كيف تؤثر دوائر الحزن والسعادة على مرضى اضطراب ثنائي القطب؟

bipolar-disorder
كيف تؤثر دوائر الحزن والسعادة على مرضى اضطراب ثنائي القطب؟

اضطراب ثنائي القطب هو اضطراب حاد في المزاج، يتميز المريض بالحالة المزاجية غير المتوقعة والمتقلّبة بين الشغف الكبير والاكتئاب الشديد، هذه النوبات المزاجية تقع في أثناء فترات من المزاج الطبيعي، والذي يطلق عليه سوائية المزاج أو اليوثيميا (Euthymia)، وهي حالة من المزاج الطبيعي الهادئ.

أشار بحث سابق بوضوح إلى وجود عدم انتظام في دوائر المشاعر بالمخ لدى الأفراد المُشخّصين باضطراب ثنائي القطب. يُعتقد أنّ هذه الاضطرابات أو عدم الانتظام تضعف قدرة الفرد على التحكم في المشاعر والمساهمة في نوبات المزاج.

ولقد أعلنت جريدة (Biological Psychiatry) نتائج دراسة تم إجراؤها بواسطة علماء بمدرسة الطب من جامعة إنديانا (Indiana University School of Medicine)، إذ قاموا باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (FMRI) لمعرفة أيّ المناطق من المخ تنشط بصورة غير طبيعية عندما يحاول مرضى اضطراب ثنائي القطب في حالاتهم المزاجية المختلفة التحكم في استجاباتهم للأمور العاطفية وغير العاطفية (غير المثيرة عاطفياً).

قامت هذه الدراسة بتحليل أنماط نشاط المخ تبعاً للحالة المزاجية (الهوس، الاكتئاب، الحالة العادية) وتبعاً للمحفزات المختلفة، ونظراً لوجود تأثيرات للأدوية على نشاط المخ كما هو ملاحظ من بعض الدراسات، فقد أجرى الباحثون الدراسة على أشخاص من مرضى ثنائي القطب لم يخضعوا للعلاج الدوائي.

لقد وجد الباحثون نشاطاً غير طبيعي في مناطق المخ لدى المريض ذي الحالة المزاجية الاكتئابية عندما يمنع تفاعله أو استجابته للوجوه الحزينة، على الجانب الآخر وجد الباحثون نشاطاً غير طبيعي أيضاً في مناطق المخ للمريض ذي الحالة المزاجية الهوسية أو الشغفية عند منع تفاعله أو استجابته على السواء مع الوجوه الحزينة أو السعيدة، وكذلك عند تعرضه لأمور لا تثير نوعاً معيّناً من المشاعر. وكذلك المرضى في الحالة المزاجية العادية كان لديهم نشاط غير طبيعي في المناطق القشرية للمخ عند منع استجاباتهم للوجوه التي تحمل مشاعر معيّنة.

تشير هذه النتائج إلى أنّ عدم الانتظام الواضح في دوائر المشاعر ربما يسهم في عدم انتظام أوجه مختلفة من المشاعر في مرضى اضطراب ثنائي القطب.

وأضاف الأستاذ الجامعي والمؤلف الكبير الدكتور أميت أناند (Amit Anand):

” تمنحنا هذه الدراسة معلومات مهمة متعلقة بمناطق المخ التي ربما تكون مهمة في التحكم بالاستجابة للمثيرات العاطفية، والمشاكل الوظيفية في هذه المناطق في اضطرابات المزاج”

وعلق الدكتور جون كريستال (John Krystal) المحرّر في جريدة (Biological Psychiatry):

“من المثير للإعجاب أن تميّز الدوائر المختلفة المرضى باضطراب ثنائي القطب، ممن تظهر أو لا تظهر عليهم الأعراض، وذلك عندما يكبحون مشاعرهم الحزينة أو السعيدة”

وأضاف إنه ربما يكون لهذه النتائج تأثير على تحسين العلاج المعتمد على دوائر المشاعر لمرضى ثنائي القطب، بما يتضمنه من علاج بالتحفيز العصبي أو العلاج النفسي.

المصدر

ترجمة: عبدالسلام حمروش
تدقيق لغوي: رؤى زيات

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي