عشرة أشياء على الأرجح لا تعرفها عن الرومان (ج1)

shutterstock-430465276
||

اقتصرت الكتابات التاريخية عن الرومان على حملاتهم العسكرية وسيطرتهم الكبيرة على مناطقَ شاسعةٍ من العالم، بجانب بعض الإسهامات الحضارية التي اخترعوها مثل التدفئة الأرضية، وتطوير شبكة طرقٍ واسعةِ النطاق، ولكن هناك بعض الأشياء التي لا تعرفها عنهم ومنها: ما هي اللغة التي كانوا يتحدثون بها؟ وكيف كان يُعامل العبيد في عهد الإمبراطورية الرومانية؟ وهل كان المصارع الرومانيّ في روما القديمة كما صوّرَته الأفلام والروايات الحديثة؟
في المقال التالي سنتحدث عن عَشرةِ أشياءٍ ربّما تكون حديثة المعرفة لديك حول الرومان.

لم يكن القتال والمصارعة هو أكثر أوقات الترفيه لدى الرومان

أعطت سِعة المقاعد وعددها في الأماكن الرومانية المُكتشَفة مؤشّرًا وانطباعًا كبيرًا حول شعبية العروض المختلفة التي كانت تُعرض في ساحات روما، مثل ساحة الكولوسيوم أو كما عُرفت في العصور القديمة بـ”المدرج الفلافي”، والتي كانت تستوعب -حسب تقدير العلماء- حوالي (50000) شخص، وفي بعض التقديرات وصلت إلى (87000) شخص، ولكن تلك السّاحات لم تكن خاصّةً بالمصارعة، فهناك العديد من الأنشطة في السّاحات التي شهِدت حضور أعدادٍ أكثر من ذلك بكثير، ومن أشهرهم سيرك ماكسيموس الذي كان يتّسع لحوالي (250000) شخصٍ لمشاهدة سباق عجلات الخيول الذي ذاع صيته كأكبر الأعمال الترفيهية في روما، وجاءت عروض البانتوميم (ما يشبه الباليه في عصرنا الحديث) كثالث العروض انتشارًا في روما من حيث المتابعة، مثل عروض مسرح مارسيلوس والذي كان يشاهده حوالي (20500) شخصٍ وهو الأقلّ من حيث المتابعة.


ساحة الكولوسيوم

لم يتمّ استخدام العبيد في العمل بالتجديف في السفن الحربيّة الرومانية

نشاهد في أغلب الأفلام والروايات مثل (السيوف والصنادل) أنّ التجديف في أغلب السفن الحربية الرومانية يقوم به عبيدٌ مقيّدون بالسلاسلِ يعملون تحت وطأة سوطِ مراقبهم في السفينة، كلّ تلك المَشاهد قد عفى عليها الزمن في تصديقها، لقد كان لدى الرومان -مثل الإغريق- أيدولوجيةٌ يمكن تسميتها بـ“العسكرة المدنية”، وتعني أنه إذا كنت مواطنًا رومانيًا حقًا وتتمتع بكافّة حقوق المواطنة في روما فمن واجبك الأول أن تقاتل من أجل دولتك وأُمّتك، وإذا قاتلت من أجلها فإنّه يحقّ لك التمتّع بكافّة الحقوق السياسية في الإمبراطورية، وقد استُبعد العبيد بشكلٍ كبيرٍ من التجديف في السفن الحربية الرومانية، إلّا في أضيق الحدود وفي أوقاتٍ استثنائيةٍ كان يتمّ قبولهم للعمل في القوات المسلّحة البحرية، ولقبولهم؛ إمّا أن يتمّ تحريرهم من العبودية أولًا، أو يتمّ تقديم الوعود بتحريرهم إذا أبلوا بلاءً حسنًا في المعركة.

العبيد الرومان

لم يَمت أغلب الرومان وهم صغار

كان مُتوسط العمر لدى الرومان -على الرغم من أنّ جميع هذه الأرقام غير مؤكّدة- يبلغ حوالي (25) عامًا فقط، ولكن لم يعني ذلك أنّه لم يعش الرومان عمر الثلاثينيات أو عمر الشيخوخة، ففي الوقت الذي زادت فيه نسبة وفاة النساء أثناء الولادة ومثلها في نسبة معدّل وفيّات الأطفال الرضّع، إلّا أنّ الروماني الذي تجاوز مرحلة النّضج كان على الأرجح يتراوَح عمره بين فترةٍ تشبه أعمار العالَم الغربيّ الحديث.

اختلاف ساعة الصيف عن ساعة الشتاء عند الرومان

كما هو الحال لدينا؛ قَسّم الرومان اليوم إلى 24 ساعة، ولكن لم يشبهونا في عدد ساعات العمل، فقد عاش الرومان 12 ساعةً في النهار و12 ساعةً في الظلام، وكانت ساعة الصيف عندهم أطول من ساعة الشتاء.

لم يكن كل الرومان يتحدّثون اللاتينية

حَكمَت الإمبراطورية الرومانية التي امتدّت رُقعتها من المحيط الأطلسي غربًا وحتى نهر دجلة شرقًا حوالي (56) مليون نسمة، وفي الوقت الذي كانت فيه اللغة اللاتينية هي لغة الجيش والقانون الروماني؛ استمرّت بعض الشعوب التي خضعت للرومان -وخاصةً في الريف- محافِظةً على لغتها الأم بدلًا من لغة الإمبراطورية الرسمية، ولذا نجد بعض المتغيّرات اللغوية من بعض اللغات الأخرى غير اللاتينية، مثل لغة السيلتك والسريان ولغاتٍ أكثر غموضًا كلُغاتِ الكابادوكية (اليونانيون الكبادوكيون أو ببساطة الكابادوكيين هم مجتمعٌ يوناني من السكان الأصليين في المنطقة الجغرافية كبادوكيا الواقعة في وسط شرق الأناضول)، ولغة التراقيون (التراقيون كانوا شعوبًا هندوأوروبية، تسكن في تراقيا والأراضي المجاورة) وغيرها من اللغات، أمّا النخبة في العصر الروماني فقد كانوا مزدوجي اللغة؛ فبالنسبة إليهم كانت معرفة اللغة اليونانية دليلًا على علوّ المكانة (كما كان الحال للّغة الفرنسية لدى الأرستقراطيين في جميع أنحاء أوروبا خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر)، ثمّ اعتمد الرومان على اللغة اليونانية بشكلٍ أكثر، وخاصّةً لأعضاء مجلس الشيوخ الروماني بعد اغتيال يوليوس قيصر.

يُتبع ،،

ترجمة: عمُر بكر محمد
تدقيق لغوي: هاجر زكريا

تحرير: نسمة محمود

مصدر المقال

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي