كيف ستكون الحياة على الكواكب: الجزء الثالث

3-1

تحدثنا في الجزء الأول عن مكونات نظامنا الشمسي، وأخذناكم في رحلة الى كواكب مجموعتنا الشمسية وتوقفنا عند قمر أوروبا في الجزء الثاني، فلنكمل رحلتنا ولنسافر الى زُحل.

 

-زحُل.

آخر الكواكب التي قد تشاهدها بعينك المجردة من على سطح الأرض، وثاني أكبر الكواكب وأقلها كثافة، حتى أنها أقل من كثافة الماء.
تكوينه يشبه ذلك الخاص بالمشتري، لُب صلب محتمل، وطبقات من الهيدروجين المعدني والجزيئي فوقه.
عندما نذكر زحُل، نذكر حلقاته، التي وعلى عكس المتوقع ليست صلبة بل تتكون من ثلج وصخور متجمدة.
لدى زحُل –على الأقل- 62 قمرًا. وحيث أن الكوكب تم تسميته على اسم إله العمالقة في الميثولوجيا الإغريقية، كل قمرًا تم تسميته حسب أحد هذه العمالقة.
وسنتطرق الآن الى اثنين من هذه الأقمار، تايتان وإنسيلادوس.
-تايتان.
لو عشت هناك، لن تحتاج لبذلة تحميك، فقط بعض الأكسجين وملابس ثقيلة. تايتان هو القمر الوحيد الذي يمتلك غلافًا جويًا، الذي بدوره يعد أكثر كثافة من الهواء على الأرض، ولكني لا أحبذ تنفسه، حيث أنه يتكون من النيتروجين والقليل من الميثان والهيدروجين، اليوم على سطحه يعادل 16 يومًا على الأرض، السماء برتقالية متضمنة الكوكب ذي الحلقات، والحرارة هناك تقدر بـ -180 درجة مئوية. كانت ناسا قد أنزلت مركبة تدعى «Huygens» على سطح القمر، وما رأوه كان عالمًا غريبًا، مشابهًا للأرض قليلًا، لكن غريبًا. فقد تم تحديد أماكن في القطبين الشمالي والجنوبي تحوي بحيرات من الميثان السائل! والميثان السائل مشابه للماء على الأرض، هل عند ذهابك هناك، ستجد نوعًا آخر من الحياة؟ لا نعرف، ولكنه احتمال مثير!
والآن الى إنسيلادوس.
قمر ثلجي أصغر، بقطر يساوي 500 كم. في عام 2005 حددت مركبة «Cassini» التي تدور حول زحل، ينابيع نشطة من الماء على سطح القمر! كأوروبا تمامًا، انسيلادوس يمتلك محيطًا تحت سطحه، بالإضافة الى مركبات عضوية. هل قد يوجد حياة هناك أيضًا؟ مجددًا لا نعرف، ولكنه احتمال مثير.
الوصول الى زحل وأقماره سيأخذ منك سنتين ونصف ان كنت تسير بسرعة مركبة «New Horizons» أو 6 أعوام كما فعلت سابقًا مركبة «Pioneer11» أول من زار الكوكب.

 

-أورانوس.
بعيدًا عن الشمس، بقع كوكب أورانوس ذو اللون الأزرق المخضر. يعد من العمالقة الغازية، ولكنه يختلف قليلًا عن المشتري وزحُل في تركيبه، فهو يتكون من ثلج أكثر من الغازات في غلافه الجوي. بالإضافة الى لب ثلجي صلب في داخله يمثل حوالي 80% من كتلة الكوكب، محاط بطبقة سائلة من الماء، والميثان، وثلج الأمونيا. يطلق العلماء على هذه العناصر “ثلج” ولكن ليس بالصورة التي تتصورها، لذا فمن الأفضل ان يسمّى أورانوس بعملاق ثلجي.
أورانوس كباقي الكواكب الغازية، يمتلك حلقات حوله مكونة من صخور صغيرة جدًا وثلوج، بعرض يساوي عدة كيلومترات.
أورانوس يأخذ 84 سنة أرضية للدوران حول الشمس مرة واحدة، ويميل على محوره بزاوية 98 درجة، هذا يعني أنه في حال وجودك هناك، وان كنت على أحد القطبين، ستشهد 42 سنة من الشتاء المظلم دائمًا، متبوعين بـ 42 سنة من الصيف وضوء الشمس التي لا تغرُب، كما انه بسبب زاوية ميله الشديدة سيكون أشبه في دورانه بالكرة التي تتدحرج في مسارها حول الشمس. أليس هذا غريبًا بعض الشيء؟

لتعرف أيضًا ان درجة الحرارة هناك تتراوح بين -153 الى -218 درجة مئوية وأنّ الجاذبية على الكوكب تعادل 90% من التي على كوكبنا، أخيرًا! ولكن لن تكفي الأخيرة وحدها للعيش، لذلك سنتطرق الى بعض أقماره، كما فعلنا مع الكوكبين الآخرين.
أورانوس يمتلك في مداره حوالي الـ 27 قمرًا منهم الكبير ومنهم الصغير جدًا قد يصل لحجم مدينة صغيرة. وقد سميت كل أقماره على أسماء شخصيات في كتابات ويليام شكسبير.

أهم هذه الأقمار هما ميراندا وتيتانيا.
ميراندا، قمر ثلجي آخر، ستعتقد عندما تراه أنه كوكب مكون من عدة طبقات أرضية مجمعة معًا في عمل فني ممتلئ بالوديان والأخاديد غير المنظمة معدّ تمامًا للاكتشاف، ولأن «Voyager2» هي المركبة الوحيدة التي مرت من هناك، نحن مازلنا لا نعرف الكثير عنه وباقي الأقمار. تيتانيا مكون من العديد من الفوهات خصوصًا في نفس الكرة الجنوبي بالإضافة للكثير من الوديان أيضًا، أظنه سيكون مكانًا مناسبًا للزيارة.
في ميراندا، تقدر الجاذبية هناك بـ 1% من جاذبيتنا، إذاً ان قفزت من على أحد المنحدرات التي قد يبلغ ارتفاع احداها لأكثر من 10 كيلومترات! ستلمس قدماك السطح بعد حوالي 10 دقائق، المزيد من الطيران، رائع!
قبل الانتهاء من هذا الكوكب، عليّ اخبارك ان الرحلة لأورانوس ستأخذ 10 سنوات تقريبًا، كما أخذت من مركبة «Voyager 2» وهي المركبة الوحيدة التي عبرت بجانب الكوكب، ولكنها ليست الأسرع!

 

-نبتون.
والآن لحامي المجموعة الشمسية، نبتون عملاق ثلجي كأورانوس تمامًا ويشتركان في الكثير من الصفات، هو الكوكب الوحيد الذي تم التنبؤ بوجوده رياضيًا قبل رصده.

يتكون من لب صلب محاط بطبقة الوشاح المتكونة من الماء والأمونيا والميثان، وفوقه غلاف جوي من الميثان والهيدروجين والهيليوم. احذر من الرياح هناك، فقد تصل سرعتها لأكثر من 2100 كم في الساعة! نعم، أسرع من الصوت على الأرض. وبالتأكيد كما توقعت، العواصف هناك شديدة.
لدى نبتون 14 قمرًا، وسنتطرق لإحداها طالما أن نبتون هو الآخر، سطحه غير صلب، ولن تستطيع العيش عليه.
أكير أقمار نبتون هو ترايتون، بقطر يساوي 2700 كم، سطحه مغطى بثلج النيتروجين والصخور، تبلغ درجة الحرارة على سطحه -235 درجة مئوية وهو بذلك يعتبر أكثر الأقمار والأجسام برودةً في المجموعة الشمسية، وهو مغطى بالقليل من الفوهات، وهذا يعني أن شيئًا ما يعيد تركيبه الجيولوجي، ويعتقد أنه بسبب الفوهات التي تخرج الأمونيا، بالإضافة الى ينابيع نشطة تقذف النيتروجين الى سطحه. كل هذه الصفات تجعل ترايتون من الأجسام القليلة في المجموعة الشمسية النشطة جيولوجيًا.
اليوم على ترايتون يعادل 6 أيام على الأرض، وعند رؤيتك للشمس لن تستمتع حقًا حيث أنها ستظهر كنقطة تشرق من الشرق وتغرب في الغرب.
للوصول الى ترايتون ونبتون، سيتطلب الأمر 12 سنة ان كنت تسير بسرعة مركبة «Voyager 2» أو 8 سنوات ان كنت تسير بسرعة «New Horizons».

