كارمينا بورانا – Carmina Burana المخطوطات التي حملت كارل أورف – Carl Orff للعالمية

كارمينا_بورانا

رحلة كارمينا بورانا – Carmina Burana من ألسنة الشعراء الشعبيين الأوروبيين مجهولي الهوية إلى أكبر مسارح الأوبرا العالمية.

 

كانت الموسيقى مكون رئيسي من مكونات الحياة على الأرض، فمنذ أن وعى الإنسان وجوده، وعى أيضًا بما حوله من أصوات تلازم مظاهر الحياة، كخرير المياه و هديرها و صفير البلابل و تغريد الطيور و حفيف أوراق الشجر و صهيل الخيل و غيرها من الأصوات التي تعج بها الحياة البرية. مما أثار وازع بداخل الإنسان البدائي تجاه أهمية تلك الأصوات في تسيير الحياة اليومية، فحاول تقليدها في خلال الطقوس السحرية التي كان يقوم بها، كتقليد صوت الرعد و هطول الأمطار لاستجلاب لمطر، و استمرت المةسيقى كعنصر أساسي في مراسم معظم الديانات، إلى أن استقلت لتصير فنًا قائمًا بذاتها، يسلي الناس عن أحزانها و ينقلها كموسيقى البلوز-Blues الإفريقية، و يشاركهم مشاق أعمالهم كالأناشيد التي يغنيها جامعو الثمار في الحقول، أو يرفه عن الناس في أوقات فراغهم.

و كما نرى فإن الموسيقى و الغناء دائمًا ما صحبوا البشرية خلال عصورها المختلفة. و كما ساعدوا أهل تلك العصور على تمضية الوقت فساعدونا أيضًا على على معرفة طبيعة مناحي الحياة و نواحيها المتنوعة في تلك العصور. و لذا يعطي المؤرخين و علماء الأنثروبولوجي أهمية خاصة لموسيقى و أشعار العصور المختلفة. و تُعد الـCarmina Burana من أهم المخطوطات الشعرية التي عصرنا عليها. فهي تتكون من 228 قصيدة، تم تأليفها في الفترة من 1232 حتى 1243، و تتحدث تلك القصائد في مختلف المواضيع الخاصة بحياة العصور الأوروبية الوسطى، و من أشهر المواضيع التي تحدثت عنها تلك القصائد هي:

1-  الحكم و المواعظ عبر أساليب الدراما و الحكمة المرحة.

2-  الحب.

3-  البكاء على الأموات و المفقودين.

4-  حياة الحانات و الخمر.

5-  الألعاب التنافسية المختلفة.

6-  الحياة الروحية الخاصة بمناطق وسط أوروبا في العصور الوسطى.

كُتبت هذه القصائد باللغات اللاتينية و الألمانية و الفرنسية القديمتين. و بالطبع لقدم تلك القصائد، لا يمكننا رد كل من ال228 قصيدة إلى مؤلفيها إلا أن بعض القصائد قد نسبوا بالفعل إلى 3 شعراء ألمان و يدعون:

1-  بيتر من بلوي – .Peter of Blois

2-  والتر من تشاتيلون – Walter of Chatillon.

3-  شاعرلم تُعرف هويته الحقيقية و سُمي بالـArchpoet.

و على الرغم من الطبيعة العلمانية الخاصة بغالبية القصائد إلا أنه تم العثور على تلك المخطوطات في مكتبة دير بمنطقة بينيديكتبيورين – Benediktbeuern بين عامي 1801 و 1803، و من المتوقع أن تكون تلك المخطوطات قد كانت بمكتبة الدير لفترة لم تطل قد سبقت الإعلان عنها.

و قد ظلت تلك القصائد حبيسة أدراج المكاتب و الدراسات الأكاديمية لعلماء التاريخ و الأنثروبولوجي إلى أن حررها الموسيقي و المؤلف الموسيقي الألماني -الذي يعتقد البعض أنه كان نازي النزعة- كارل أورف – Carl Orff.

فقد قام أورف بتأليف مقطوعات موسيقية ملحمية تقشعر لها الأبدان، تُعزف في تناغم مع غناء 24 قصيدة من القصائد التي تم العثور عليها في دير بينيديكتبيورين بأداء أوبيرالي مميز. و كان أول عرض لتلك التحفة الموسيقية الآسرة في عام 1936.

و على الرغم من تأليف كارل أورف العديد من المقطوعات الأخرى مثل أغاني كاتالا و نصر أفروديت، إلا أن أكثر ما قدمه شهره و شارك في الجدل الدائر حول تأييده للنازية و معاداته لها بعد ذلك كانت كارمينا بورانا.

و تُعد أشهر قصيدة من ال24 قصيد التي تضمنها عرض كارل أورف كارمينا بورانا هي عجلة الحظ – O Fortuna – The Wheel of Fortune و التي تُغنى و تُعزف في بداية العرض و في أخره، و التي تم استخدامها أيضًا في العديد من الأفلام.

 

إعداد: Ahmed EsamEldin Raway

مراجعة: Mohamed S. El-Barbary

تصميم: Abdalla Essa

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي