“At first I thought I was fighting to save rubber trees, then I thought I was fighting to save the Amazon rainforest. Now I realize I am fighting for humanity”.
«في البداية اعتقدت أنني أقاتل من أجل إنقاذ أشجار المطاط، ثم اعتقدت أنني أقاتل لإنقاذ غابات الأمازون المطيرة. الآن أدرك أنني أقاتل من أجل الإنسانية».
فرانسيسكو مينديز (شيكو مينديز)
ناشط برازيلي
نشأ اسم أمازون من حرب خاضها فرانسيسكو دي أوريانا (مستكشف اسباني) مع قبائل التابويا (السكان الأصليين لمناطق الأمازون. وهم يعيشون على طول نهر فوبيس في كولومبيا وفي ولاية أمازوناس في البرازيل وكانوا يطلقون على أنفسهم «ويكانا») . قاتلت نساء هذه القبيلة إلى جانب الرجال، كما كانت عاداتهم.
وقد أشتق أوريانا اسم أمازوناس من الأمازونات الأساطير فى آسيا التي وصفها هيرودوت وديودوروس في الأساطير اليونانية. [1]
مقدمة وتاريخ
موقع جغرافيّ
غابة الأمازون، هي غابة مطيرة رطبة ذات أشجار عريضة الأوراق في منطقة الأمازون الأحيائية والتي تغطي معظم منطقة حوض الأمازون بأمريكا الجنوبية.
يغطي حوض الأمازون مساحة حوالي 6,300,000 كم2 (2,400,000 ميل مربع)، أي ما يعادل حوالي 40% من قارة أمريكا الجنوبية, وتبلغ مساحة الغابات الأستوائية الكثيفه مايقرب من 5,500,000 كم2 (2,100,000 ميل مربع). تشمل هذه المنطقة أراضٍ تنتمي لبوليفيا والبرازيل وكولومبيا وإكوادور وغيانا وغويانا الفرنسية وبيرو وسورينام وفنزويلا. [2]
خريطة المناطق الإيكولوجية (مناطق ذات نظام بيئي رئيسي) للغابات المطيرة بالأمازون كما حددها الصندوق العالمي للطبيعة باللون الأبيض، وحوض الأمازون باللون الأزرق.
باعتبار حوض نهر الأمازون أكبر منطقة في الغابات الاستوائية المطيرة في العالم والذي يمثل أكثر من نصف الغابات المطيرة المتبقية على الكوكب، تتمتع غابات الأمازون المطيرة بتنوع بيولوجي لا مثيل له. يعيش واحد من كل عشرة أنواع معروفة في العالم في غابات الأمازون المطيرة، وهذا يمثل أكبر مجموعة من النباتات الحية والأنواع الحيوانية في العالم. [3]
تضم المنطقة حوالي 2.5 مليون نوع من الحشرات، عشرات آلاف الأنواع من النباتات، وحوالي ألفيّ نوع من الطيور والثدييات. [4] حتى الآن ، تم تصنيف ما لا يقل عن 40،000 نوع من النباتات و ما يقدر بنحو 390 مليار شجرة فردية مقسمة إلى 16000 نوع. [5]
كما تضم المنطقة حوالي 2200 نوعًا من الأسماك، و1294 نوعًا من الطيور، و427 نوعًا من الثدييات، و428 نوعًا من البرمائيات، و378 نوعًا من الزواحف.[6، 7]
يوجد واحد من كل خمسة أنواع من الطيور في غابات الأمازون المطيرة، وواحد من كل خمسة من أنواع الأسماك يعيش في الأنهار والجداول في أمازون. وقد وصف العلماء بين 96660 و128843 نوعًا من اللافقاريات في البرازيل وحدها. [8]
تشترك تسعة بلدان في حوض الأمازون , أكبرها مساحه هى البرازيل حيث يوجد بها حوالى 58.4٪ من الغابات المطيرة داخل حدودها. البلدان الثمانية الأخرى تشمل بيرو بنسبة 12.8٪، بوليفيا بنسبة 7.7٪، كولومبيا بنسبة 7.1٪، فنزويلا بنسبة 6.1٪، غيانا بنسبة 3.1٪، سورينام بنسبة 2.5٪، غويانا الفرنسية بنسبة 1.4٪، والإكوادور بنسبة 1٪. [9]
