عنصر الرصاص ومخاطره

رصاص

من أشهر العناصر التي نتعامل معها في حياتنا اليومية بأشكال مختلفة هو عنصر الرصاص، وعندما يكون الاستعمال بشكل دوري؛ يجب علينا إلقاء الضوء عليه لكي نتحقق من مدى أمان هذا العنصر؛ لكي نكون أكثر حرصًا في استخدام منتجاته… في هذا المقال سنلقي الضوء على عنصر الرصاص ومخاطره فتابعونا..

ما هو عنصر الرصاص؟

هو عنصر من عناصر الجدول الدوري المشهورة إلى حدٍ ما، يتكون –طبيعيًا- بكميات صغيرة جدًا في قشرة الكرة الأرضية، بينما له استخدامات كثيرة مفيدة جدًا، فيمكن له أن يكون سامًا على الإنسان والحيوان على حدٍ سواء، مسببًا مخاطر صحية وخيمة.

أين يتواجد عنصر الرصاص؟

عنصر الرصاص يمكن أن يتواجد في كل أرجاء بيئتنا الشاسعة مثل الهواء والتربة والماء وحتى داخل منازلنا، قد نجد عنصر الرصاص حولنا كثيرًا أثناء ممارسة أنشطتنا اليومية ربما من خلال الانبعاثات التي تنتج من استخدام الوقود الحفري الذي يحوي الجازولين المُحتوي على عنصرالرصاص في تكوينه ولكن دعنا من ذلك فلم يعد هذا الوقود مستخدم بشكلٍ كبير، هناك أيضًا بعض المؤسسات الصناعية تخرج انبعاثات تحتوي على عنصر الرصاص السام سواء كانت هذه الانبعاثات في الهواء أو الماء فهي تضر بالبيئةٍ بشكلٍ كبير، هناك أيضًا بعض أنواع الدهانات التي كانت تستخدم في الماضي القريب عنصر الرصاص في تكوينها فهي مازالت موجودة في كثير من منازلنا إلى الآن. لم يقتصر تواجد عنصر الرصاص في منازلنا على الدهان فقط، بل يتواجد أيضًا في سيراميك الأرضيات، والأنابيب المعدنية،  سواء تلك المستخدمة في الصرف الصحي، أو حتى التي تُغذي المنزل بالمياه، ويشمل ذلك معدات السباكة أيضًا، ويتواجد أيضًا عنصر الرصاص في منازلنا داخل بعض أدوات التجميل، وبطاريات الألومنيوم، وأجزاء اللحامات بين المعادن.

عنصر الرصاص يمكن له أن يتواجد في بيئتنا من خلال تلك المصادر السابق ذكرها، القديمة منها والحديثة، يمكن له أيضًا أن ينبعث داخل بيئتنا من مصادر صناعية ومواقع تلوث أخرى مثل آلات صهر الرصاص المستخدمة قديمًا، بينما متوسط المستويات الطبيعية لتواجد عنصر الرصاص داخل التربة يتراوح بين 50 لـ 400 جزء من المليون، أظهرت كلٌ من أنشطة التعدين وصهر الرصاص والتكرير نتائج بها زيادة كبيرة في مستويات تواجد الرصاص في البيئة، خاصة بالقرب من مواقع التعدين ومواقع مصانع الصهر.

عندما ينبعث عنصر الرصاص من مخلفات المصانع أو حتى من انبعاثات المَركبات إلى الهواء الطلق، فيمكنه أن يتحرك لمسافات طويلة قبل أن يستقر على سطح الارض ثم يلتصق في جزيئات التربة. الرصاص يمكنه أن يتحرك من التربة إلى المياه الجوفية وهذا يعتمد على نوعية المركب الداخل فيه عنصر الرصاص وخصائص التربة ونوعها.

 

من هم المُعَرَضون لخطر عنصر الرصاص؟

أولًا الأطفال بحكم أجسامهم الصغيرة الضعيفة التى مازالت في مرحلة التكوّن معرضون لهذا الخطر أكثر من البالغين لأن أجسامهم تمتص الرصاص بصورة أكبر ولأن أدمغتهم وأجهزتهم العصبية أكثر حساسية للتأثر بعنصر الرصاص المُدَمِر.

الأطفال بالفعل معرضون بصورة كبيرة لعنصر الرصاص بسبب وضعهم لأيديهم في أفواههم؛ لأن غالبًا تكون أيديهم متسخة بأشياء من التربة أو أشياء أخرى قد تحمل عنصر الرصاص، وممكن أيضًا أن يتعرضوا للرصاص من خلال الأكل أو الشرب بسبب وضعهم في أواني قد يدخل في تركيبها عنصر الرصاص، أو حتى أثناء لعبهم باستنشاق الغبار الذي قد يكون ملوث بعنصر الرصاص، أو حتى ألعابهم المنزلية التي قد تكون مطلية بدهانات تحتوي على عنصر الرصاص في تركيبها.

ثانيًا البالغون، فهُم المعرضون بصورة أكبر لعنصر الرصاص بنفس صور التعرض، مثل التعرض من خلال الأكل أو الشراب في أواني زجاجية أوحتى فخارية قد تحتوي على عنصر الرصاص، أو من خلال استنشاقهم له في الهواء الجوي أو من خلال إصلاحهم لشيء متعلق بدهان الحوائط في المنازل القديمة التي تحتوي دهانات حوائطها على عنصر الرصاص، أو حتى هؤلاء الذين يعملون في مصانع يكون فيها عنصر الرصاص موجود بشكلٍ ما، سواء كان مادة خام، أو مُنتَج، أو عادم، أو يدخل في تركيب أحد المعدات.

دعونا الآن نختص النساء الحوامل -من المُعرضين لعنصر الرصاص- لما قد يحدث من أخطار وخيمة لأطفالهم الذين مازالوا في مرحلة التكوين، فأقل تعرض لهم قد يُنتِج نتائج كبيرة.

ما هي مخاطر التعرض لعنصر الرصاص على الصحة؟

إذا تعرضت لعنصر الرصاص فإنه غالبًا ما قد يؤثر على كل عضو ونظام كامل داخل جسمك، الأطفال الذين عمرهم 6 سنوات أو أقل من ذلك سريعو التأثر بمخاطر وتأثيرات الرصاص.

دعونا نذكر بعض من أعراض وتأثيرات الرصاص على جسم الأطفال. فإذا دخل عنصر الرصاص إلى الدم ولو حتى بمستويات ضئيلة جدًا فإنه يؤدي إلى مشاكل وصعوبات في التعلم ومشاكل كبيرة في السلوك وانخفاض معدل الذكاء وانخفاض النشاط والحيوية وانخفاض معدل نمو الجسم ومشاكل في السمع وفقر الدم، وفي حالات نادرة إذا ابتلعه الطفل فإنه يسبب نوبات صرع والدخول في غيبوبة أو الموت.

النساء الحوامل أيضًا يمكن للرصاص أن يتراكم في أجسامهن بمرور الوقت؛ حيث يتراكم في العظام بجانب عنصر الكالسيوم، أثناء فترة الحمل يخرج الرصاص من العظام مع الكالسيوم الذي يدخل ويساعد في تكوين عظام الجنين، وإذا كانت الأم لا تملك كميات كافية من الكالسيوم فإن الرصاص يدخل في ذلك التكوين ويسبب مشاكل كارثية للأم ولجنينها مثل تأخر وتشوه نمو الجنين والولادة المبكرة.

المخاطر والتأثيرات التي قد تحيط بالبالغين،  فقد يعانون من مشاكل في القلب والأوعية الدموية وزيادة في ضغط الدم والتأثيرعلى وظائف الكليتين ومشكال انجابية مثل العقم.

كيف يمكن تقليل فرص التعرض لعنصرالرصاص؟

مما سردناه سابقًا نجد أنه يجب علينا جميعًا أن نتفادى التعرض لعنصر الرصاص؛ مما له من آثار مُدمرة على الصحة الجسدية للإنسان، باتباعنا الخطوات التالية سوف نقلل من التعرض له بصورة كبيرة:

  • التاكد من عدم تدهور دهانات الحوائط خاصة في المنازل القديمة.
  • معالجة مشاكل المياه المغذية للمنزل بسرعة وبصورة جيدة.
  • جعل المنزل نظيفًا وخالي من الأتربة.
  • تنظيف الأماكن بجانب الحوائط التي قد يتساقط منها الدهان نتيجة الأحتكاك بأسفنجة مبللة.
  • استخدم فقط المياه النقية في إعداد الطعام وفي الشراب.
  • تنظيف منافذ التهوية ومنافذ الصنابيرعلى نحو منتظم.
  • اهتم بغسل أيدي الأطفال جيدًا وألعابهم ومتعلقاتهم.
  • ترك الأحذية خارج المنزل.
  • التأكد من أن كل أفراد العائلة يأكلون أكل نظيف وصحي.

وأخيرًا يجب أن ننظر لوميض الأمل في ذلك الخطر المُدمر؛ لأنه يمكن احتواءه بصورة معقولة؛ فلقد ساعدت التشريعات الحكومية في الدول المتقدمة في تقليل نسبة تواجد عنصر الرصاص في الهواء ومياه الشرب والتربة والطعام وكل المنتجات الاستهلاكية.

إعداد: خالد أحمد غراب

مراجعة: Amira Esmail

المصادر:

 http://sc.egyres.com/700Lk

http://sc.egyres.com/U48vE

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي