كيف ستكون الحياة على الكواكب: الجزء الرابع

planets-2

||

تكلمنا سابقًا عن نشأة المجموعة الشمسية وعن الشمس والكواكب، والآن لنتكلم عن الأجسام الأُخرى الموجودة بها، كالمذنبات والكويكبات وأماكن تواجدها ونشوئِها، وسنتطرق في نهاية المطاف لأقرب الأجرام لمجموعتنا الشمسية، إستمتع.

j
من المحتمل أن تكون قد سمعت عن حزام الكويكبات الواقع بين مداري المشترى والمريخ، المكوّن من ملايين الأجرام الصغيرة جدًا وهي أصغر من أن تُعتبر كواكب. من حجم الحصى إلى 200 كم عرضًا إلى ما أكبر من ذلك مثل الكُويكب «سيريس-Сeres» -مُصنف ككوكب قزم أيضًا- الذي تحدثنا عنه سابقًا، القليل من تلك الكويكبات أيضًا تمتلك أقمارها الخاصة، نعم كما سمعت، وكويكب «243 أيدا – 243 Ida» خير دليل على ذلك، وقد اكتشِف قمره «Dactyl» فقط عند عودة الصور القادمة من مركبة جاليليو، التي كانت قد زارته في عام 1993.

ينتمي الكويكب إلى «عائلة كرونيس-Koronis Family» وهي مجموعة كويكبات بين المشترى والمريخ توجد في حزام الكويكبات، يعتقد أنه تم تكوينها من مليار سنة، بعد تصادم رهيب بين جسمين كبيري الحجم. أكبر كويكب فيها هو «لاكريموسا-208 Lacrimosa» قطره يعادل 41 كم، وُجِّد أكثر من 300 كويكب ممن ينتمون لها، لكن 20 فقط ممن يتعدى قطرهم العشرون كيلومتر.
على عكس الاعتقادات المنتشرة، يتكون حزام الكويكبات غالبًا من مسافات فارغة بين كل كويكب وآخر، وهذه المسافات عادة ما تكون كبيرة، أكبر الكويكبات المعروفة هناك هي: (سيريس-4 فيستا-2 بالاس-10 هايجيا).
سيريس وحده يمثل ثلث كتلة الحزام، والأربع كويكبات مجتمعةً تمثل نصفها.
الكويكبات في الحزام مقسمة كعائلات، اعتمادًا على انحراف الكويكبات وميولها المدارية وصفاتها المدارية المتشابهة كلها يشير لأصل مشترك، منها عائلة «فلورا-Flora» و«إينوميا-Eunomia» و«كورونيس-»Koronis «ايوس-Eos» وأخيرًا «ثيمس-Themis».
عائلة فلورا: من أكبر العائلات وتتكون من 800 عضو أعمارهم تقارب المليار عام.

عائلة إينوميا: على اسم اله القانون عند الإغريق، وهي أكثر العائلات بروزًا في منتصف الحزام، ويُحسب لها 5% من كُتلة الكويكبات جميعها.

عائلة إيوس: وهي تدور حول الشمس على مسافة 2.96 – 3.03 وحدة فلكية، تكونت من انفجار مدوي منذ 1-2 مليار سنة، وهي تتكون من 4400 كويكب.

عائلة ثيمس: وهي توجد في الجزء الخارجي من الحزام على بعد 3.13 وحدة ضوئية من الشمس.
كان يُعتقد في الأساس أن الحزام هو بقايا كوكب أكبر بكثير كان يحتل المنطقة بين المريخ والمشترى، قُدّمت هذه النظرية للعالم ويليام هرشل كتفسير محتمل لوجود سيريس وبالاس. ولكنها لم تدم وسقطت لعدة أسباب منها حقيقة أن كتلة حزام الكويكبات جميعها تعادل 4% فقط من كتلة القمر، وأن المكونات الكيميائية للكويكبات لا تشير الى أنهم كانوا يومًا كتلة واحدة مجتمعة.
التفسير الحديث لكيفية تكونه، هو أنه بقايا المجموعة الشمسية المبكرة التي لم تكون كوكبًا على الاطلاق.

من هنا تأتي الأجسام الصخرية المتكونة بشكل أساسي من معادن وصخور المُسماه بالكويكبات ولكن ليس من هنا فقط؛ بعيدًا، بعد مدار الكوكب القزم بلوتو، يسكن حزام آخر يُعرف باسم حزام كايبر هو الآخر يضم المليارات وربما التريليونات من الأجسام الصخرية الصغيرة لدرجة لا تسمح باعتبارها كواكب، البعض منهم كبير نسبيًا بسبب تمكن الجاذبية من جعلهِ في شكلٍ كروي.

 

حزام كايبر:

هو مدار بيضاوي للكويكبات يقع على بعد 30 الى 50 المسافة من الشمس للأرض، وهو مشابه لحزام الكويكبات، عدى أن الأجسام الموجودة به تميل لكونها ثلجية بعض الشيء، المنطقة تضم أيضًا العديد من الكواكب القزمة، أجسام كبيرة لاعتبارها كويكبات وصغيرة لاعتبارها كواكب منها:
بلوتو، الذي يعتبر أول جسم يتم اكتشافه في حزام كايبر، بالرغم من أن العلماء لم يعرفوا ماهيته الحقيقية آن ذاك إلى أن اكتشفوا حركة بطيئة لعوالم صغيرة توال بعدها اكتشاف الكثير من الأجسام هناك.
«سدنا-Sedna»، حوالي ثلاثة أرباع حجم بلوتو، تم اكتشافه عام 2004، بعيد جدًا عن شمسنا لدرجة أن سنته تقدر بـ 10500 سنة أرضية، مذهل ها! قطر الكوكب يقدر بـ 1770 كم.
في عام 2005، أعلن العلماء اكتشاف جسم جديد في حزام كايبر، اعتُقد أنه أكبر من بلوتو، ولكن عدة ملاحظات أثبتت انه أصغر بقليل، «ايريس-Eris» يدور حول الشمس مرة كل 580 سنة، في الحقيقة ايريس هو السبب في خروج بلوتو من عائلة الكواكب، وتصنيفهم مع سيريس ككواكب قزمة في عام 2006. بجانب كواكب قزمة أخرى كـ«ماكيماكي-Makemake» و«هاوميا-Haumea» و«كواور-Quaoar».
عند تكون المجموعة الشمسية، معظم الغاز، والغبار، والصخور سُحبوا معًا لتكوين الشمس والكواكب، بعد ذلك كنست الكواكب البقايا والمخلفات، أما بتغير مدارها لتسقط ناحية الشمس، أو طردها خارج المجموعة الشمسية تمامًا، ولكن الأجسام البعيدة بقيت آمنة من قوى الجذب الساحبة للكواكب الكبيرة كالمشتري، ولذلك نجح حزام كايبر ورفيقه الأبعد والأقرب للشكل الكروي، سحابة أورت، في البقاء في المجموعة الشمسية محتويين للصخور الباقية من بداية تكوين المجموعة الشمسية.
من الكويكبات من يكتسب جاذبية للخروج عن مساره والسباحة في الفضاء حرًا طليقًا، وآخر من يربطه مدار معين، من الكويكبات القريبة للأرض، وهي كويكبات تكون مداراتها قريبة لذلك الخاص بالأرض، ومنها من يتقاطع مداره مع مدار الأرض فيطلق عليه كويكب عابر، ومن هذه الكويكبات، ايكاروس، وخوفو، وأبوللو، وأدونيس، والمئات من الكويكبات الأخرى التي تأتي لسمائنا العديد من المرات.

من المعروف أن الكويكب الثلجي، الساكن بعيدًا عن الشمس في سحابة أورت أو حتى حزام كويبر، عندما يسقط متجهًا نحو الشمس يكتسب حرارة مما يجعل الثلج على سطحه يتسامى خالقًا ذيلًا تستطيع رؤيته في سماء الليل، يطلق عليه حينها مذنب.
المذنب هو جسم ثلجي يطلق غازات وغبار، وهي تتكون من الثلج وثاني أكسيد الكربون وغازي الأمونيا والميثان والغبار، وهي كما ذكرنا مخلفات تكوين المجموعة الشمسية.
تتركب المذنبات من: (-نواة صلبة متكونة من ثلوج –غبار -مواد عضوية) وهي المكان الوحيد الباقي من المذنب عند وجوده بعيدًا عن الشمس.
-«غلاف غازي خارجي-Coma» ويمتد لمسافة كبيرة، وتتغير هذه المسافة تبعًا لبعد المذنب عن الشمس.
-ذيل وهو أيضًا يتغير تبعًا للشمس، ولبعض المذنبات ذيل أيوني الناتج من تحويل الجسيمات المشحونة القادمة من أشعة الشمس الغازات على سطح المذنب إلى أيونات، ويكون اتجاه الذيول دائمًا في الناحية المعاكسة للشمس.
jj
المذنبات رائعة –بجانب شكلها بالطبع- فكر في الأمر، كويكبات صخرية قادرة على تدمير الحياة، وأيضًا قادرة على خلقها!
بعيدًا عن الاعتقادات القديمة حول المذنبات، من حيث كونها جالبةً للحظ جيدة أو سيئة. المذنب هو كما ذكرنا كويكب في الأصل وهناك نوعان من المذنبات وهي تصنف على حسب مداراتها:
-مذنبات قصيرة المدى وهي التي تنهي دورتها في أقل من 200 سنة، ومداراتها تشبه مدارات الكواكب، وتظهر في سماء الأرض بجانب مسار الشمس.
النوع الآخر هو:
-المذنب طويل المدى، والذي ينهي دورة كاملة في أكثر من 200 سنة، ومدار هذا النوع غير منتظم مما يعني انه من الممكن أن يظهر في أي جزء في سماء الأرض.

مثل مذنب هالي ومذنب «67P» الأخير هو الذي نجحت مركبة فيلة في الهبوط عليه، وكما ذكرت سابقًا من الممكن للمذنبات خلق الحياة أو المساعدة في تكوينها، وهو ما أكدته مركبة فيلة بعد تحليل العينات التي أرسلتها من على سطح المذنب، فهو يحتوي على مواد عضوية كفيلة بالمساعدة على بدأ الحياة على كوكب ما.

وهذا يطّرح فرضية مُثيرة، بأن تكون المذنبات هي السبب في نشوء الحياة على الأرض، فما رأيك في هذا؟

الكون ضخم بطريقة مُخيفة لا يمكن إستيعابها. تكلمنا عن المجموعة الشمسية ولم نوفّي، ماذا إن حاولنا الابتعاد أكثر؟ هل تصدق بوجود حياة في غير المجموعة الشمسية؟ هل سيكون السفر لهُناك يسيرًا؟ من المعروف أن أقرب نظام شمسي لنا هو ألفا سنتوري أو رجل القنطور، يحوي ثلاث نجوم ويقع على بعد 4 سنوات ضوئية تقريبًا، هل سنستطيع الوصول لهناك يومًا ما؟ أبعد؟ ماذا إن وجدنا حياة؟ كلها أسئلة بلا إجابات في الوقت الراهن، ولكن يومًا ما سنعرف بالتأكيد ما تؤول له، فإستعمار الفضاء حلم في انتظارنا. ليلتك جميلة.

 

إعداد: Abdallah Saad

مُراجعة علمية وتصميم: Ahmaad M. Hanafi

مُراجعة لغوية: Ahmed M. Gawish

References

Comets: Facts About The “Dirty Snowballs” of Space [Internet]. [cited 2016 Jan 23]. Available from: http://sc.egyres.com/ZSohH

Kuiper Belt Objects: Facts about the Kuiper Belt & KBOs [Internet]. [cited 2016 Jan 23]. Available from: http://sc.egyres.com/fmR7l

What is the Asteroid Belt? – Universe Today [Internet]. [cited 2016 Jan 23]. Available from: http://sc.egyres.com/Gjp4f

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي