نشأة سالنجر
وُلد جيروم دايفيد سالنجر (بالإنجليزيّة: Jerom David Salinger) في 1 يناير عام 1919 لعائلة من الطبقة المتوسطة العُليا في نيويورك. عمل والده اليهوديّ سول (بالإنجليزيّة: Sol)، كمستورد لحم خنزير، ووالدته مريم -المولودة باسم ماري جيليش (بالإنجليزيّة: Marie Jillich)- كانت من أصل اسكتلندي أيرلنديّ. وكان لديه أخت وحيدة، دوريس (بالإنجليزيّة: Dorris) أكبر منه بـ 8 أعوام. التحق سالنجر بمدارس بالقرب من بيته في مانهاتن، في عام (1932) التحق بمدرسة ماكبرني، وهي مؤسَّسة خاصّة بقى فيها لمدّة عامٍ واحدٍ قبل أن يُطرَد منها بسبب سوء درجاته. وبعد ذلك التحق بأكاديمية فالي فورج العسكرية بواين، بنسلفانيا، التي تخرَّج منها عام (1936)، وكان اجتماعيًّا ونشيطًا ويشارك في النوادي والمنظمات المدرسيّة بل وعمل كمحرر للكتاب السنوي للمدرسة. حيثُ بدأ في كتابة القصص القصيرة في الفترة التي قضاها في الأكاديمية وحتى عبر عن رغبته في بيع عمله إلى هوليوود يوماً ما.
بدايات سالنجر ككاتب جاد
أما سنوات ما بعد التخرج فلم توّثق جيدًا. فقد حضر دورة صيفيّة في جامعة نيويورك عام (1937). كما عاش لفترة وجيزة في فيينا وبولندا لتحسين مهاراته في اللغة الألمانيّة والتعرُّف على عمل استيراد لحم الخنزير استعداداً للانضمام إلى والده في التجارة. في خريف عام (1938) التحق سالنجر بكلية يورسينيس في كوليجفيل، بنسلفانيا، لكنه تركها منتصف العام وعاد إلى مدينة نيويورك.(1) في عام (1939) بدأ سالنجر يكتب بجديّة باعتباره طالب في جامعة كولومبيا بتوجيه من الأستاذ ويت بورنيت (بالإنجليزيَّة: Whit Burnett) الذي صادف أنه رئيس تحرير مجلة ستوري (بالإنجليزيَّة: Story) وأصبح بمثابة المُعلم والأب بالنسبة له. ونشر سالنجر أول قصة له بعنوان الشباب (بالإنجليزيَّة: The Young Folks) في مجلة ستوري التي يحرِّرها (بورنيت) في عام (1940) عندما كان عُمره 21 عامًا فقط. (1)
في عام (1941)، بعد عدِّة محاولات باءت بالفشل، وافقت مجلة النيويوركر على نشر إحدى قصصه تمرد طفيف خارج ماديسون (بالإنجليزيَّة: Slight Rebellion Off Madison)، وتمثل هذه المجلة الهدف النهائي لأي كاتب طموح في ذلك الوقت، و اعتبرت القصة مسودة لما أصبح مشهدًا في روايته الأشهر «الحارس في حقل الشوفان» لكن المجلة كانت لديها رأي آخر، فكانت قلقة بأن تبدو كأنها تشجع الشباب على الهروب من المدرسة، واحتفظت بالقصة لمدة خمس سنوات -أبدية حتى بالنسبة لنيويوركر- قبل نشرها أخيرًا في عام (1946) مدفونة في الجزء الخلفي من العدد. (4)
تجربة الحرب
في ربيع عام (1942)، جُنِدَّ سالنجر في الجيش الأمريكي. وكانت الحرب العالمية الثانية تجربة حاسمة في حياته، وقد جعلته الأهوال التي شهدها يعاني من ندوب نفسيّة مدى الحياة. حيث قال: «لقد نجوت من كثير»، على الرغم من أنه لم يتحدث علنًا أبدًا عما شاهده في معسكر اعتقال. كان سالنجر جندي مشاة وعمل في مكافحة التجسُّس وشارك في الهجوم على شاطئ يوتا كجزء من عمليات الإنزال في يوم النصر. كما حضر المعركة الدمويّة والوحشيَّة في غابة Hürtgen في أواخر عام (1944). وقال لابنته مارجريت لاحقًا :«مهما عشت، فإنك لا تتخلص أبداً من رائحة احتراق اللحم البشري». ووفقًا لكينيث سلاوينسكي (بالإنجليزيَّة:Kenneth Slawenski)، أحد كتاب سيرة حياة سالنجر، أنه تم إرسال الجندي الشاب المصاب بالصدمة إلى المستشفى في نهاية الحرب، لما يمكن تشخيصه الآن بأنه اضطراب ما بعد الصدمة.
مقابلة إرنست هيمنجواي
خلال أيام الجيش، عمل سالنجر على كتابة قصص قصيرة وما قوى عزمه على أن يصبح كاتبًا هو مقابلة إرنست هيمنجواي (بالإنجليزيَّة: Ernest Hemingway)، الذي كان في أوروبا يقدِّم تقارير عن الحرب. (3)
قابل سالنجر (هيمنجواي) في فندق ريتز بعد تحرير باريس في عام (1944). وفي 4 سبتمبر (1944) أخبر سالنجر رئيس تحريره بورنيت أنه قابل هيمنجواي ووجده لطيف مقارنة بالسلوك الصعب والقاسي لنثره. ويقول أيضًا أنه كان كريمًا وودود وغير متأثر بسمعته الخاصة.
كما تباهى سالنجر بحبهما لنفس المؤلفين وأن هيمنجواي قلّل من مكانته في الأدب. لسوء الحظ، لم يذكر سالنجر تفاصيل حول معظم المؤلفين الذين تناقشوا حولهم، إلا أنه ذكر إعجاب هيمنجواي الكبير بأعمال ويليام فولكنر (بالإنجليزيَّة :William Faulkner).
تشير انطباعات سالنجر الأولى عن هيمنجواي إلى دهشته عن الاختلاف بين الشخصيّة العامّة والخاصّة للمؤلف، وتستمر الرسالة في التأكيد ليس فقط على تواضع هيمنجواي، بل كرمه أيضًا فحسب. كما أخبر همنجواي سالنجر أنّه يتذكره من إحدى قصصه في مجلة (Esquire)، وطلب أن يقرأ إحدى قصصه الجديدة.
بعد أن أعطى سالنجر هيمنجواي قصة «آخر يوم من الإجازة الأخيرة» من مجلة (Saturday Evening Post)، قال همنجواي إنه استمتع بالقصة. وأكثر من حقيقة أن هيمنجواي كان يعرف سالنجر من خلال عمله -يمكن للمرء أن يتساءل فقط عن شعور سالنجر وقتها – إلا أن روحه السخيَّة تجاه الكاتب الشاب امتدت إلى أبعد من لفتة رمزية. حيثُ أنهي سالنجر حكايته عن المقابلة بإخبار بورنيت أن هيمنجواي كان رجلًا جيدًا حيثُ أراد بعد قراءة أعماله أن يكتب بعض الرسائل نيابة عن سالنجر، إلا أن الأخير رفض العرض. ولم تكن هذه المقابلة الوحيدة بينهما. (7)
رواية سالنجر الأكثر إثارة للجدل
في خريف عام (1950)، في منزله في ويستبورت، كونيتيكت، أكمل سالنجر روايته «الحارس في حقل الشوفان». كان الإنجاز بمثابة تنفيسًا. لقد كان اعترافًا، تطهيرًا، وتنويرًا، بصوت متميز لدرجة أنه سيغير الثقافة الأمريكيَِّة.
كان هولدن كولفيلد (بالإنجليزيَّة: Holden Caulfield) -الشخصيّة الرئيسيّة بالرواية-، والصفحات التي احتجزته، هي الرفيق الدائم للمؤلف في معظم حياته البالغة. كانت تلك الصفحات -التي كُتبت أولها في منتصف العشرينات من عمره- قبل أن يُشحن إلى أوروبا برتبة رقيب في الجيش، ثمينة جدًا بالنسبة إلى سالنجر لدرجة أنه حملها معه طوال الحرب العالميّة الثّانية. حيثُ اقتحمت تلك الصفحات الشاطئ في نورماندي. واستعرضت في شوارع باريس، بل وشهدت مقتل عدد لا يحصى من الجنود في أماكن متفرقة، ونُقِلوا عبر معسكرات الاعتقال في ألمانيا النازيَّة، في أجزاء وقطع تم إعادة كتابتهم ووضعهم جانبًا، ثم إعادة كتابتهم مرة أخرى، وتغيرت طبيعة القصة بتغيير المؤلف نفسه.
الآن، في ولاية كونيتيكت، وضَّع سالنجر السطر الأخير في الفصل الأخير من الكتاب. مع أخذ تجربة سالنجر في الحرب العالميّة الثّانية في الاعتبار، يجب أن نفهم رؤية هولدن كولفيلد في سنترال بارك، والكلمات الفارقة للحارس في حقل الشوفان :«لا تخبر أي شيء لأي شخص. إن فعلت، ستبدأ في افتقاد الجميع» جميع الجنود القتلى. (2)
نُشرت الرواية عام (1951) وأول جملة بها – تُعادل صدي بعيد لـمارك توين (بالإنجليزيَّة: Mark Twain)- أصابت ملاحظة جديدة صارخة في الأدب الأمريكيّ التي تتمثل في:
«إذا كنت قد أثرت اهتمامك بالفعل، فأغلب الظن أن أول ما ترغب في معرفته هو المكان الذي ولدت فيه،وكيف أمضيت طفولتي التعسة، وماذا كان يعمل والداي قبل أن ينجباني، وكل هذا اللغو الذي تعودناه في «ديفيد كوبرفيلد» ولكنني لا أشعر برغبة في فتح هذه الموضوعات لأصدقك القول.»
كيف أصبحت رواية «الحارس في حقل الشوفان ذات صيت؟
على الرغم من عدم تأكُّد الجميع بما يفعلوه بها -خاصة المعلمون وأمناء المكتبات- إلا أنها أصبحت من أكثر الكتب مبيعًا على الفور تقريبًا، وأصبح الراوي والشخصيّة الرئيسيَّة هولدن وهو مراهق طُرد حديثًا من المدرسة الإعدادية، أكثر طالب متغيب عن المدرسة شهرة في أمريكا منذ «مغامرات هاكلبري فين».
أصابت الرواية عصبًا في الحرب الباردة وسرعان ما حصلت على مكانة دينيّة خاصة بين الشباب، وذلك لاعتمادها على الصوت الساخر واللغة العاميّة -فتعبيرًا هولدن المفضلين هما «زائف» و«ملعون»- بالإضافة إلى فهمها المتعاطف للمراهقة وشعورها الحادّ بالبعد عن الأخلاق وعدم الثقة في عالم الكبار. حيثُ اعتبرت الرواية من الطقوس الأساسيّة للمرور، التي قد تعادل أهمية الحصول على تصريح المتعلم.
دور الرواية في اتخاذ قرار العزلة
كان الشاب سالنجر يتوق بشدِّة إلى هذا النوع من الاهتمام. لقد تفاخر في الكلية بموهبته الأدبيّة وطموحاته، وكتب رسائل مذهلة إلى ويت بورنيت. لكن بمجرد وصول النجاح تضاءل بسرعة بالنسبة له. حتى أخبر محرِّري مجلة (Saturday Review ) أنه «جيد ومريض» رؤية صورته على غلاف الرواية وطالب بإزالتها من الطبعات اللاحقة. كما أمر وكيل أعماله بحرق أي بريد للمعجبين. وفي عام (1953) فرَّ السيد سالنجر -الذي كان يعيش في شارع إيست 57 في مانهاتن- من العالم الأدبيّ تمامًا وانتقل إلى مجمع مساحته 90 فدانًا على أحد التلال المشجرة في كورنيش، نيو هامبشر. حيثُ بدا أنه يحقق رغبة هولدن في بناء «مقصورة صغيرة في مكان ما مع العجين الذي صنعته والعيش فيه لبقية حياتي»، بعيدًا عن «أي محادثة غبية مع أي شخص.» (7)
علاقتها بمقتل جون لينين ومحاولة قتل ريجان
أصبحت «الحارس في حقل الشوفان» بمثابة الكتاب المقدس لجيل من المراهقين الساخطين. وفي ديسمبر (1980) جلبت جاذبيته الواسعة مشاكله الخاصة. حيثُ حمل مارك ديفيد تشابمان (بالإنجليزيَّة: Mark David Chapman) نسخة من الرواية عندما قُبِض عليه لقتله المغني جون لينون (بالإنجليزيَّة: John Lennon) وأخبر الشرطة أن «هذا الكتاب الاستثنائي» سيساعد الناس على فهم سبب إطلاقه النار على عضو البيتلز السابق. واستشهد بالرواية باعتبارها «بيانه». وبالتالي ازدادت بارانويا سالنجر حول الزائرين غير المرغوب فيهم.
كما وُجدت الرواية في غرفة فندق (جون هينكلي) بعد محاولته اغتيال الرئيس الامريكي رونالد ريجان (بالإنجليزيَّة: Ronald Reagan). وأدّى كل ذلك الجدل اللاحق حول الرواية إلى إصرار سالنجر على عدم التعامل مع ما وصفه باهتمام الجمهور «الفضولي» في حياته. (3)
أعمال سالنجر
أعماله المبكرة ما قبل الحرب وأثنائها
- الشباب عام (1940).
- اذهب لترى إيدي (بالإنجليزيَّة: Go See Eddie) عام (1940).
- قلب قصة مكسورة (بالإنجليزيَّة: The Heart of a Broken Story) عام (1941).
- الهدف منها (بالإنجليزيَّة: The Hang of it) عام (1941).
- الظهور الطويل للويس تاجيت (بالإنجليزيَّة: The Long Debut of Lois Taggett) عام (1942).
- ملاحظات شخصية لرجل مشاة (بالإنجليزيَّة: Personal Notes of an Infantryman) عام (1942).
- الإخوة فاريوني (بالإنجليزيَّة:The Varioni Brothers) عام (1943).
- آخر يوم من الأجازة الأخيرة (بالإنجليزيَّة: The Last Days of the Last Furlough) عام (1944).
- إيلاين (بالإنجليزيَّة: Elaine) عام (1945).
- هذا السندوتش ليس به مايونيز (بالإنجليزيَّة: This Sandwich Has No Mayonnaise) عام (1945).
- أنا مجنون (بالإنجليزيَّة: I’m Crazy) عام (1945).
أعماله ما بعد الحرب
- يوم مثالي لسمكة البنانافيش (بالإنجليزيَّة: A Perfect Day for Bananafish) عام (1948).
- العم ويغيلي في كونيتيكت (بالإنجليزيَّة: Uncle Wiggily in Connecticut) عام (1948).
- إلى أسما – مع الحب والشقاء (بالإنجليزيَّة: For Esmé—With Love and Squalor) عام (1950).
- الحارس في حقل الشوفان (بالإنجليزيَّة: The catcher in the rye) عام (1951).
أعمال العزلة
- تسع قصص (بالإنجليزيَّة: Nine Stories) عام (1953)، مجموعة قصصية.
- فراني وزوي (بالإنجليزيَّة: Franny and Zooey) عام (1961)، مجموعة قصصية.
- ارتفاع عارضة السقف، نجارين، وسيمور:مقدمة (بالإنجليزيَّة: Raise High the Roof Beam, Carpenters and Seymour: An Introduction) عام (1963)، مجموعة قصصيّة.
- هابوورث 16، 1924(بالإنجليزيَّة: Hapworth 16, 1924) عام (1965)، قصة قصيرة. (6)
علاقات سالنجر العاطفيّة
في عام (1941) بينما كان يعيش مع والديه في نيويورك، وقع سالنجر، البالغ من العمر 22 عامًا، في حب أونا أونيل (بالإنجليزيَّة: Oona O’Neill)، ابنة الكاتب يوجين أونيل (بالإنجليزيَّة: Eugene O’Neill) البالغة من العمر 16 عامًا والتي سيُقارن بعد ذلك جمالها الأسطوري وشخصيتها الهادئة بـجاكلين كينيدي (بالإنجليزيَّة: Jacqueline Kennedy).
انتهت علاقتهما الرومانسيّة عندما انضم سالنجر إلى الجيش بعد معركة بيرل هاربور. بعد ذلك بفترة، انتقلت أونيل إلى لوس أنجلوس، حيث التقت بـتشارلز تشابلن (بالإنجليزيَّة: Charles Chaplin) وتزوجته عندما بلغت 18 عامًا، وكان شابلن ذو 55 عامًا وقتها.
بعد الحرب، أُصيب سالنجر بانهيار عصبي. وخلال فترة النقاهة في فرنسا، التقى بطبيبة فرنسية وتزوجها، لكنهما انفصلا بعد ثمانية أشهر.
ثم في عام (1954)، في حفلة في كامبريدج، التقى سالنجر بـكلير دوجلاس (بالإنجليزيَّة: Claire Douglas)، ابنة الناقد الفني البريطاني المحترم روبرت لانغدون دوجلاس (بالإنجليزيَّة: Robert Langdon Douglas). كانت كلير ساطعة ومفعمة بالحيوية ذات 19 عامًا، وسرعان ما بدأت تقضي الوقت معه في منزله بنيو هامبشير، وتزوجها عام (1955)، وحظيا بفتاة تُدعى مارجريت في ديسمبر من نفس العام. وولد يُسمّى ماثيو عام (1960). لكن انفصلا في بداية أكتوبر عام (1967). (5)
وبعد ذلك، جاءت جويس ماينارد (بالإنجليزيَّة: Joyce Mynard)، التي كانت في الثامنة عشر من عمرها عندما غادرت الكلية لتعيش مع الكاتب البالغ من العمر 53 عامًا في عام ( 1972) وبعد ثمانية أشهر، تم التخلي عنها بشكل غير رسميّ.
«لقد وضع عملتين بقيمة 50 دولارًا في يدي وأمرني بإخراج أغراضي من منزله والاختفاء»
هكذا قالت جويس في مقابلة في سبتمبر عام (2018).
وفي عام (1988) تزوج سالنجر البالغ من العمر 65 عامًا من كولين أونيل (بالإنجليزيَّة: Colleen O’Neill)، ممرضة تبلغ من العمر 25 عامًا كانت مديرة معرض كورنيش السنوي. ظلّوا معًا حتى آخر 22 عامًا من حياته. (3)
وفاة سالنجر
توفي سالنجر يوم 27 يناير عام 2010 عن عُمر يناهز 91 عاماً. و أعلن الوكيل الأدبي للسيد سالنجر، هارولد أوبر (بالإنجليزيَّة: Harold Ober)، عن الوفاة، قائلاً إنها كانت لأسباب طبيعيّة. (7)