دوالي الخصية

دوالي-الخصية

||

دوالي الخصية هي أحد أكثر المشاكل المُسببة للعُقم بشكل مُباشر ولكنها أيضًا قد تتسبب في مشاكل للخصية مُعيقة نشاطها الطبيعي سواء بإفشال تطورها أو بتقليص حجمها ويُصاب بها نسبة تُقدر بـ 15 : 20% من الذكور بشكل عام، وهو ما يعني أنها شائعة بشكل ملحوظ.

لمحة تاريخية عن دوالي الخصية

في القرن السادس عشر ظهر أول تشخيص لدوالي الخصية بإعتبارها مشكلة سريرية علي يد (أمبرواز باري – الجرّاح الأكثر شهرة في عصر النهضة) وأعتبره يرجع لشذوذ في الأوعية الدموية، ولكن في القرن التاسع عشر استطاع ( بارفيلد – طبيب بريطاني ) أن يربط بين دوالي الخصية والعُقم ليكون أول من أقترح تلك الفرضية حينئذٍ وبدأ فيما بعد تتوالي التقارير التي تُثبت ذلك وتحديدًا بعد تحديد الضرر وإصلاحه ومتابعة تأثيره علي الخصوبة ليُثبت أقتراح بارفيلد.

وفي عام 1950م أُعتمدت الجراحة كوسيلة لإصلاح الأوردة المُسببة للدوالي بإعتبارها علاجًا فعالًا لمشكلة العقم التي تتسبب بها دوالي الخصية وأثناء ذلك استمرت الأبحاث والدراسات تكتشف طبيعة المشكلة واسبابها، وقد وثق الباحثون وجود نمط مُتكرر كخلل في طبيعة السائل المنوي يتمثل في إنخفاض عدد الحيوانات المنوية وضعف القُدرة على الحركة، وغلبة أشكال الحيوانات المنوية غير الطبيعية في العيّنة وهو ما عُرف بآثار الضغط علي الخصية ( دوالي الخصية ).

 

التعريف والتشريح

تُعرف (دوالي الخصية) بأنها توسّع في الأوردة الناقلة للدم المُغزّي للخصية، وتلك الأوردة تكون كالضفيرة وتتواجد داخل كيس الصفن وهو الذي يحمل الخصيتين ويحافظ علي درجة حرارتهم بعيدًا عن حرارة الجسد وفي وسط مُناسب لإستمرار نشاطهم الطبيعي.

التفاصيل موضّحة في الصورة التالية.
ستُلاحظ أن الأوردة التي تتواجد باللونين الأحمر والازرق الفاتح في الجانب الأيسر من الصورة ( الحالة الطبيعية ) قد تضخمت بشكل مُبالغ فيه في الجانب الأيمن من الصورة ( الحالة المُصابة بدوالي الخصية ) وهو ما يضغط علي الخصيتين.

الأعراض

قد تأتي الدوالي بدون أي اعراض تُذكر وتلك هي الحالة البسيطة والتي ليست بالمؤثرة بالشكل الكافي للإضرار بالخصيتين ومع ذلك فإن الأصابة بها ترتبط بآلام علي مستوي الخصيتين تظهر في ثقل او ألم اثناء الوقوف لفترات طويلة ينتهي في الغالب بالإستلقاء علي مستوي واحد ( النوم علي الظهر ).ومع ذلك يجب عليك إستشارة طبيب في حالة إن لاحظت تلك الأعراض أو أي تضخّم في كيس الصفن او كتلة غير طبيعية حول الخصيتين لكي يُشخص الطبيب الحالة بشكل دقيق.

طبيعة الحالة وعلاقتها بالعُقم

الدوالي كما عرّفناها هي خلل ناتج عن توسّع للأوردة المُتصلة بالخصية وتحدث للخصية اليسري بنسبة(80 – 90%) للأسباب التشريحية التالية؛
– الزاوية التي يدخل منها الوريد الأيسر هي نفسها التي تصل الوريد الكلوي الأيسر.
– عدم وجود صمامات فعّالة مُضادة للإرتجاع في تلك الناحية لتحمل الوريد الكلوي الأيسر ووريد الخصية.
– زيادة حِمل الوريد الكلوي بسبب الضغط الحادث بين الشريان المساريقي العلوي والشريان الأبهر.

ويختلف تطوّر الدوالي بناءًا علي حجم الوريد المُتضخم ويكتشف ذلك بدايةً بالنظر (الحالات المتأخرة والتي يظهر فيها تعرج مُنتفخ في الجانب الأيمن أو الأيسر من كيس الصفن) ثم يليه المُلامسة (الحالات الأقل تطورًا والتي يكون هناك إنتفاخ ظاهر في الجانب الأيمن أو الأيسر من كيس الصفن) وبعد ذلك الكشف بالموجات فوق الصوتية (الألترا ساوند) للتأكد بشكل تام من سلامة الأوردة.وبالرغم من ان هُناك علاقة إحصائية بين دوالي الخصية والعُقم تُقدر بنسبة 40% من حالات العُقم يكون السبب فيها هي الدوالي إلا أن الأمر ليس بمثل تلك البساطة فقد تتسبب الدوالي بالعُقم عند البعض ولا تتسبب بذلك عند البعض الآخر ولكي تُشخص حالة العُقم بشكل دقيق فعلينا اللجوء لتحليل السائل المنوي لبيان خصوبة الذكر وقدرته علي الإنجاب.

العلاج

في بعض الأحيان لا تُعالج طالما لا تُحدث آثار سلبية أو مؤثرة علي الشخص سواء كان ألم مستمر أو عقم وعجز عن الإنجاب وهو ما يُعالج بعملية جراحية بسيطة.. ولذلك يُرجي التوجّه لطبيب مُختص (ذكورة / مسالك بولية) وهو المنوط به تشخيص الحالة وعلاجها.

يمكنكم متابعة المزيد من مواضيع الصحة الجنسية عبر صفحة سكسولوجي على الفيسبوك من هنا

وكالعادة ؛ سكسولوجي تتمني لكم دوام الصحة والسعادة

المصادر : 123

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي