يعد (دي لويس) أحد أفضل الممثلين في تاريخ السينما البريطانية والعالمية. ممثل إنجليزي ولد في 29 أبريل 1957 بلندن. وهو ابن الشاعر الأيرلندي (سيسل دي لويس).
داي لويس هو أول ممثل في تاريخ جوائز الأوسكار يفوز بجائزة الأوسكار لأفضل ممثل بدور رئيسي ثلاث مرات.
إذا كان (داستن هوفمان) يشكل النسخة الأمريكية من الممثل المتفاني للأسلوب المنهجي في أداء مهنته، فدانيال داي لويس يمثل النسخة الإنجليزية لهذا الأسلوب لكن ببضع درجات أعلى.
من المعروف عنه أنه نادرًا ما يتحدث عن حياته الشخصية. كانت لديه علاقة استمرت ست سنوات مع الممثلة الفرنسية (إيزابيل أدجاني). ولديهما ولد اسمه (جبريل دي لويس) ولد عام 1995 في نيويورك. بعد انتهاء علاقة والديه، وعاش مع والدته في باريس. في عام 1996 عندما كان دانيال يعمل في فيلم (The Crucible)، زار منزل مؤلف الفيلم الكاتب (أرثر ميلر) حيث قابل ابنة الكاتب، (ربيكا ميلر). وقد تزوجا لاحقًا في نفس العام. الزوجان لديهما ابنان ويقسمان وقتيهما بين الولايات المتحدة وأيرلندا. دانيال يحمل الجنسيتين الإنجليزية والإيرلندية.
في نوفمبر 2014 تم تقليده لقب السير من طرف (الأمير ويليام) تقديرًا لمسيرته الفنية الطويلة وما قدمه من أدوار سينمائية خالدة ولكونه الممثل الوحيد في تاريخ جوائز الأوسكار الذي يفوز بثلاث جوائز لأفضل ممثل في دور رئيسي.
رشح دي لويس لجائزة الأوسكار خمس مرات. حصل من هذه الترشيحات على ثلاث جوائز أوسكار لأحسن ممثل في دور رئيسي. الأولى عن دوره في (My left foot) عام 1990. والثانية عن دوره في فيلم (There will be blood) عام 2008. والثالثة عن دوره في فيلم (Lincoln) عام 2013.
كما حصل على جائزة الجولدن جلوب مرتين. الأولى عام 2008 لأفضل ممثل دراما عن دوره في فيلم (There will be blood). والثانية عام 2013 لأفضل ممثل دراما عن دوره في فيلم (Lincoln).
سنتناول الآن أهم خمسة أفلام في تاريخ داي لويس:
Lincoln ( 2013)
«لينكولن» هو واحد من أهم أفلام المخرج (ستيفن سبيلبرج) في السنوات القليلة الماضية. التركيز على السنوات الأخيرة من حياة الرئيس لنكولن، وجهوده لإلغاء الرق.
من الأمور الحسنة في الفيلم هو رفضه تقديم قصته بشكل جاف أو ممل كما هو الحال الكثير من الأفلام التاريخية للأسف. والفضل يعود لأداء داي لويس بدور لينكولن، فلا يؤديه بشكل كرتوني بل نشعر بإحباط الرجل وكربه وهو يحاول تغيير تاريخ العالم، رغم أن رؤيته وهدفه لا يحظيان على شعبية كبيرة في نظر عامة الشعب.
إن أداء داي لويس لهذه الشخصية الأيقونية في التاريخ الأمريكي يعتبر القلب النابض لهذا الفيلم، فهو ممثل فريد يزداد تألقًا كلما تقدم في العمر.
رشح الفيلم لثماني جوائز غولدن غلوب من ضمنها أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل ممثل درامي لدي لويس حيث ربح الجائزة الأخير. الفيلم تم ترشيحه أيضًا لـ 12 جائزة أوسكار من ضمنها: أفضل فيلم، أفضل مخرج، أفضل ممثل بدور رئيسي، أفضل نص سينمائي مقتبس، وهو الفيلم الأكثر ترشيحًا لجوائز الأوسكار لسنة 2013. فاز الفيلم بجائزتي أوسكار بفئة أفضل ممثل رئيسي للممثل دانيال دي لويس وأفضل تصميم.
There Will Be Blood (2007)
الفيلم يتناول تفاصيل حياة عامل منجم الفضة دانيال بلاينفيو الذي تحول لرجل نفط.
يخلق المخرج (بول توماس أندرسون) كلاسيكية حديثة من خلال هذا الفيلم. ومقتبس عن رواية «Oil» ل (Upton Sinclair).
الأهم في هذا الفيلم هو الأداء الاستثنائي لدي لويس والذي كان أشبه بمغنطيس يجذبك لتشاهده إلى آخِر الفيلم.
مشهدين على وجه الخصوص هما الأبرز؛ الأول هو عندما يتخلى عن ابنه في محطة السكك الحديدية.
ثانيا وأشهرها، هو تسلسل النهاية الطويل جدًّا والمقنع تمامًا. وهذا ليس إلا نتيجة للأداء المتميز من جانب داي لويس.
على الجانب الآخَر الفيلم يتناول الصراع المستمر بين رجل الدين ورجل الواقع.
في المشهد الأول عندما سيطر الدين على الموقف فصرخ دانيال: «أنا مذنب –
I am a Sinner»
والمشهد الثاني عندما سيطر دانيال فصرخ (إيلاي) وهو الممثل لرجل الدين:
«انا رسول زائف والرب خرافة – I am a false prophet. God is a superstition»
https://www.youtube.com/watch?v=aKplJYWO7DM
– Gangs Of New York (2002)
في رائعة من روائع العظيم (مارتن سكورسيزي) وكعادة دي لويس كان الشخصية الأكثر جذبًا للانتباه من خلال شخصية الجزار.
دي لويس أصبح جزارًا حقيقيًا وبارعًا خلال استعداده لأداء الشخصية، يجسد دور رجل شرير خالص وخطير لأبعد الحدود.
الجزار (بيل كاتنج) هو المسؤول عن موت والد شخصية الفيلم الرئيسية أمستردام فالين (ليوناردو دي كابريو (الأحداث تتدفق طوال الفيلم بينهم حتى تقودنا إلى المعركة العنيفة الأخيرة بينهم.
استطاع سكورسيزى أن يفرض حالة من الذعر في كل الشخصيات الفيلم تجاه الجزار.
تكاد تراه محور رئيسي لأي مشهد سواء ظهر به أو لم يظهر.
My Left Foot (1989)-
يعد مشاركة رائعة بين داي لويس و المخرج (جيم شيرادن)
الفيلم سيرة ذاتية مؤثرة عن المؤلف والرسام (كريستي براون) الذي كان يعاني من شلل دماغي وجسدي حاد لا يسمح له باستخدام إلّا قدمه اليسرى. الفيلم يعد مثالًا رائعًا لتقديم قصة انتصار الإنسان على عقبات الحياة.
السبب الرئيسي في نجاح الفيلم هو أداء داي لويس. فالمشاهد ينسى العوامل التقنية التي استخدمها في تمثيله فورًا ويركز في شخصية هذا الرجل المكسور الذي يحاول التعبير عن موهبته وإنسانيته في عالم أصبح الكثيرون فيه يعدونه أبله.
إذا لم يتسنى لك مشاهدة فيلم من بطولة دانيال داي لويس من قبل ولا تزال تجهل سبب أهمية هذا الممثل، فهذا الفيلم هو الخيار الأمثل أمامك، بكل وضوح وبساطة. إنه فيلم وأداء استثنائيين.
In The Name Of The Father (1993) –
يعمل داي لويس مرة أخرى مع المخرج جيم شيرادن بعد (My Left Foot)
الفيلم دراما قوية ومؤثرة ومستند على قصة حقيقية. أحداث الفيلم في فترة الصراع العرقي القومي في أيرلندا،
وعلى إثر تفجير حانة جيلدفورد في إنجلترا. ومع إصرار الحكومة البريطانية لمعاقبة المسؤولين وراء هذه الحادثة، تتم إدانة أربعة مواطنين أيرلنديين بريئين من هذه التهمة، ومن ثم سجنهم. وبات يطلق عليهم اسم (رجال جيلدفورد الأربعة).
داي لويس يؤدي دور (غيري كونلون)، الذي كان للأسف في المكان الغير مناسب في الوقت الغير مناسب. الفيلم نجح في لفت النظر بسبب براعة الطريقة التي تتبع شخصيته من كونه منحرف جانح أحداثي إلى أن يصبح رجل يقف في وجه الظلم الذي فرض على حياته.
وتتضح قوة هذا التحول في شخصيته عبر العلاقة المتقلبة بينه وبين والده (جوسيبي) السجين أيضًا، ويجسّد دوره الممثل الراحل (بيتر بوستلثويت) بطريقة تضني قلب المشاهد، كما أن هذه العلاقة تشكل حجر الأساس للفيلم ككل. إنه عمل ملتهب ومشبوب بالعاطفة ويصعب نسيانه.
المصادر:
https://goo.gl/z1EdGH
https://goo.gl/RFG28y
https://goo.gl/3Nsft9
تدقيق لغوي: إسراء عادل
تعديل الصورة: نسمة المحمدي