أن تستقيظ صباحًا بلا أي أعراض وبنهاية اليوم تكون على حافة الموت هو أمرٌ مرعب. نحن نعلم أن أسلوب الحياة غير الصحي (الحمية الفقيرة وانعدام النشاط، إلخ…) يمكنه أن يؤدي إلى مشاكل صحية من السمنة وحتى السرطان مرورًا بمشاكل القلب وغيرها. هذه الأمراض المُزمنة يمكنها إنهاء حياتك يومًا ما. ولكن تلك التي يُمكنها قتلك في 24 ساعة ستقضي على أكثر الأشخاص صحةً حتى.
من الموت الأسود في القرن الـ 14 بأوروبا وحتى الإيبولا في غرب أفريقيا، نحن ندرك جيدًا ما قدر الخراب الذي بوسع مرضٍ ما أن يجلبه. الموت يأتي في الأغلب كراحةٍ مرحبٍ بها بعد الغزو الحاد للجسد بطريقة البكتيريا آكلة اللحم أو الأزمات القلبية الطفيلية أو حتى إسهالٍ مميت. إليك بعضًا من تلك الأمراض:
- حمى الضنك ( Dengue Fever)
في خلال يومٍ من التعرض لعضَّة بعوضة حاملة للمرض، سيعاني المريض من حُمَّى تصل لـ 41 درجة مئوية بالإضافة إلى ألمٍ في العضلات ونزيفٍ داخلي. وبدون مداواةٍ فوريةٍ يعمد الفيروس إلى تدمير الصفائح الدموية للمريض، مُسببًا له نزيفًا في تجاويف جسده الداخلية، مما يُسبِّب فشلًا في الدورة الدموية في خلال 24 ساعة. يُقدِّر الباحثون عدد المصابين بحمى الضنك بحوالي 100 مليون سنويًا معظمهم في المناخ الاستوائي. حاليًا لا يوجد علاج للمرض ولا يزال العلماء يعملون على لقاح له.
- الإيبولا (Ebola)
منذ عام 2004، تَعرَّض أكثر من 28 ألف أفريقي في غرب القارة للإصابة بهذا الفيروس. حاليًا لا يوجد علاج للمرض، وعلى الأقل 70 % من أولئك المصابين سيموتون على الأرجح. تنتشر الإيبولا عبر السوائل الجسدية، ولكن أكثر الوسائل وقايةً ووحدات الحجر الصحي لا يمكنها منع المرض بالكامل. في خلال ساعات من التقاط الفيروس، يقوم الفيروس بتمزيق كرات الدم الحمراء، ويمنع الدم من التخثر، مما يتسبب في نزيف المريض داخليًا ومن خلال عينيه وشرجه وفمه وأذنيه وأنفه، كما تبدأ أعضاؤه بالفشل. في 2014 تمكنت ممرضة اسكوتلندية من التغلب على الإيبولا بعد التقاطه من سيراليون. لم تدم سعادتها طويلًا، ففي السنة التالية شعرت بتعبٍ شديدٍ مجددًا ووُجِد أن الفيروس لم يترك جسدها.
- الطاعون الدملي (Bubonic Plague)
في القرن الرابع عشر قضى 50 مليون شخص نحبهم بسبب الطاعون الدملي. وخلال العقد الفائت تم الإبلاغ عن 20 ألف حالة طاعون من ضمنهم أمريكيون. وفي 2015 توفي 4 أشخاص بولاية يوتا بطاعونٍ التقطوه من كلابٍ برية. وقبلها بعامٍ خسر أمريكي أصابع يده وقدمه بالتقاط المرض من قطته. تنتقل البكتيريا إلى جهازك الدوري عبر قرصة برغوث، ومن ثم تتكاثر في العُقد الليمفاوية للمريض، متسببةً في بثورٍ أو دمامل. يتقيأ المريض دمًا كما يعاني من نوبات، ولكن إحدى أكثر الأعراض ألمًا هو موت الأنسجة أو النخر (Necrosis) والتي تجعل أطراف المريض تتعفن بينما هو على قيد الحياة. وبدون علاج 60 % من أولئك المصابين بالبكتيريا فإنهم يموتون في الأغلب في نفس يوم التقاطهم المرض.
- الفيروس المعوي (D68 Enterovirus)
فيروس (D68 Enterovirus) هو فيروس تنفسي قاتل والذي يبدو وكأنه شكلٌ عدائي من شلل الأطفال. ينتشر عبر لُعاب الشخص المصاب، وحتى من الأسطح المعرضة مثل المناشف ومقابض الأبواب. يهاجم الفيروس الوظائف التنفسية والحركية للجسد قاتلًا ضحاياه ليلًا. و بدون علاجٍ بعد، عانت الولايات المتحدة من تَفشِّي هذا الفيروس في عام 2014 مما أسفر عن إصابة 691 شخصًا وموت 5 أطفال.
- الكوليرا (Cholera)
الكوليرا هو مرضٌ خبيث ينتج عنه جفاف حاد مصحوبًا بقيء وإسهال. تُهاجم البكتيريا الأمعاء الدقيقة مانعةً إخراج البُراز. مما ينتج عنه خسارة لتر من السوائل كل ساعة بسبب الإسهال. مما ينتج عنه عدم اتزان الأملاح والاضطرابات الشديدة. كل هذا يؤدي إلى زيادة كثافة الدم، مما يؤدي إلى فشل الأعضاء ليلًا. ينتقل المرض عبر المياه والأطعمة المُلوَّثة. وبرغم تطور اللقاحات والمضادات الحيوية يموت حوالي 120 ألفًا كل عام بسبب الكوليرا.
- المكورة العنقودية (MRSA)
المكورة العنقودية أو (MRSA) هي سلالة بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية تتسبب في تدمير كرات الدم الحمراء ونسيج الرئة. يزدهر هذا المرض غير القابل للعلاج في المستشفيات الغربية، حيث تتطور مقاومتها للمضادات الحيوية. تنتقل عبر نقاط الإصابة البكتيرية مثل الفتحات الجراحية. بمجرد وصول البكتيريا إلى الدورة الدموية، تنتقل إلى الجهاز التنفسي وتتسبب في تعفن الرئتين. وفي خلال 24 ساعة يُصاب المريض بالتهاب رئوي غرغريني مسببًا اختناقًا للمريض وفشلًا لأعضائه.
- المرض الدماغي الوعائي (Cerebrovascular Diesease)
يتسبب هذا المرض في قطع الأكسجين والمغذيات، متسببًا في مقتل 6 ملايين وفي إعاقة 5 ملايين آخرين. وفي حال عدم وجود علاج في خلال 3 أو 4 ساعات، يمكن لنوبةٍ مرضيةٍ أن تكون قاتلة. خلال السكتة، تموت حوالي 32 ألف خلية مخية كل دقيقة مسببةً خدرًا فوريًا في الوجه والأطراف بالإضافة إلى دوار. وفي الغالب ما يترك المرض الناجين عميانًا أو غير قادرين على الكلام. وإذا تسببت جلطة في إعاقة النظام الشرياني القاعدي للجسم فإنها تؤدي إلى متلازمة المنحبس (locked-in syndrome) أي يصبح المريض – رغم صحته العقلية – مشلولًا بالكامل من أصابع قدمه وحتى رأسه – باستثناء عضلات العين في بعض الحالات -.
- داء المثقبيات الأمريكي أو داء شاغاس (Chagas Disease)
عدوى طفيلية تسببها الرضوفيات (حشرات تتغذى بامتصاص الدماء). تنتشر هذه الحشرات في الأمريكتين وتُصيب ضحاياها قُرب الفم ليلًا أثناء نومهم، ناقلةً الطفيل المميت في الدورة الدموية للضحية. وبمجرد دخوله في الدورة الدموية، يحفر الطفيل في عضلة القلب مدمرًا جهاز القلب والأوعية الدموية. يموت حوالي 50 ألف شخص سنويًا موتًا مفاجئًا بسبب هذا الطفيل غير مدركين سبب موتهم. يتسبب الطفيل في إضعاف عضلة القلب لدرجة أن الأزمة القلبية تأتي فجأةً ويتوقف النبض خلال ثوانٍ «متلازمة موت الفجأة».
- المكورات السحائية (Meningococcal Diesease)
المكورات السحائية هي السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب السحايا البكتيري في المملكة المتحدة وأيرلندا. تدخُل البكتيريا إلى مجرى الدم وتهاجم غلاف المخ، وبمرور 24 ساعة على الإصابة، يختبر الضحايا صداعًا وطفحًا أرجوانيًّا وحساسيةً للضوء. بعدها ينتفخ المخ، والسموم البكتيرية تُفجِّر الأوعية الدموية في أعضاءٍ حيوية. وفي حال عدم العلاج الفوري للبكتيريا، تمتلئ الرئتان بالسوائل ويتسبب تعفن الدم في غرغينا في جميع أنحاء الجسد. وحتى مع أفضل عناية ممكنة، ثُلت أولئك المصابين سيموتون على الأرجح. و20 % من الناجين يُترَكون بتلفٍ دماغيٍ أو صممٍ أو يُضطَّر الأطباء إلى قطع أطرافهم – بسبب الغرغرينا -.
- البكتيريا آكلة اللحم (Necrotizing Fasciitis)
البكتيريا أكلة اللحم هي عدوى بكتيرية تُهاجم أنسجة الجسد بشراسة. تحدث العدوى عادةً لمرضى المستشفيات الذين يمتلكون جروحًا مُعرضةً، ولكن يمكنها أيضًا الانتقال عبر جروح الورق. وبمجرد دخولها، تُطلق البكتيريا سمومًا تتسبب في تعفن الأنسجة. وفي معظم الحالات، فإن قطع الأطراف هو آمن وسيلة لمنع انتشار البكتيريا. ومع ذلك فإن ثلث المرضى – حتى الذين تم علاجهم بقطع الأطراف أو بالمضادات الحيوية – يموت.
إعداد : Muhammad Sadeq
مراجعة : Mohamed Sayed Elgohary
تصميم : Ayman Samy
المصدر : http://sc.egyres.com/Db5T2
https://www.youtube.com/watch?v=pjil6kbiwTg
#الباحثون_المصريون