تشكّل الغابة الاوليّ
من المحتمل أن تكون الغابات المطيرة قد تشكلت خلال عصر الأيوسين (من 56 مليون سنة إلى 33.9 مليون سنة)، حيث ظهرت بعد انخفاض درجات الحرارة المدارية في العالم عندما اتسع المحيط الأطلسي بدرجة كافية لتوفير مناخ دافئ ورطب لحوض الأمازون. ظلت الغابات المطيرة موجودة منذ 55 مليون عام على الأقل، وظلت معظم المنطقة خالية من المناطق الأحيائية الخاصة بالسافانا على الأقل حتى العصر الجليدي الحالي عندما كان المناخ أكثر جفافًا والسافانا أكثر انتشارًا.[10]
كنزٌ، من أفريقيا الى الأمازون (مع التحية)
كل عام، تعبر ملايين الأطنان من الغبار الصحراوي الغني بالمغذيات المحيط الأطلسي، وبذلك يُنقل الفوسفور الحيوي والأسمدة الأخرى إلى تربة الأمازون. لأول مرة، لدى العلماء تقدير دقيق لمقدار الفسفور في هذه الرحلة عبر المحيط الأطلسي.
عمومًا، تفتقر التربة الى المغذيات أو المخصبات، وغالبًا ما تكون المناطق التي أزيلت منها الغابات غير صالحة للزراعة أو المراعي. فكانت الحاجة ضمنيًا إلى غبار الصحراء الافريقية المتدفق إلى الأمازون.
أكثر من 56٪ من الغبار المخصب لغابات الأمازون المطيرة يأتي من منخفض بوديلي في شمال تشاد في الصحراء الكبرى. يحتوي الغبار على الفسفور، وهو أمر مهم لنمو النبات. يحل غبار الصحراء السنوي محل الكمية المكافئة من الفسفور الذي يتم غسله سنويًا من تربة الأمازون جرّاء الأمطار والفيضانات.[11]
قام قمر CALIPSO التابع لناسا بقياس كمية الغبار التي تنقلها الرياح من الصحراء إلى الأمازون، ووصلت في المتوسط إلى 182 مليون طن من الغبار كل عام، على خط طول 15 درجة غربًا، عبر 1600 ميل (2600 كم) فوق المحيط الأطلسي (يسقط بعض الغبار في المحيط الأطلسي). ثم عند خط طول 35 درجة غربًا على الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية، يسقط 27.7 مليون طن (15٪) من الغبار فوق حوض الأمازون (22 مليون طن منه يتكون من الفسفور)، وتظل 132 مليون طن من الغبار في الهواء، و 43 مليون طن من الغبار تتدفق لتسقط على البحر الكاريبي، بعد خط الطول 75 درجة غربًا. [12]
من الملاحظات التي تم تسجيلها عندما قام CALIPSO بقياس الاختلافات في كميات الغبار المنقولة انخفاض بنسبة 86% بين أعلى كمية من الغبار الذي تم نقله في عام 2007 والأدنى في عام 2011.
الاحتمال الذي يسبب الاختلاف هو الساحل، (وهو قطاع من الأراضي شبه القاحلة على الحدود الجنوبية للصحراء). عندما تكون كميات الأمطار في الساحل أعلى، يكون حجم الغبار أقل. وقد يؤدي ارتفاع هطول الأمطار إلى زيادة نمو النباتات في منطقة الساحل، مما يترك رمالًا أقل عرضة للرياح لتحملها. [13]
علاوة على ذلك، يأتي فسفور تربة الأمازون كدخان ناتج عن حرق الكتلة الحيوية في أفريقيا. [14، 15]
بداية أن يكون الانسان مواطنا أمازونيًّا
كثيرا ما نفكر في غابات الأمازون المطيرة باعتبارها مساحة شاسعة من الطبيعة لم يمسها البشر.
كانت عالمة الآثار بيتي ميغرز مؤيدة بارزة لهذه الفكرة، كما هو موضح في كتابها «الأمازون: الإنسان والثقافة في الجنة المزيفة»، حيث ادعت أن الكثافة السكانية التي بلغت 0.2 نسمة لكل كيلومتر مربع (0.52 / ميل مربع) وهي الحد الأقصى الذي يمكن تحمله في الغابات المطيرة من خلال الصيد، مع الزراعة اللازمة لاستضافة عدد أكبر من السكان.[16]
لكن دراسة جديدة في العلوم تشير إلى أن هذا ليس صحيحًا. في الواقع، أشارت النتائج الأنثروبولوجية الأخيرة إلى أن المنطقة كانت مكتظة بالسكان بالفعل. ربما قد عاش حوالي 5 ملايين شخص في منطقة الأمازون في 1500 من الميلاد، مقسمون بين مستوطنات ساحلية كثيفة، وسكان المناطق الداخلية. بحلول عام 1900، انخفض عدد السكان إلى مليون نسمة وبحلول أوائل الثمانينات كان أقل من 200000. [17]
وعلى ذلك، فإن الغابات المطيرة اليوم تتشكل من الأشجار التي كانت تزرعها الشعوب الأصلية منذ آلاف السنين.
«بعض أنواع الأشجار التي توجد بكثرة في غابات الأمازون اليوم، مثل الكاكاو والأكاي وجوز البرازيل، ربما تكون شائعة لأنهم زرعوا من قبل أشخاص عاشوا هناك قبل وصول المستعمرين الأوروبيين بوقت طويل».[18]
نايجل بيتمان
كبير علماء البيئة في متحف شيكاغو
رسومات صخرية من دوائر متحدة المركز وبصمات اليد وشخصية مقلوبة برأس ذات أشعة، سيرا دو لوا، مونتي أليغري.
بناءً على الأدلة الأثرية من التنقيب في «Alenquer – مدينه الآله»، وُجد أن السكان البشريون قد استقروا لأول مرة في منطقة الأمازون قبل 11200 عام على الأقل. [19]
مواطنون، ما قبل كولومبوس
تم اكتشاف العديد من المواقع الجغرافية (Geoglyphs) على أراضٍ منزوعة الأشجار يرجع تاريخها إلى الفترة ما بين 1-1250 ميلاديًا، تم اعتمادها لأول مرة من قِبل (Ondemar Dias) في عام 1977، ويعود الفضل إلى (Alceu Ranzi) بعد تعزيز الاكتشاف بتحليقه فوق أكري (إحدى ولايات جمهورية البرازيل).[20]
Geoglyphs على أرض مقطوعة الغابات في موقع Fazenda Colorada في غابات الأمازون المطيرة ، منطقة Rio Branco ، اكري، البرازيل. موقع مؤرخ
جوهرة الكوكب
تعتبر غابات الامازون موطنٌ يحتضن حضارة كاملة، من أصغر نبتةٍ حتى أكبر هضبة، وما يتخللهما من شعوبٍ وتنوع حيوي حيواني ونباتي، بالاضافة للرسومات التي تؤرخ فترة المستوطنين الأوائل، وتلك الآثار التي أقاموها بأنفسهم للتعريف عن حضارتهم للعالم عبر آلاف السنين.
تدمير هذه الغابات بقصدٍ أو عن غير قصد هو مصيبة كبرى، وخسارة فادحة على كافة المستويات، تخيّل أنك ستخسر بفقدانها ماضيًا وحاضرًا ومستقبلًا.
إعداد: عبد الرحمن قاسم.
تدقيق لغوي: محمد غنيم.
تحرير: هدير جابر.
