاوز معدل زواج الأقارب هذه النسبة (1%)(2)(1).
أسباب انتشار زواج الأقارب
التفضيلات الجنسية
لقد تم افتراض أن نظام اختيار شريك الحياة عن طريق حاسة الشم يعمل في البشر كما في الثدييات الأخرى، مما يؤدي إلى حدوث تطابق أقل بين (مستضدات الكريات البيضاء البشرية-HLA)، والذي من المفترض بدوره يشير إلى التجنب الغريزي للشركاء الذين يمتلكون أنماط مماثلة لمستضد كريات الدم البيضاء البشرية، تم التحقيق في هذه الظاهرة لدى طلاب الجامعات السويسرية، مع الادعاء بأن مستوى جاذبية روائح جسم الذكور بالنسبة للإناث كان متناسبًا مع درجة الاختلاف الكبير في معقد التوافق النسيجي (MHC) بين الذكور والإناث المختبرين، ولكن كشفت دراسات المتابعة في مجموعات سكانية أخرى عن نقص ملحوظ في توحيد النتائج التي تم الحصول عليها؛ وبناءً على ذلك فإن هذه الاختلافات تشير إلى أنه حتى لو تمكن البشر من التمييز بين أنواع معقد التوافق النسيجي الكبير الخاص بالشركاء المحتملين من خلال إشارات الرائحة، فإن النظام إما خاص بأجناس معينة، أو في بعض الحالات يمكن تجاوزه بإشارات أخرى أكثر فعالية.
وفيما يتعلق باختيار شريك الزواج الفعلي، يبدو أن نتائج دراسات الرائحة ليس لها أهمية تذكر في المجتمعات التي يكون فيها الزواج بين الأقارب مُفضَل بشدة، حيث إن معظم عقود الزواج في هذه المجتمعات الأكثر تقليدية يقررها الآباء والعائلة وليس الشريكان(1).
الدوافع الاجتماعية والاقتصادية
تعتبر الأسباب الفعلية لتفضيل زواج الأقارب هي أسباب اجتماعية واقتصادية في المقام الأول وتتمثل في الأسباب الآتية:
- تعزيز الروابط الأسرية.
- الحفاظ على شرف العائلة على النحو الأفضل.
- تجنب القلق تجاه الحالة الصحية والمادية الناتج عن الزواج من عائلة أخرى.
- الحفاظ على أموال وممتلكات وأراضي العائلة(1).
- كما تشير الدراسات الاجتماعية إلى أن زواج الأقارب يمكن أن يفرض استقرار الزوجين بسبب التوافق العالي بين الزوج والزوجة حيث أنهما يشاركان نفس العلاقات الاجتماعية بعد الزواج كما كان قبل الزواج، وكذلك التوافق بين الزوجين والتوافق بين باقي أفراد الأسرة.
- قد يكون زواج الأقارب أكثر ملاءمة لوضع المرأة، حيث يوفر علاقة أفضل للزوجة بأقاربها الذين يمكنهم إعالتها في وقت الحاجة.
- يفضل أهل الزوجة أن تسكن ابنتهم بالقرب منهم وأن يستمتعوا بحضور أحفادهم بجانبهم.
- المفاوضات المالية المتعلقة بالزواج تتم بسهولة أكبر وأحيانًا تكلفة أٌقل(2).
المخاطر الوراثية الناتجة عن زواج الأقارب
لمعرفة حجم ومدى التأثير الذي يمكن أن يسببه زواج الأقارب ونسبة المخاطر الجينية المحتملة للنسل الناتج عنه سنقوم بعرض ثلاث دراسات تناقش أثر زواج الأقارب في ثلاثة مجتمعات مختلفة ممن تنتشر بينها هذه الظاهرة ألا وهي: بنغلاديش، وباكستان، ومصر.
مدى تأثير زواج الأقارب في بنغلاديش(6)
نبدأ باستعراض البحث الخاص ببنغلاديش حيث إنه الأحدث؛ إذ نُشر في نوفمبر 2020
1) تأثير زواج الأقارب والعوامل الاجتماعية الديموغرافية على وفيات الأطفال دون سن الخامسة
أظهر تحليل إجمالي 32,117 حالة ولادة، بما في ذلك 17,480 من أسر زواج الأقارب، أن معدل وفيات الأطفال تحت سن 5 سنوات كان أعلى بشكل ملحوظ بين ذرية زواج الأقارب 2905 بنسبة (16.62%) مقارنة مع مجموعات زواج غير الأقارب 844 بنسبة (5,77%) فقط ومع ذلك، بالنظر إلى العوامل الاجتماعية الديموغرافية مثل: منطقة الإقامة، ومؤشر الثروة، والأصل الجغرافي، وعمر الأمهات، كان معدل وفيات الأطفال دون سن الخامسة أعلى بكثير بين مجموعات زواج الأقارب (~16,6) عن نظرائهم من غير الأقارب (~5,8). تشير التحليلات إلى أن هناك تأثيرًا ضئيلًا للعوامل الاجتماعية الديموغرافية المختلفة على معدل الوفيات دون سن الخامسة؛ ومع ذلك، فإن القرابة لها التأثير الأكبر الذي لا يمكن دحضه.
