كيمياء الحب

chemlove

كيمياء الحب؛ مُصطلح يتطرق على أذهاننا طوال الوقت، نسمعه أو نقرأه ولكن ما الكيمياء وما الحب وكيف لهما أن يجتمعا في مصطلح واحد؟ تُذكر الكيمياء عندما تُذكر التفاعلات.

حسنًا هل للحب تفاعلات؟  بالطبع نعم.

الحب الذي نختلف جميعًا في إيجاد تعريف مُوحد له، ولكن نتفق جميعًا على أننا لا نستطيع العيش بدونه؛ الحب غريزة جميلة تَزرع بنا الحماس وحب الحياة وتقودنا إلى السعادة بالأخص عندما يُبادلنا من نحب نفس الشعور، لنتمنى أن نبقى معه ما حَيِيْنا؛ حسنًا هذا أغلبنا يعرفه، ولكن أين الكيمياء في هذا؟ عندما تُخلق المشاعر الرومانسية بين شخصين دون سبب منطقي عندما نقول ان هذين  « بينهما كيمياء » عندما يُخلَق بيننا الفهم وتشابه الصفات، تلعب الكيمياء دورًا في وضع قناع على عيوب الطرف الأخر لكي تسمح لنا بالبقاء معه.

عقلنا البشري يُحاط بالعديد من المواد الكيميائية والتفاعلات التي تدور به جرّاء الوقوع في الحب، فالدوار الذي يتعرض له الشخص بمجرد رؤية من يحب الذي يُصاحبه سرعة ضربات القلب و احمرار البشرة مع تعرق الكَفَّيْن، كل  هذه ظواهر يتعرض لها الشخص حينها، فما الرابط بين هذا الشعور المعنوي وما يصحبه من مظاهر مادية؟ حسنًا إنها الكيمياء.

المواد الكيميائية مسؤولة عن سلوكياتنا أثناء الحب طبقًا لمصطلح اسمه « الناقلات العصبية الكيميائية– neurotransmitter  » وهي مركبات تتكون بشكل كبير في أدمغتنا وتساهم في النشاط العصبي، تنتقل أدمغتنا بدورها في تمرير هذه المركبات إلى باقي أنحاء الجسد ولكنها تبدأ أولًا في الدماغ.

حسنًا لنبدأ بأولى المراحل، الإنجذاب الأول أو ما يُسمى بـ «الشرارة» الأولية التي يُصاحبها الوقوع في الحب سببها خليط من ثلاثة نواقل كيميائية عصبية، ألا وهي « الفينايل ثيلامين – phenylethylamine» و « نوربينفرين –norepinephrine » و « الدوبامين –dopamine »، المراحل التي تلي هذه المرحلة والتي تصاحب طول العلاقة تُقاد بمادتين غيرهم وهما الأُكسيتوسين ( المعروف بهرمون الحب) والسيروتونين، لنأخذ نظرة على قُرب لأول ثلاثة:

أولًا: « نوربينفرين –norepinephrine » والمعروف أيضًا بالنورأدرينالين، وطبقًا لإسمه فهو يُحفز إنتاج الأدرينالين الذي يُسَرِّع من ضربات القلب والتعرق، ينطلق« نوربينفرين –norepinephrine »  من الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ والتي يُطلق عليها أيضًا الخلايا العصبية النورأدرينالية، تلك الخلايا تُكون نوع من النظام الذي بدوره يُسمى نظام النوربينفرين والذي عندما ينشط تُبذل تأثيرات على مناطق كثيرة من الدماغ، وبمجرد حدوث ذلك نستطيع أن نسميه نظام الناقل العصبي، لأن مهمته الأساسية هي نقل النبضات العصبية التي تعمل على تشغيل وإشعال باقي الأعصاب لكي تمرر الرسائل من المخ على طوال «السلسلة»، يتكون النظام النورأدريناليني من 1500 خلية عصبية على جانبي المخ وهذا عدد صغير بالمقارنة بالـ100 بليون خلية الموجودة في المخ بأكمله، الهدف الرئيسي لهذا النظام هو إشعال المستقبلات في الحبل الشوكي و المهاد والقشرة المخية الحديثة وغيرها، فعندما يزيد مستوى إفراز النوربينفرين في الدماغ فإنه يعمل على زيادة السرور وتقليل الشهية.

ثانيًا: « الدوبامين –dopamine » يُفرَز الدوبامين في الدماغ عندما نشعر بحالة جيدة، كتأثير الطعام الجيد أو قراءة كتاب رائع، أيضًا يجعل الشخص ثرثارًا ومنفعلًا، و يؤثر أيضًا على العمليات التي تحدث بالمخ والتي تتحكم بالإستجابة العاطفية والحركة والقدرة على إظهار السرور والألم أيضًا، الدوبامين أكثر هذه المواد العصبية غموضًا، فقد حصل كارلسون عام 2000 على نوبل في الطب لإكتشافه أن الدوبامين يعمل أيضًا كنظام ناقل عصبي مثل نظام النورأدرينالين.

وأخيرًا وليس آخرًا « الفينايل ثيلامين – phenylethylamine»، وهو الوكيل الرئيسي لإطلاق النورأدرينالين والدوبامين، الإنجذاب الأول يسبب لنا فرز الكثير من الفينايل ثيلامين، مما يؤدي إلى تلك المشاعر الرائعة المرتبطة بالحب الرومانسي. الكثير من كميات الفينايل ثيلامين يزيد من الطاقة العاطفية والجسدية، وفي نفس الوقت يزيد من إنتاج الدوبامين.

أغلبنا يعرف أن الشيكولاتة تعمل على زيادة البهجة وتُشْعِرنا بحالة جيدة. هل تعرفون لماذا؟ لأنها تحتوي على فينايل ثيلامين.

 

تعرفنا الآن على هذه المواد الكيميائية العصبية الثلاثة وعرفنا دور كل منهم في التأثير على النشاط العصبي للإنسان. حسنًا، عندما تجتمع هذه المواد الثلاثة نشعر بـ «كيمياء» الحب.

توجد ثلاثة أنواع للكيمياء في العلاقات، الكيمياء الجيدة (وتطلق على العلاقة الجيدة)، ليس بها كيمياء (تطلق عند صعوبة تكوين العلاقة) والكيمياء السيئة (تطلق على العلاقة السلبية).

 حسنًا، في حالة عدم وجود كيمياء بين شخصين، هل يمكن خلقها عنوة؟

حدث جدل حول هذه النقطة ولكن من الطبيعي أن مثل هذه الأمور تأتي بشكل عفوي ومن الصعب أن تنجح إذا تم اصطناعها.

حسنًا كيف نعرف أن لنا كيمياء مع شخص معين؟ أو متى تتحقق الكيمياء في العلاقة؟ هناك العديد من الأعراض النفسية والعصبية والجسدية لوجود الكيمياء الإيجابية مع شخص ما، وقد وُصِفَت بمزيج من الإثارة النفسية مع الشعور بالسرور، يُستثار الجهاز العصبي مما يعمل على فرز الأدرينالين في شكل سرعة ضربات القلب والأعراض التي ذكرناها مسبقًا، علاوة على ذلك كثيرًا ما يذكر الشخص سيرة من يحب بإستمرار دون قصد وشعوره بالبهجة بمجرد سماع اسمه والإبتسام حال التفكير فيه أو رؤيته وبالطبع الإشتياق له بين الحين والأخر، هذه هي الأعراض التي يعرفها من سبق له الوقوع في الحب.

ولأن الحب يُساق بالكيمياء العصبية فهو يتحكم كليًا في حالتنا النفسية سواء بالإيجاب جرَّاء نمو العلاقة ونجاحها، أو بالسلب عند الإنفصال أو الفشل فيصاحبها تحطم نفسي شديد.

 

المصادر:

 

إعداد: Amira Esmail

مراجعة :Esraa Adel

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي