توصل فريق من العلماء بالولايات المتحدة الأمريكية إلى عقار قد يبدو الأمثل لعلاج مرض الصدفية. حتى وقتنا الحالي، يعرف ذلك الدواء الجديد بـ « إيكسيكيزوماب – «Ixekizumab»، وقد أثبت فاعلية عالية في علاج ما يقرب من 80% من إجمالي عدد الحالات التجريبية.
الصدفية: هي واحدة من أكثر الأمراض الجلدية انتشارًا، بالإضافة إلى كونها مرض مزمن وعنيد لا يمكن هزيمته بسهولة باستخدام الطرق التقليدية المُتبعة في العلاج. تتميز الصدفية بظهورها في عدة صور لكن أشهرها على الإطلاق هو ما يظهر في صورة بقع حمراء سميكة أو قشور بيضاء فضية متركزة في أغلب الحالات على منطقة الركبتين أو المرفقين بالإضافة إلى فروة الرأس (بالطبع هنالك صور أخرى للمرض ). كمعظم الأمراض، تختلف درجة الإصابة من شخص لأخر. وعلى الرغم من التقدم الطبي والتكنولوجي الملحوظ، إلا أنه لا يوجد علاج فعال ضد هذا المرض بشكل كامل حتى الأن، مما دفع العلماء للبحث عن بديل. وبالفعل جاءت النتائج سارة للغاية, مُبشرةً بعلاج جديد يمكنه أن يحقق الكثير لمرضى الصدفية.
أظهر ذلك العقار المستخدم في البحث نتائج مُبهرة في التجارب السريرية الثلاثة السابقة، بنسبة شفاء تراوحت بين 70-80% من إجمالي عدد الحالات التجريبية؛ مما يعني أنه قد يكون الحل الأمثل لمواجهة ذلك المرض العنيد. يعرف ذلك الدواء في الأوساط الطبية باسم «إيكسيكيزوماب – «Ixekizumab» و هو عبارة عن «جسم مضاد وحيد النسيلة – «Humanized monoclonal antibody» يُستخدم في علاج بعض أمراض المناعة الذاتية. يرى العلماء أن ذلك الدواء قد يحمل الأمل والبسمة لمرضى الصدفية المتمثلين في حوالي 3% من إجمالي البشر على كوكبنا. هذه ليست مبالغة بل واقع، فالأمر لا يرتبط بتهيج البشرة أو المظهر المُحرج الذي يجب أن يعتاد عليه المريض فحسب، بل يرتبط بذلك الَالم النفسي الذي قد يغرزه المرض في ضحاياه.
أعرب أحد أطباء الأمراض الجلدية المشاركين بالبحث ويدعى «كينيث غوردون – «Kenneth Gordon» من مدرسة فاينبيرغ للطب بجامعة نورث وسترن عن سعادته بنجاح التجارب قائلًا إن هذه المجموعة من الدراسات لم تُظهر مستويات عالية ومتسقة من السلامة والفعالية فحسب، بل وبنتائج استمرت لفترة طويلة وصلت إلى ستين أسبوعًا.
قد يسأل البعض عما يميز ذلك البحث. في الواقع ما يميز ذلك البحث ونتائجه هو عدد الأفراد المشاركين به، فهنالك ما يقرب من 3736 فرد بالغ من 100 موقع للدراسة في 21 بلدة مختلفة قد شاركوا في ذلك البحث، بالإضافة إلى اّلية اختيار هؤلاء الأفراد التي تمت بصورة تسمح بتنوع درجات الإصابة بين المتوسطة والشديدة؛ مما يعني أن ذلك المرض كان يغطى أجساد على الأقل 10% من إجمالي عدد المشاركين بشكل كامل. وبالفعل، وكما قلنا مسبقًا، فبعد 60 أسبوعًا جاءت النتائج مبهرة تراوحت فيها نسبة الشفاء أو نسبة وجود إصابة طفيفة بين 76.4 – 81.8% وهي نسب رائعة للغاية.
أضاف غوردون أنه وفقًا لتلك النتائج الموجودة بالدراسة، فإنه يتوقع استجابة أكثر من 80% من عدد الحالات لذلك الدواء بصورة كبيرة، بالإضافة إلى إمكانية شفاء ما يقرب من 40% من عدد الحالات بشكل تام من ذلك المرض العضال بعد أن نال ذلك الدواء الموافقة من «إدارة الغذاء والدواء» – (Food and Drug Administration (FDA).
أوضح الفريق أن الإيكسيكيزوماب اَمن باستثناء بعض الَاثار الجانبية كارتفاع نسبة الإصابة بمرض «نقص الخلايا المتعادلة – «Neutropenia» (انخفاض في نوع من خلايا الدم البيضاء)، زيادة الإصابات بمرض «عدوى الخميرة «yeast infection -، وزيادة نسبة الإصابة بـ» «داء الأمعاء الالتهابي – Inflammatory bowel diseases». ولذلك فقد يستوجب الأمر المزيد من الدراسة والمتابعة من أجل معرفة المزيد عن اّثار ذلك الدواء.
تم نشر البحث ب The New England Journal of Medicine
إعداد: Mahmoud Ahmed
مراجعة: Mohammed Ashraf
تصميم: Hossam S.Mohamed
المصدر:
مصدر البحث: http://sc.egyres.com/02dNu