2) تأثير زواج الأقارب على (نسبة الجنس الثانوية – secondary sex ratio)
نسبة الجنس الثانوية: هي عدد الذكور لكل 100 أنثى عند الولادة وبالنظر إليها وجد أنها تزداد بين مجموعات زواج الأقارب مقارنة بمجموعات زواج غير الأقارب ويؤثر عليها أيضًا عوامل اجتماعية ديموغرافية مختلفة.
3) تأثير زواج الأقارب على (نسبة الأرجحية للإجهاض – odds ratio) ومعدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة
أظهرت معدلات الإجهاض ووفيات الأطفال دون سن الخامسة نسب رجحان أعلى مع زيادة درجات القرابة سواء بين أبناء العمومة من الدرجة الأولى أو الثانية. تشير هذه النتائج إلى أن الخطر المحتمل لوفيات الأطفال، في كل من المراحل السابقة للولادة وبعدها، يزداد مع الزيجوت المتماثل.
4) تأثير (الزيجوت المتماثل – homozygosity) على وفيات الأطفال
بالنظر إلى معامل زواج الأقارب كمقياس لمستوى الزيجوت المتماثل، زادت معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بشكل متناسب تقريبًا مع مستويات أعلى من الزيجوت المتماثل. بالنسبة إلى معامل زواج الأقارب المتزايد، لاحظنا معدل زيادة خطي لمعدل الوفيات تحت سن الخامسة في مجموعة زواج الأقارب. وجدت هذه الدراسة أعلى معدل للوفيات تحت سن الخامسة في ذرية أبناء العمومة المزدوجة (حيث معامل زواج الأقارب = 0.125)، بينما لوحظ أقل معدل للمجموعة التي لا تحتوي على زواج الأقارب (معامل زواج الأقارب <0.0156). ارتفع معدل وفاة النسل لكل أم بشكل ملحوظ مع زيادة مستويات الزيجوت المتماثل، كما ارتفع أيضًا مع زيادة معاملات زواج الأقارب. توضح هذه النتائج أن الآثار الضارة لزواج الأقارب تزداد مع زيادة درجة القرابة ومستويات تماثل الزيجوت.
5) تأثير زواج الأقارب على (الأمراض الجينية المرتبطة بالصبغيات الجسدية – autosomal) والأخرى (المرتبطة بالصبغ الجنسي -X-linked)
في جميع فئات زواج الأقارب، لاحظنا ارتفاع في معدلات الأمراض الوراثية المرتبطة بالصبغيات الجسدية عن الأخرى المرتبطة بالصبغ الجنسي. وبالتحليل، أظهرت حالات أبناء العمومة من الدرجة الأولى القمية الأكبر، بينما كانت حالات أبناء العم من الدرجة الثانية أٌقل قيمة.
6) تأثير زواج الأقارب على الأمراض الوراثية لدى الأطفال
يوضح تحليل نسب الأمراض الوراثية لدى أطفال الأزواج الأقارب وغير الأقارب أن 903 (6.2٪) من 14575 طفلًا حيًا من الأزواج الأقارب قد تعرضوا لمضاعفات صحية، والتي قد تكون مهيأة لهم وراثيًا. كان التأثير مهمًا مقارنة بنظرائهم من غير الأقارب 280، (2.03 ٪) من 13793 طفلًا حيًا. كان مرض الخلايا المنجلية و(الثلاسيميا -thalassemia) أكثر الأمثلة شيوعًا لأمراض الجين الواحد. إلى جانب ذلك، لوحظت معدلات أعلى من العديد من الأمراض متعددة العوامل في مجموعة زواج الأقارب، والتي تشمل: الربو القصبي، والصرع، وعيوب السمع، واضطرابات الكلى، والاضطرابات العقلية، والمضاعفات المتعلقة بالرؤية. أظهر ما مجموعه 84 طفلًا حالات مرضية مشتركة من بينهم 57 من مجموعة زواج الأقارب.
7) تأثير زواج الأقارب على التشوهات الخلقية في الأطفال
كانت التشوهات الخلقية هي أكثر المضاعفات الجينية انتشارًا حيث بلغت 178 حالة بين مجموعة زواج الأقارب شكلت أمراض القلب الخلقية 81 حالة بنسبة (45,5%) والتشوهات الجسدية 68 حالة بنسبة (38,2%)، بينما كانت عدد حالات كل التشوهات الخلقية بين مجموعة زواج الغير أٌقارب 53 حالة فقط.
مدى تأثير زواج الأقارب في باكستان(7)
قال الباحثون في نتائج الدراسة الخاصة بباكستان أن زواج الأقارب يؤدي إلى بعض النتائج البالغة والتي تحتاج إلى تسليط الضوء عليها ومنها: زيادة أعداد الأطفال صغيرة الحجم عند الولادة ووفيات الأطفال حديثي الولادة بين مجموعات زواج الأقارب، كما يرتبط زواج الأقارب أيضًا بالأطفال ناقصي الوزن -أقل من خمس سنوات- كونه عامل خطر رئيسي. ذكرت دراسة من منطقة ريفية في السند أن الأطفال الذين يعانون من نقص الوزن كانوا 1.5 مرة أكثر احتمالية أن يكون لهم آباء أقارب مقارنة بالأطفال العاديين.
يرتبط زواج الأقارب أيضًا بالعديد من الاضطرابات الوراثية المتنحية النادرة. يتم أيضًا تشخيص العديد من الأمراض الخطيرة في وقت لاحق في مرحلة الطفولة مثل: التشوهات الداخلية وصعوبات التعلم والعديد من الاضطرابات الجينية الفردية مثل: الاضطرابات العصبية، والثلاسيميا، والتليف الكيسي. تعد الاضطرابات الوراثية الجسدية المتنحية شائعة جدًا في السكان الذين لديهم قرابة أبوية متكررة. وقد توصل فريق من العلماء الباكستانيين مؤخرًا إلى أن انتشار التخلف العقلي في السكان الباكستانيين يرجع إلى زواج أبناء العمومة، واكتشفوا أيضًا 30 جين جديد في هؤلاء الأطفال مسؤول عن هذا العطب. كل عام، يولد 700 طفل بإعاقات وراثية بسبب زواج أبناء العمومة وكان هذا أسوأ بين الجاليات الباكستانية المقيمة في بريطانيا.
توصل الباحثون أن الأطفال المصابون بأمراض القلب الخلقية هم أكثر عرضة للولادة من زواج الأقارب بمقدار 2.3 مرة مقارنة بمن لا يعانون من أمراض القلب الخلقية. البنجاب والتي هي أكبر مقاطعة في باكستان وصمم الأقارب شائع جدًا في مختلف الطبقات في هذه المقاطعة، وجدوا أعلى نسبة من الصمم الخلقي بين عائلات تدعى راجبوت. وُجد أن زواج الأقارب أيضًا مرتبط بزيادة انتشار (الاضطراب ثنائي القطب -bipolar disorder) وشدته.
مدى تأثير زواج الأقارب في مصر(8)
في دراسة استعرضت ملفات 8109 مريضٍ تراوحت أعمارهم بين ثلاثة أيام و(32) سنة ممن يترددون على عيادة الوراثة، ومستشفى الأطفال التابعة لجامعة عين شمس بمصر للاستشارة الوراثية بسبب الإجهاض المتكرر، أو ولادة جنين ميت، أو ذرية مريضة، وتمت مقارنة نتائج هؤلاء المرضى مع قرابة 10000 من الأزواج الأصحاء فيما يعرف بالمجموعة المرجعية أو (مجموعة المقارنة -control group). جاءت النتائج كالتالي: كان زواج الأقارب أعلى بشكل ملحوظ في مجموعة الدراسة (المرضى) (54.4٪) مقارنة بالمجموعة المرجعية (الأصحاء) (35.3٪).
وبتحليل النتائج كانت كالتالي:
· حالات (المواليد الموتى – stillbirth) وموت الأطفال والإجهاض المتكرر
جاءت نسب المواليد الموتى (80%)، وموت الأطفال (80%)، والإجهاض المتكرر (67%) بين حالات زواج الأقارب، بينما كانت (20%)، و(20%)، و(33%) بين حالات الأزواج غير الأقارب على نفس الترتيب السابق.
· (الأمراض الجينية المتنحية المتعلقة بالصبغيات الجسدية – autosomal recessive)
جاءت بنسبة (78.8٪) بين حالات زواج الأقارب وهي الأعلى بين كل الاضطرابات، بينما كانت النسبة (21,2%) فقط بين زواج غير الأقارب، وكانت أكثر هذه الأمراض انتشارًا على الترتيب: (الصمم الحسي العصبي -SNHL)، و(البيلة الفينولية -phenylketonuria)، و(انحلال البشرة الفقاعي – (epidermolysis bullosa dystrophica، و(أمراض عديد السكاريد المخاطي- (mucopolysaccaridosis، و(التحلل العصبي-neurodegenerative).
