علم الجمال هو: دراسة الجمال، والتذوق، سواء في شكل كوميدي، تراجيدي، أو متسامي.
جاءت الكلمة من كلمة يونانية ((aisthetikos، والتي تشير إلى الإدراك الحسي، والفهم أو المعرفة الحسية. في القرن الثامن عشر،غيّر الفيلسوف الألماني((Alexander Gottlib Baumgarter معنى المصطلح إلى إشباع الحواس أو الإحساس بالبهجة. ولأن العمل الفني هو غالبًا أنتج لهذا السبب (أي إشباع الحواس)؛ فإن المفهوم تم تطبيقه على أي مظهر لخبرة الفن، مثل الأحكام الجمالية، الإتجاه الجمالي، المفهوم الجمالي، الانفعالات الجمالية، والقيمة الجمالية. كل هذا يعتبر جزء من الخبرة الجمالية، وبالرغم من أننا يمكن أن نختبر الطبيعة، والأشخاص جماليًا، إلا أن هذا التعبير يستخدم عادة في علاقته مع الفنون، وخاصة الفنون البصرية.
أدرج مصطلح (علم الجمال- Aesthetic) في المعجم الفلسفي في القرن الـ18؛ ليدل على نوع الشيء، نوع الحكم، الإتجاه، الخبرة، والقيمة. في الغالب، نظريات علم الجمال انقسمت على أسئلة خاصة لواحد من الإتجاهات السابقة: إذا ما كانت الأعمال الفنية هي أشياء جمالية ضرورية، فكيف تكيفت قواعد الإدراك الحسي المزعوم للأحكام الجمالية مع حقيقة أننا نعطي أسباب لتدعيم هذه الأحكام؛ كيف يكون أفضل صورة للتضاد بين إتجاه علم الجمال، وممارسته؟، إذا كان تعريف الخبرة الجمالية بالنسبة لظاهره المنطقي أو المحتوى التقديمي، فكيف يكون أفضل فهم للعلاقة بين القيمة الجمالية والخبرة الجمالية؟. لكن أسئلة الطبيعة الأكثر عامية ظهرت مؤخرًا، وأخذت ميلًا للتشكيك. إذا ما كان أيًا من استخدامات (علم الجمال) يمكن أن يوضْح بدون الانجذاب لإي من الاستخدامات الأخرى( مثلًا إن القيمة الجمالية توضح بدون اللجوء لأي تعريف جمالي آخر)؛ إذا ما كان المصطلح في النهاية أجاب على الهدف الفلسفي المنوط به، والذي يبرر درجه في المعجم.
علم الجمال لدى (كانت Kant)
حكم الجمال:
الحكم النقدي يبدأ بوصف الجمال. أول قضية كانت: ما نوع الحكم نتيجة لأقوالنا، على سبيل المثال، ” هذا غروب جميل”. يناقش (كانت) مثل هذه الأحكام الجمالية (أحكام التذوق) في أنها لابد أن تمتلك أربع ميزات أساسية. أولها، أن تكون نزيهة، أي أننا (في الواقع) نشعر باللذة في شيء ما في حالة الحكم عليه بالجمال، بدلًا من الحكم عليه بالجمال؛ لأنه أعطانا اللذة (شيء يبعث على السرور). ويصل في أخره أن الحكم سيكون مثل الحكم على “المقبول”، مثل القول بـ (أنا أحب الكعك).
ثانيًا، وثالثًا، مثل هذه الأحكام هي شاملة، وضرورية. وهذا يعني بالضرورة أن هذا الجزء الجوهري من نشاطوممارسات هذا الحكم يتوقع من الأخرين الاتفاق معنا. بالرغم من قولنا أن «الجمال هو في عين الناظر»، الا أن ذلك ليس ما نفعله. بدلًا من ذلك، فإننا نجادل على أحكامنا الجمالية
– وخصوصًا في الأعمال الفنية – ونميل إلى تصديق بأن هذه النقاشات، والمجادلات ستحقق شيئًا.
في الواقع، لأغراض عديدة، “الجمال” يلعب دور ملكية حقيقية لشيء ما، مثل وزنه أو مكونه الكيميائي. لكن ظل (Kant) مصرًا على أن الشمولية، والضرورية هما في الحقيقة نتاج سمات العقل البشري (يطلق عليه الحس العام- common sense)؛ ولهذا لا يوجد ملكية موضوعية لشيء ما تجعله جميلًا.
رابعًا: من خلال الأحكام الجمالية، الأشياء الجميلة تظهر كأنها (هادفة بدون هدف) أحيانًا تترجم (أخيرًا بدون نهاية). هدف الموضوع هو المفهوم بالنسبة إلى من ماذا صنعت (مثل مفهوم حساء الخضار في عقل الطباخ)؛ الموضوع يعتبر هادفًا إذا ظهر أنه يملك هدفًا أي إذا ظهر الموضوع أنه مصنوع أو مصمم من أجل ذلك الهدف. لكن يناقش Kant حول أن تأثير الموضوعات علينا بأنها تملك هدفًا بالرغم عدم احتوائها على أي هدف، هو جزء من الخبرة لدى الموضوعات الجميلة.
بتحديد معظم سمات الأحكام الجمالية، احتاج Kant ليسأل سؤالًا عن كيف تكون هذه الأحكام ممكنة؟، وهل تكون هذه الأحكام بشتى الطرق متاحة؟ (أي أنها تكون شمولية، وضرورية).
بالنسبة لـ Kant، فإن القول بأن اللذة هي مثيرة للانتباه، ليس المقصود منه بأنه شعور ذاتي في حس (الهوبز)، لكن بدلًا من ذلك فهو يقف في علاقة محددة مع قوة الرغبة. دخول الشعور بالسرورأواللذة في الحكم على فعل كما لو أنه جيد أخلاقيًا، فهو غير نزيه؛ لأن مثل هذا الحكم يوجد بسبب رغبة في جلب الفعل للوجود. (أي أن هذا الحكم يخلق الفعل من عدم).
للحكم على فعل أنه جيد أخلاقيًا يجب أن ندرك أننا يجب علينا تنفيذ هذا الفعل، ومعنى أن نكون مدركين أي أننا نكتسب الرغبة في تنفيذه. وفي المقابل، فأن عند وجود اللذة في الحكم على شيء أوموضوع بأنه جميل فهو غير نزيه؛ وهذا لأن مثل هذه الأحكام تصدر في عدم وجود رغبة لفعل أي شيء، ولو جزئيًا. إذا كان لدينا واجب الاحترام نحو الأشياء والموضوعات الجميلة؛ ستظهر على أنها منهكة في حكمنا جماليًا لتكون جميلة. (أي أننا نحمل هذه الأشياء كونها جميلة حتى إذا لم تظهر كذلك)
هذا ما قصده Kant عندما قال أن حكم التذوق ليس عملي بل إنه مجرد فعل تأملي.
المصادر:
إعداد وتصميم : Ala’a Mahmoud
مراجعة لغوية :Sara Hassan
مراجعة علمية: Mohamed_El-Barbary
#الباحثون_المصريون