كيف يمكننا التفريق بين الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي؟

aaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa


يُشكل هذان الفرعان من علم الاقتصاد أهمية حيوية ويلعبان دورًا مهمًا في تشكيل مصائر الدول سواءًا على مُستوى الاقتصاد المحلي أو العالمي، وهما الاقتصاد الكلي والاقتصاد الجزئي، فبعضنا يسمع المصطلحين ويعرف الفرق بينهما، والبعض الآخر عندما يسمعهما يختلط عليه الأمر في التفريق بينهما، لذلك نحاول في هذا المقال أن نستعرض الفرق بينهما والعلاقة بينهما أيضاً.

الاقتصاد الجزئي مقابل الاقتصاد الكلي
الاقتصاد الجزئى :
هو فرع من فروع علم الاقتصاد يدرس ويحلل سلوك قرارات المستهلكين والشركات الفردية في السوق محاولة لفهم عملية صنع القرار في الشركات والأسر. ويهتم بالتفاعل بين الأفراد المشترين والبائعين وتحليل العوامل التي تؤثر على اختيارات المشترين والبائعين. وعلى وجه الخصوص، يركز الاقتصاد الجزئي على أنماط العرض والطلب وتحديد الأسعار والإنتاج في الأسواق الفردية (مثل سوق السيارات أو القمح).
فإذا أردنا ذكر مثال على الإقتصاد الجزئي فيمكن القول أنه إذا أرادت شركة زيادة إنتاجها من سلعة ما مع الحفاظ على نفس مستوى الأسعار في المجمل.

الاقتصاد الكلى :
هو فرع من فروع علم الاقتصاد الذي يدرس كيف يعمل الاقتصاد ككل، فهو لا يركز على صناعة محددة ولكن على صناعة السوق ككل. فالاقتصاد الكلي، يهتم بدراسة مجموعة متنوعة من الظواهر على نطاق الاقتصاد مثل التضخم ومستويات الأسعار ومعدل النمو، والدخل القومي، الناتج المحلي الإجمالي، والتغيرات في معدلات البطالة والآثار المترتبة على الصادرات والواردات، فهو يركز على الاتجاهات في الاقتصاد وكيف يتحرك الاقتصاد ككل.

فكلًا من مجالي الاقتصاد غالباً ما تستخدم نفس المبادئ والصيغ لحل المشاكل المتعلقة بكل منهما، فالاقتصاد الجزئي هو دراسة الاقتصاد على نطاق أصغر بكثير، في حين أن الاقتصاد الكلي هو دراسة القضايا الاقتصادية على نطاق واسع.

العلاقة بين الاقتصاد الكلي والجزئي:
وعند التفكير للوهلة الأولى في الاقتصاد الجزئي والاقتصاد الكلي قد تبدو مختلفة تماماً عن بعضها البعض، ولكن في الواقع، هذين المجالين في الاقتصاد متشابهان بشكل ملحوظ، والقضايا التي تدرسها في كثير من الأحيان تتداخل بشكل كبير.
فرغم أن الاقتصاد الجزئي يختلف عن الكلي في جوانب اهتمامات كل منهما، إلا أن هناك علاقة وثيقة بينهما، حيث أن الاقتصاد الكلي يرتكز على كثير من مبادئ وتحليلات الاقتصاد الجزئي في عمله وفي دراسات الوحدات الاقتصادية الكبيرة، وأيضاً تكمن العلاقة بين الاقتصاد الجزئي والاقتصاد الكلي في أن مستويات الإنتاج والاستهلاك الكلي هي نتيجة لاختيارات الأسر والشركات الفردية.

وأيضاً يتم استخدام الاقتصاد الجزئي في دراسة كيفية تأثير التغيرات الاقتصادية الكلية على سلوك الوحدات الجزئية. فمثلًا، دراسة كيفية تأثير الزيادة في التضخم على إنتاج السلع في دولة ما، أو نتيجة تأثير تغيير سعر الصرف الحقيقي أيضاً عليها، حيث أن زيادة معدل التضخم في الدولة يؤدي إلى التغيير في سعر المواد الأولية في الصناعات مما يؤدي إلى تغيير تكلفة وبالتالي سعر المنتج النهائي الذي يتكلفه المستهلك، وهنا نرى التداخل الواضح بين فرعي علم الاقتصاد فكل منهما يعتمد على الآخر.

وعلى هذا الأساس، يمكننا التفريق بين الإثنين عن طريق معرفة من يستخدم كل منهما، حيث يكون تركيز رجال الأعمال ومديري الشركات على الاقتصاد الجزئي بشكل كبير وتركيز أقل على الاقتصاد الكلي، بينما يركز صانعي القرارات والسياسات العامة في الدولة على الاقتصاد الجزئي والكلي معاً، وهذا الفرق واضح وجلي لأن صانعي القرارات والسياسات يهتمون بشأن الدولة ككل فيتم التوفيق واستخدام كلًا من الاقتصاد الجزئي والكلي للخروج بأفضل القرارات التي تخص الدولة ككل.

وأخيراً فبغض النظر عن إختلاف كل منهما إلا أنه يتم دراستهما واستخدامهما معاً، من أجل معرفة وإتخاذ أفضل القرارات التي تهتم بالشركات والصناعات بل وباقتصاد الدولة ككل.

إعداد وتصميم : Amal Hussein
المصدر: http://sc.egyres.com/PGRJb
http://sc.egyres.com/cGqcI

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي