هجوم إنسان الغاب المميت: قردان يعملان كفريق لقتل الآخرين.
استخدمت الأنثى ذكر إنسان الغاب كقاتل مستأجر (Hired Gun) للمساعدة في إحاطة ومهاجمة الضحية، فيما يقول العلماء أنه أول حادث اعتداء قاتل بين إنسان الغاب تم ملاحظته.
_________________________________
دوى صراخ عالي، شجار و 3 دقائق من الهجمات المتناسقة من قبل أنثى إنسان الغاب وشريكها الذكر، أدوا إلى وفاة انثى إنسان غاب أكبر سنًا في غابة بورنيو (Borneo forest).
يقول العلماء أن هذه أول حادثة اعتداء قاتلة بين إنسان الغاب يتم ملاحظتها على الإطلاق من قبل الباحثين.
وفقًا لعالمة البريماتولوجى – علم الرئيسيات – (primatologist ) آنا مارزيخ (Anna Marzec) بجامعة زيوريخ (Zurich) في سويسرا، والتي كانت تشاهد الحادثة، أن إناث إنسان الغاب ليست عدوانية في العادة، هُن منفردات ونادرًا ما يتورطن في معارك. ويقول العلماء بأن الأمر المثير للدهشة هو أن الأنثى استخدمت الذكر كقاتل مستأجر (Hired Gun) لإحاطة ومهاجمة الضحية.
وقالت مارزيخ إنه على الرغم من أن الاعتداءات بين الحيوانات الرئيسية غير متكررة، وأن الهجمات القاتلة تكون نادرة، إلا إنه قد لوحظ في عدد قليل من الأنواع: كالشمبانزي Chimpanzees) ( والقرود الحمراء (Red colobus monkeys) والقرد العنكبوت (Spider monkeys) وكبوشنس(capuchins) وميوركيس (Muriquis).
وصرحت مارزيخ لــ(Live Science): حتى في المشاهدات السابقة، لم يؤد أي عدوان بين إناث إنسان الغاب إلى وقوع إصابات، وأضافت أن الاعتداءات عادة ما تكون عبارة عن مطاردات سريعة أو عضات خفيفة ولكن تلك الإناث – وقد رأينا من قبل 6 حالات اعتداء طوال أكثر من 12 عامًا من الدراسات – لم تترك ضحاياها بجروح ولو لمرة واحدة.
ولذلك تحديدًا تعتبر هذه الحالة خاصة جدًا.
تضيف مارزيخ قائلة بأن العدوان بين الحيوانات الرئيسية هو تعبير طبيعي عن التنافس على الموارد، فالذكور يتنافسون على الإناث، والإناث تتنافس للحصول على المواد الغذائية، ولكن حتى هذه المناوشات تكون عادة بين أفراد من نفس الجنس، ويقول الباحثون بأن الجنسين يرتبطون فقط عادةً في الأشهر القليلة التي تسبق استعداد الأنثى للحمل.
وفيما يتعلق بهذه الحالة تقول مارزيخ وزملائها بأن أنثى إنسان الغاب الشابة والتي تدعى كوندور Kondor))، والتي فقدت رضيعها مؤخرًا والأنثى الأكبر سنًا والتي تدعى (Sidony) يعيشان كلاهما في Mawas Reserve)) في إندونسيا وكان لديهما تاريخ من التفاعل العدواني.
يذكر الباحثون أنه قبل الحادثة بأسبوعين شوهدت كوندور مرتطبة مع عدة ذكور، وخاصة واحد يُدعى (ايكو- Ekko) وأضافوا أن ايكو وكوندور اقتربا من سيدونى وقام ايكو بتفقدها جنسيًا قبل أن يعود للتزواج مع كوندور الأصغر منها.
وحين بدأت سيدونى بالتحرك بعيدًا أوقفت كوندور التزواج وهاجمتها على الفور كما انضم ايكو لها وهما يتناوبان في مهاجمة سيدونى الأنثى الأكبر سنا، وبينما يهاجمها أحدهما فإن الآخر يقف مشاهدًا ويحرص على منع الضحية من الهرب.
ووفقًا للدراسة فقد جذب العراك ذكرًا آخر يدعى (غوابو Guapo) أتى لمنع العراك وحماية سيدونى ولكن على الرغم من مساعدته في منع العديد من الهجمات من الوصول لسيدونى إلا أنها كانت قد أصيبت بالفعل إصابات عديدة وتوفت بعدها بأسبوعين.
مازال الباحثون غير واثقين فيما سبب سلوك كوندور العدواني وقالت زوريخ أن كوندور ربما قد تم دفعها إلى عراك في وجود شريكها الذكر الذي كان على استعداد للمساعدة في مهاجمة سيدونى مقابل المزيد من وقت التزواج مع كوندور، ولكن الذكور حصلوا على فرص مشابهة من قبل.
«هذا حقًا غريب، قضية فريدة من نوعها» هكذا علق (جون ميتانى John Mitani) عالم البيئة السلوكية والذي يدرس الشيمبانزي في (جامعة ميشيغانUniversity of Michigan ) ولكنه لم يشارك في الدراسة الجديدة.
كما أضافت آنا مارزيخ «هذه الحكاية جزء لا يتجزأ من آلاف وآلاف الساعات في مراقبة هذه الحيوانات ليس فقط هذه الدراسة ولكن في دراسات أخرى عديدة في بورنيو Borneo وسومطرة umatra.
لذلك فإنه من الصعب جدًا تفسير ما حدث وتحديد المسؤول عن ذلك.
تعتقد مارزخ أن هذه القضية من الممكن أن تكون مثالًا آخر للتنافس الشديد على الموارد. فحرائق الغابات والقطع غير القانوني للأشجار في المناطق المجاورة قد دمر المنازل الطبيعية لإنسان الغاب وكنتيجة لذلك يعيش إنسان الغاب اليوم في ظروف مزدحمة حيث يتنافس الجميع على موارد محدودة.
يعود ميتانى ليذكر أن هذه الحيوانات تعيش على حافة الخطر وهي الآن معرضة بشكل كبير له، لا شيء غير أننا وضعناها في ظروف أكثر هشاشة أكثر عرضة للخطر فهل نذهب لنرى المزيد من هذه الجوانب غير الطبيعية من سلوكهم والذي من الواضح أنه نتيجة لما يحدث؟
وقد نشرت تفاصيل هذا العراك المميت في 3 من فبراير في مجلة Behavioral Ecology and Sociobiology
ترجمة: محمد أكرم
مراجعة: Sherif M.Qamar
تصميم: Ayman Samy
المصدر: http://sc.egyres.com/NJpHM
#الباحثون_المصريون