المراجع
- Goulding, M., Barthem, R. B. and Duenas, R. (2003). The Smithsonian Atlas of the Amazon, Smithsonian Books ISBN 1-58834-135-6
- “Amazon Rainforest, Amazon Plants, Amazon River Animals”. World Wide Fund for Nature. Archived from the original on May 17, 2008. Retrieved May 6, 2008
- ^ “Photos / Pictures of the Amazon Rainforest”. Travel.mongabay.com. Archived from the original on December 17, 2008. Retrieved December 18, 2008.
- Field Museum scientists estimate 16,000 tree species in the Amazon
-
^ James S. Albert; Roberto E. Reis (March 8, 2011). Historical Biogeography of Neotropical Freshwater Fishes. University of California Press. p. 308. Archived from the original on June 30, 2011. Retrieved June 28, 2011.
-
^ Da Silva; Jose Maria Cardoso; et al. (2005). “The Fate of the Amazonian Areas of Endemism”. Conservation Biology. 19 (3): 689–694. doi:10.1111/j.1523-1739.2005.00705.x.
-
^ Lewinsohn, Thomas M.; Paulo Inácio Prado (June 2005). “How Many Species Are There in Brazil?”. Conservation Biology. 19 (3): 619–624. doi:10.1111/j.1523-1739.2005.00680.x.
9. Land use Status and Trends in Amazonia
10. Morley, Robert J. (2000). Origin and Evolution of Tropical Rain Forests. Wiley. ISBN 978-0-471-98326-2.
11. Yu, Hongbin (2015). “The fertilizing role of African dust in the Amazon rainforest: A first multiyear assessment based on data from Cloud-Aerosol Lidar and Infrared Pathfinder Satellite Observations”. Geophysical Research Letters. 42 (6): 1984–1991. Bibcode:2015GeoRL..42.1984Y. doi:10.1002/2015GL063040.
12. Garner, Rob (February 24, 2015). “Saharan Dust Feeds Amazon’s Plants”. NASA.
13. “Desert Dust Feeds Amazon Forests – NASA Science”. nasa.gov.
14. Joseph M.; Mahowald, Natalie; Hamilton, Douglas S.; Popendorf, Kimberly J.; Oehlert, Amanda M.; Pourmand, Ali; Gatineau, Alexandre; Panechou-Pulcherie, Kathy; Blackwelder, Patricia; Gaston, Cassandra J. (August 13, 2019). “African biomass burning is a substantial source of phosphorus deposition to the Amazon, Tropical Atlantic Ocean, and Southern Ocean”. Proceedings of the National Academy of Sciences. 116 (33): 16216–16221. doi:10.1073/pnas.1906091116.
15. “Smoke from Africa fertilizes the Amazon and tropical ocean regions with soluble phosphorous”. phys.org.
16. Meggers, Betty J. (December 19, 2003). “Revisiting Amazonia Circa 1492”. Science. 302 (5653): 2067–2070. doi:10.1126/science.302.5653.2067b. PMID 14684803.
17. Chris C. Park (2003). Tropical Rainforests. Routledge. p. 108. ISBN 978-0-415-06239-8.
18. https://www.sciencedaily.com/releases/2017/02/170207092752.htm?fbclid=IwAR04JCM1sJkkShs4JiUi4uN6EtB_2fQpnAeiBPuRuOGDnigTZSBD5z6p6UY
19. Cleary, D., Jenkins, D., & Marshall, O. (2000). The rough guide to Brazil. Rough Guides Limited.
20. Jennifer Watling, José Iriarte, Francis E. Mayle, Denise Schaan, Luiz C. R. Pessenda, Neil J. Loader, F. Alayne Street-Perrott, Ruth E. Dickau, Antonia Damasceno, Alceu Ranzi. Impact of pre-Columbian “geoglyph” builders on Amazonian forests. Proceedings of the National Academy of Sciences, 2017; 201614359 DOI: 10.1073/pnas.1614359114