 

-بلوتو.
في عام 2006 فقد بلوتو حالته ككوكب، وانضم الى الكواكب القزمة ولكني مازلت أحبه، لنتكلم عنه قليلًا!
ان كنت تعيش على بلوتو حاليًا، ستأخذ رسالتك 4 ساعات ونصف كمتوسط للوصول للأرض، ولكن هذا يختلف على حسب أوقات السنة هناك التي تعادل 248 سنة أرضية؛ فمسار بلوتو حول الشمس بيضاوي اهليجي –كبير حتى انه يتقاطع مع مسار نبتون لمدة 20 سنة- مما يجعله قريبًا للشمس في أوقات، وبعيدًا جدًا في أوقات أخرى.
ويؤثر هذا المدار على درجة حرارته التي قد تصل الى -233 درجة مئوية!
عندما يكون بلوتو قريبًا من الشمس، الثلج الموجود على سطحه يتسامى، متحولًا الى غازات، هذه الغازات هي التي تشكل غلاف بلوتو الجوي، وتختفي تدريجيًا مرة أخرى عندما يكون بلوتو بعيدًا عن الشمس، فتتحول كل الغازات الى ثلج مجددًا.
يمتلك بلوتو في حوزته 5 أقمار، أكبرها شارون ، الأخير وبلوتو يواجهان بعضهما دائمًا بنفس الوجه.
للوصول لبلوتو، ستستغرق رحلتك 9 سنوات، نفس الوقت التي استغرقته مركبة «New Horizons» للوصول هناك.

لم ننتهي بعد، الكون شاسع بطريقة رهيبة! وسنتكلم في جزئنا القادم عن المذنبات والحياة على سطحها، و عن الكويكبات بشيء من التفصيل، كن رائعًا حتى حين.

اعداد: Abdallah Saad

مراجعة علمية: Ahmaad M. Hanafi

تصميم: Bothaina Mahmoud

 

Sources

1.

What Would It Be Like to Live on Pluto? [Internet]. [cited 2016 Jan 19]. Available from: http://sc.egyres.com/XAcDr

2.

What It Would Be Like to Live on Uranus’ Moons Titania and Miranda [Internet]. [cited 2016 Jan 19]. Available from: http://sc.egyres.com/QGBnR

3.

What It Would Be Like to Live on Saturn’s Moons Titan and Enceladus [Internet]. [cited 2016 Jan 19]. Available from: http://sc.egyres.com/VnYJm

4.

What It Would Be Like to Live on Neptune’s Moon Triton [Internet]. [cited 2016 Jan 19]. Available from: http://sc.egyres.com/eRCLO

5.

What is Uranus Made Of? | Uranus Composition [Internet]. [cited 2016 Jan 19]. Available from: http://sc.egyres.com/T5oMI

6.

What is the Temperature of Uranus? [Internet]. [cited 2016 Jan 19]. Available from: http://sc.egyres.com/3qCDO

7.

Titan: Facts About Saturn’s Largest Moon [Internet]. [cited 2016 Jan 19]. Available from: http://sc.egyres.com/81dmg

8.

Living on Other Planets: What Would It Be Like? [Internet]. [cited 2016 Jan 19]. Available from: http://sc.egyres.com/vXMzr

9.

How Far is Uranus? [Internet]. [cited 2016 Jan 19]. Available from: http://sc.egyres.com/Hck4Y

10.

How Far Away is Saturn? [Internet]. [cited 2016 Jan 19]. Available from: http://sc.egyres.com/yGeBZ

11.

How Far Away is Pluto? [Internet]. [cited 2016 Jan 19]. Available from: http://sc.egyres.com/DZzJw

12.

How Far Away is Neptune? [Internet]. [cited 2016 Jan 19]. Available from: http://sc.egyres.com/yZ4SB

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي