كشفت دراسة جديدة أن العسل الأسترالي يحتوي على سموم طبيعية تتعدى المستويات العالمية للأمان. تسمى هذه السموم بـ (قلويات البايروليزيدين- Pyrrolizidine alkaloids (PAs)، والتي يُعرف عنها أنها تسبب تليف الكبد في البشر، ويشتبه أنها تؤدي للإصابة بالسرطان عندما تُستهلك بجرعات عالية.
ومما يسبب القلق أنهم وجدوا أن 41 من كل 51 عينة عسل أسترالي تم اختبارها تحتوي على متوسط من قلويات البايروليزيدين أربع أضعاف الموجودة بالعسل الأوروبي.
مزارعوا عسل النحل الأسترالي ادّعوا بأن هذا التقرير يعتمد على بيانات قديمة وأنه مبالغ فيه. ولكن الباحثون قاموا بتحذير النساء الحوامل والأمهات المرضعات على وجه الخصوص بأنه يجب عليهن الحد من تعرضهن للسموم.
ما هي قلويات البايروليزيدين هذه؟ وكيف انتهى بها الأمر أن توجد في العسل؟
تُنتَج السموم بواسطة حوالي 600 نوع من نباتات الرعي في أستراليا، بما يتضمن (زهرة الأفعى الحملية-Paterson’s curse)، وذلك في محاولة من النباتات لتمنع الآفات و الحشرات من أكلها. عندما يرتشف النحل الرحيق من الأزهار فإن هذه القلويات السامة تجد طريقها لتكون في العسل.
قد لا يبدو هذا سيئًا جدًا، ولكن أظهرت الدراسة أن جرعات عالية من قلويات البايروليزيدين تستطيع التسبب بتليف حاد في الكبد عند البشر، مما يؤدي للموت في بعض الأحيان. وهناك دليل مخبري في خلايا القوارض والبشر المُحضَّرة في المختبر أن هذه السموم تستطيع التسبب بالإصابة بالسرطان.
يقول (جون إدجار): «لم يتم اكتشاف هذا الرابط بطريقة مباشرة في البشر».
يقول(ماريكا دوبين) أن «الناس عليهم تجنب التعرض لهذه السموم بقدر المستطاع».
يضيف: «الحد من التلوث في الطعام مثل العسل والشاي والسلطة والدقيق والمنتجات العشبية ومنتجات الألبان قد ينتج عنه تقليل واضح في حالات السرطان عبر العالم».
ولتقليل هذه المخاطر، قامت جهة المعايير الغذائية باستراليا ونيوزيلندا (FSANZ) بالسماح بالعسل المنتج من هذه النباتات طالما كان مخلوطًا بعسل من نوع آخر لتخفيف نسبته.
يقول المتحدث باسم جهة المعايير الغذائية باستراليا ونيوزيلندا: «إزالة هذه النباتات التي تعد مصدرًا للعسل لا يعتبر مجديًا لمناطق كثيرة يتم فيها إنشاء المناحل. يجب إبقاء الملوثات بأقل قدر ممكن من القدرة على الوصول إليها، ولذا يعد المزج هو الطريقة الأكثر عملية للحد من مستويات قلويات البايروليزيدين»
إلا أنه بالرغم من هذه التحذيرات فقد كشف الاختبار الذي اُجري بواسطة العلماء من معهد (كورك للتكنولوجيا) في أيرلندا عن أن متوسط التعرض اليومي من مستهلكي العسل الأسترالي كان 051. ميكروجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم في البالغين، و204. ميكروجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم في الأطفال.
هذه المستويات تعدت للغاية المستويات الأوروبية القصوى المسموح بها للغذاء، حيث مسموح بحد أقصى في اليوم ب 007. ميكروجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم، وبنسبة تقل عن 1 ميكروجرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم بالمعيار الأسترالي.
بينما يدّعي خبراء عسل النحل أن نتائج هذه الدراسة مبالغ فيها ومعتمدة على عينات تم جمعها منذ أكثر من ثلاثة أعوام مضت.
تقول (جودي جولدوورثي) من شركة فيكتوريا للنحل:« إن هذا يبالغ في أمر استعمال العسل، ويقلل من وزن الجسم. مما يخلق استنتاجًا مضللًا بعيدًا كل البعد عن الواقع. في المتوسط في استراليا، فإننا نستهلك حوالي كيلوجرام من العسل لكل شخص في السنة، وفي هذا البحث فإنهم استخدموا رقمًا قد يعادل 7.5 كيلوجرامًا من العسل في السنة لكل شخص».
بينما نحتاج اختبارات أكثر للتأكد فقط من مدى انتشار ووضوح مشكلة التلوث حقًا في العسل الأسترالي، فإن الخبراء يوافقون على أن أفضل فعل هو تجنب العسل المُصنَّع معظمه من نباتات كزهرة الأفعى الحلمية، والتي تباع عادةً في أسواق متخصصة.
يقول أندرو من جامعة كانبيرا: «هناك خطر واضح بعيد الاحتمال على صحة الإنسان من استهلاك الكميات العادية من العسل الأسترالي. هذه المستويات العالية من استهلاك العسل قد تشير إلى الحاجة إلى السعي في إيجاد عسل مُصنَّع من نباتات أخرى».
ترجمة: Basant Gamal
مراجعة: Sherif M.Qamar
تصميم: Mohamed Qamar-Eddine
المصدر: http://sc.egyres.com/5qoCA