· (الاضطرابات متعددة العوامل – multifactorial)
جاءت ثانيةً من حيث الانتشار بين النسل الناتج عن زواج الأقارب بنسبة (69.8٪)، في الوقت الذي ظهرت بنسبة (30,2%) فقط بين نسل زواج غير الأقارب. وكانت أكثرها انتشارًا ع الترتيب: تشوهات الأطراف، والتأخر العقلي، و(استسقاء الرأس- hydrocephalus)،
· أمراض أخرى
ظهرت بين حالات زواج الأقارب بنسبة (58%)، بينما كانت النسبة لنفس الأمراض (42%) فقط بين حالات زواج غير الأقارب، وجاء الأكثر انتشارًا منها على الترتيب: (أعضاء تناسلية غير واضحة أو مبهمة- (ambigious genetalia)، والتشوهات الخلقية المتنوعة، وأمراض الدم. وكانت كل هذه النسب السابقة بدلالة إحصائية معبرة (قيمة احتمالية <0.05).
· (الأمراض الجينية السائدة المتعلقة بالصبغيات الجسدية- autosomal dominant)
جاءت بنسبة (51,5%) بين حالات زواج الأقارب، و(48,5%) بين حالات غير الأقارب، ولكن بقيمة احتمالية مرتفعة نسبيًا.
· (الأمراض المتعلقة بالصبغ الجنسي- X-linked)
كانت النسبة (31%) في حالات زواج الأقارب، (69%) لغير الأقارب، ولكن بدلالة إحصائية ناقصة أيضًا.
· (حالات الاضطرابات المرتبطة بعدد الصبغيات- chromosomal disorder)
جاءت بين حالات زواج الأقارب بنسبة هي الأقل (29%)، و(71%) بين غير الأقارب، وبقيمة احتمالية مرتفعة نسبيًا.
ملحوظة: كلما زادت قيمة الاحتمالية، زادت فرصة المصادفة للنتائج.
بعد تفصيل نتائج كل هذه الدراسات أصبح واضحًا أن زواج الأقارب يُزيد بشكل كبير من التشوهات الخلقية وظهور الأمراض المتنحية النادرة في النسل، ليأتي دور السؤال المهم، لماذا يحدث ذلك؟
لماذا يؤدي زواج الأقارب إلى التشوهات الخلقية
ما هو المختلف في زواج الأقارب ليُحدِث هذه التشوهات؟ ولنجعل السؤال أكثر دقة يجب أن يكون ما هو المتشابه في زواج الأقارب لتنتج عنه فرصة زيادة هذه التشوهات؟ حيث أن السبب هو أن نسل زواج الأقارب قد يرث طفرات جينية متنحية من الأبوين اللذين يشتركون في سلف مشترك.
الجين المتنحي: هو الجين الذي يتم إخفاء آثاره في وجود جين سائد (5). بمعنى، أنه اذا كان يمتلك أحد الأبوين طفرة جينية متنحية نادرة تؤدي إلى مرض جيني ما، فإنه لا يمكن أن يظهر في صفات النسل إلا إذا ورث موقع هذا الجين من الأبوين معًا وهو ما يمكن أن يحدث بصورة أكبر عندما يكون الأبوين من سلف مشترك، سبق وأن أسلفنا في التعريف طبقًا لعلم الوراثة الإكلينيكية أنه مَعنِي ومُهتم بنسبة المواقع الجينية التي يُتوقَع أن يرث فيها النسل الناتج نسخًا جينية متطابقة من الأبوين وتم التعبير عنه بالمقياس (F) أو معامل زواج الأقارب(4). وكلما زادت نسبة القرابة البيولوجية بين الوالدين، زاد احتمال أن يرث نسلهم نسخًا متطابقة من واحد أو أكثر من الجينات المتنحية الضارة؛ ولذلك كان زواج الأقارب سببًا في التعبير عن الأمراض المتنحية الجسدية، بما في ذلك المتلازمات النادرة جدًا أو الجديدة(2).
نصيحة أخيرة
لأجل كل ما سلف ذكره من مخاطر وآثار ناتجة عن زواج الأقارب؛ تلعب الاستشارت الجينية قبل الزواج خاصة بين الأزواج معلومي القرابة دورًا حيويًا وضروريًا في الوقت الحالي، ولابد من التعامل معه على محمل الجد وليس كأنه إجراء ثانوي روتيني نفعله فقط لأجل إتمام إجراءات الزواج، وتذكر أن هذا الاختيار المتمثل في اختيار شريك الحياة هو قرارك وحدك الآن ولكنه قد لا يؤثر على حياتك وحدك.
6 Responses
جميل
احسنت في طريقة العرض ونرجوا المزيد من المعلومات و الايضاحات