كيمياء المشاعر

كيمياء المشاعر

يحصُل الدماغ على المعلومات مِن مَصدرين مُختلِفين؛ حيثُ تُخبِرك حواسك بما يَحدُث في العالَم الخارجيّ، بينما تُوجَد العواطف داخل الجسم، لتُخبرك بما تَعنيه هذه الأحداث، والظروف بالنسبة لك. فكما يُحفِّزك الجوع على العُثور على الطعام، فإنّ العواطِف تُحفِّزك على رعاية احتياجاتك الأُخرى، مِثل: السلامة، والرِفقة، والحُب، والتي تُعزز في النهاية البقاء والتكاثُر [1].

العواطِف مُعقَّدة للغاية، ويَختلِف مَعناها مِن شخص لآخر، ولَكنَّها في الأساس تجربة واعية، تُصنَّف حسب حالة العقل، وردود الفعل الخارجيّة، والداخليّة، والتعبيرات. تُنتِج جميع الثدييات المشاعِر الأساسيّة مِثل: الخوف، والغضب، بينما طَوّر البشر بشكلٍ خاصٍ عواطِف اجتماعيّة عالية مِثل: العار، والشُعور بالذنب، والفَخر، وتَنطوي تِلك المشاعِر على وعي بما يُفكِّر فيه الآخرون، ويَشعرون بِه. يُوجَد العديد مِن المشاعِر المُختلِفة، بما في ذَلِك: المَودّة، والغضب، والقلق، واللامبالاة، والرّهبة، والملل، والثقة، والرضا، والفُضول، والاكتئاب، واليأس، والاشمئزاز، والحُزن، والسعادة، والأمل، والرُعب، والهستيريا، والاهتمام، والغيرة، والوِحدة، والحُب، والذُعر، والشَفقة [1,2].

لا تُصنَع المشاعِر مِن شيء، ولكِنْ يُمكِن وَصف طريقة الإحساس بالمشاعر؛ حيثُ تأتي المشاعر مِن إثارة الجهاز العَصبيّ، وحُدوث ملايين التفاعُلات الكيميائيّة في الدماغ في أي وقت. وتَحدُث التفاعلات الكيميائيّة بسبب (المشابِك – synapses)، التي هي أجزاء مِن الجهاز العَصبيّ، ومِن خِلال المشابِك، تكتسب (الخلايا العَصبيّة – neurons) قُدرَتها على نقل الرسائل العَصبيّة باستخدام (النواقِل العَصبيّة – neurotransmitters) [2].

وتُقاس العواطف بردود الفِعل الفسيولوجيّة مِثل: ضربات القلب، والتَعرُّق، واندفاع الدّم إلى الوَجه، وإفراز الأدرينالين. ومِن المعروف أنَّ أكثر أجزاء الجهاز العَصبيّ التي تُؤثِّر على المشاعر هي (الفُصوص الأماميّة – frontal lobes) و(الّلوزة – amygdala)، وعادةً ما تَرتبِط الفُصوص الأماميّة بمشاعر السعادة، والمُتعة، بينما تَرتبِط الّلوزة بمشاعِر الغضب، والخوف، والحزن[2] .

نَمُرُّ بمجموعةٍ متنوعةٍ مِن المشاعِر على مَدار اليوم، في الغالِب تَكون هذه المشاعر عابِرةً،  ولكنْ عندما تُصبِح هذه المشاعر سَلبيةً للغاية، وتَستمِر لفترةٍ طويلةٍ، فبإمكانها أنْ تؤثِر بشكل كبير على الكيمياء الحيويّة للجسم، والسلوكيّات لديّنا، وتَحَكٌم مناطق مُعينة مِن الدماغ _مع وجود مستويات مِن المواد الكيميائيّة المُختلفة في دماغك_ في المشاعر، على سبيل المِثال: إذا كُنَّا في خَطرٍ، فإنَّ الدماغ يُطلِق (هرمونات الضغط – stress hormones) التي تبدأ (تفاعلات الهُروب والقِتال – fight or flight reactions) عن طريق إغراق مناطِق مُعيَّنة في الدماغ بالناقِل العصبيّ (أدرينالين – adrenaline)، وعندما يَنحسِر الخطر، تُثبَّط الدماغ الاستجابة للضغط، عن طريق إرسال إشارة مُهدِّئة في شكل مواد كيميائيّة أُخرى. ويَجِد العلماء دليلاً واضحًا أكثر فأكثر على تأثير مشاعرنا على جهازنا المناعيّ[2,3]. ومِن أهم وظائِف تِلك الهرمونات والمواد الكيميائيّة، أنَّها تُحافِظ  على عمل الجسم بشكل طبيعيّ والتي سَنعرِض مِنها بعض الأمثلة.

هرمون التكاثُر الأنثوي والمزاج الجيِّد: (الإستروجين – Oestrogen)

يُفرَّز مِن المِبيضين، وهو هرمون الجنس الأوليّ في الأنثى، ويَرجِع تأثير الإستروجين على العواطِف، إلى قُدرَتِه على زيادة إفراز (السيروتونين – serotonin) و(الإندورفين – endorphins)، وهما مواد كيميائيّة مُرتَبطة بتَحسُن المزاج، وهناك ثلاثة أنواع مِن هرمون الإستروجين لها نشاط هرموني وهم: (الإسترون – oestrone)، و(الإستراديول – estradiol)، و(الإستريول – estriol)، ويُعَّد الإسترون الأكثر فاعليّةً وانتشارًا بين الأنواع الثلاثة.

يَرتبِط هرمون الإستروجين أيضًا باضطرابات المزاج لَدى النساء، كما يَظهَر في (مُتلازمِة ما قَبل الحيض – premenstrual syndrome)، واكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum Depression)، وتَرتبِط المُستويات المُنخفِضة مِن هرمون الإستروجين بالاكتئاب، والقلق، وتَقلُّبات المزاج، ومع ذلك يُمكِن أنْ تُؤدِّي مُستويات هرمون الإستروجين المُرتفِعة إلى إحداث فَوضى في نظامنا، لِذا فإن التَوازُن الكيميائيّ الحَيويّ ضروريّ، ويُساعِد الإستروجين في الحِفاظ على مُستويات السيروتونين، و(الدوبامين – dopamine) و(النورإبينفرين – norepinephrine) عن طريق خَفض مُستوى (ـكسيداز أحادي الأمين – monoamine oxidase)، وهو الإنزيم المَسؤول عن تَثبيط تِلك الهرمونات[2] .

كيمياء
الإستراديول (3)

هرمون الإباضة والهرمون المُهدّئ: (البروجسترون – Progesterone)

هو هرمون جنسي أنثوي تُنتِجه غُدة مُؤقتَة داخِل المِبيض تُسمَّى (الجسم الأصفر – corpus luteum) والذي يَلعب دورًا رئيسيًا في التكاثر، وتَستجيب الدماغ بشدة لتركيزات البروجسترون، وعادةً ما يَنتُج الأرَق، والقلق، والصُداع النِصفيّ نتيجة اختلال التَوازُن بين هرمونيّ الإستروجين، والبروجسترون، ويَعمَل البروجسترون على مُوازنة عَمَل هرمون الإستروجين؛ حَيثُ إنَّ هرمون الإستروجين له تأثير مُثير على الدماغ، بينما البروجسترون له تأثير مُهدّئ، وأظهَرتْ الدراسات أن البروجسترون له تأثيرات مُضادة للقلق؛ عن طريق تَنشيط (مُستقبِلات حمض الجاما أمينوبيوتيريك – gamma-aminobutyric acid receptors) في الدماغ، وهو ناقل عصبيّ مُثبِّط يُساعِد على الاسترخاء، والنوم [2].

البروجسترون (3)

الناقل العصبي المُحفِّز: (الدوبامين – Dopamine)

هو ناقل عصبيّ، يُفرَز مِن (منطقة تحت المَهاد – hypothalamus)، ويُشارِك في عمليات التركيز، والانتباه، والتَذّكُر، والسَيّطرة على العضلات، والإباضة، ويَرتبِط باليقظة، والذاكرة، والإدراك، والسعادة، ويُمكِن أنْ يُؤدِّي انخفاض مُستوى الدوبامين في الجسم إلى الاكتئاب، وتَقلُّبات المزاج، ونَقص الانتباه، واللامُبالاة، وفُقدان الرِضا في أنشطة الحياة، كما يُؤدِّي انخفاض مُستواه إلى تَثبيط التفكير العقلاني، كما يَظهَر في حالة (انفصام الشخصيّة – schizophrenia). ورغم أنَّ الدوبامين مُهم في نظام المُكافأة في الدماغ؛ إلا أن استمرار ارتفاع مُستواه بشكل كبير قد يُؤدِّي إلى سُلوك إدماني.

الدوبامين (3)

كيفيّة زيادة مُستويات الدوبامين

تَعمَل العديد مِن المواد شديدة الإدمان على نظام الدوبامين؛ مِن خِلال مَنْح الشعور بالنجاح على اختلاف أشكاله، ويُمكِن زيادة نشاط الدوبامين بعدة طُرُق، وعلى سبيل المِثال مِنها: حَدِّد هدفًا، وحَقّقه، وقد يَبدو هذا مُرهِقًا، ولَكنْ يُمكِن تَحقيقُه عن طريق تَقسيم هدف كَبير إلى عدة أهداف صغيرة، ومع النجاح في كل هدف صغير، يَعمَل هذا النجاح على زيادة الدوبامين، فيُعطيك الدوبامين الدافِع للبحث عن المَزيد مِن الدوبامين عن طريق تَحقيق المزيد مِن أهدافك [4] .

استَمِع أيضًا إلى المُوسيقى: المُوسيقى التي تَجعَلك تَشعُر بالراحة، والموسيقى التي تُحرِّكك، والموسيقى التي تَمنَحَك قشعريرة، حيثُ قامَت إحدى الدراسات بتحليل مُستويات الدوبامين، عندما استَمَع المُشارِكون إلى الموسيقى التي أعطتهم هذا الشعور الموسيقيّ، وانتهت إلى أنَّه في وقت الاستِماع كانت مُستويات الدوبامين أعلى؛ حيثُ تَرتبِط الموسيقى ارتباطًا وثيقًا بأنظمة المُكافآت لَديّنا، وأظْهَرت دراسة أخرى أنَّ التمارين الرياضيّة قد تُزيد أيضًا مِن الدوبامين[4] .

ولا تُوجَد مصادر غذائيّة يُمكِن أنْ تُوفَّر الدوبامين مُباشرةً، ولكن تَناوُل الأطعمة الغَنيّة ب(التيروزين – tyrosine) و(الفينيل ألانين – phenylalanine)، وهما الأحماض الأمينيّة المَطلوبة لتصنيع الدوبامين، يُؤدِّي إلى ارتفاع الدوبامين، وتَتواجَد هذه الأحماض الأمينية في الأطعمة الغنيّة بالبروتين مِثل: لَحْم الديك الرومي، والدجاج، والحَليب، والجِبن، والبيض [2].

مُعالِج المعلومات العصبية: (الأستيل كولين – Acetylcholine)

هو الناقل العصبيّ الأساسيّ، الذي يُطلَق مِن النهايات العصبية في كلٍ مِن: الجهاز العصبيّ المَركزيّ، والمُحيطيّ. وهو مَسؤول عن حركة العضلات، واليقظة، والتركيز، والذاكرة. عندما تَكوُن مُستويات الأستيل كولين مثاليًة، يَتحسَّن المزاج، ويَرتفِع التركيز، ويزداد الذكاء، ولكنْ مع انخفاض مُستويات الأستيل كولين، تَنخفِض القُدرَة على التَعلُّم، والتَذكُّر، وتَنخفِض القُدرَة على التفكير، كما يَتحكَّم الأستيل كولين في الدوافِع، والعواطِف البِدائيّة مِثل؛ الغضب، والخوف. تُوجَد علاقة عكسيّة بين الأستيل كولين، والسيروتونين؛ فإذا زَادَت كميّة أحدهما، نَقصَت كميّة الآخر[2] .

الأستيل كولين (3)

هرمون العاطفة: (الأوكسيتوسين – Oxytocin)

هو هرمون يُصنَع في منطقة تحت المَهاد، ويُطلَق مِن الغُدّة النُخاميّة في الدّم. يَلعَب دَورًا في التكاثر الجنسيّ، وأثناء، وبَعد ولادة الطفل، ويَستَحضِر مشاعِر الرِضا، والهدوء، والأمن، وانخفاض مُستوى القلق. يُثبِّط الأوكسيتوسين المناطق الدماغيّة المُرتبِطة بالتَحكُّم السلوكيّ في الخوف، والقلق، ويُخَفِّف مِن الضغط. ويُمكِن الحُصول على الأوكسيتوسين عن طريق الأنف، الذي يَعمَل على تَقليل الخوف؛ عن طريق تَثبيط اللوزة، وهي المنطقة الدماغيّة المَسؤولة عن استجابات الخوف، ويَعمَل أيضًا على زيادة الثقة، والتَفاعُل الاجتماعيّ، وهو مَسؤول عن الجاذبيّة الرومانسيّة، والارتباط الزوجيّ اللاحِق. ويُعَد (3،4 ميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين – 3,4-Methylenedioxymethamphetamine)  دواء إدمانيّ يَزيد الشعور بالحُب، والتعاطُف، والاتصال، عن طريق تَحفيز نشاط الأوكسيتوسين في الدماغ. يُشارِك نَقْص الأوكسيتوسين في الفيزيولوجيا المَرضيّة للاكتئاب، ويَرتبِط بضَعف التَواصُل، والمَزيد مِن القلق، والخوف، واضطراب النوم، ورغبة السُكْر والتَهيُّج[2].

الأوكسيتوسين (3)

كيفيّة زيادة مُستويات الأوكسيتوسين

هُناك عِدة طُرُق يُمكِنك مِن خِلالها تَعزيز مُستويات الأوكسيتوسين بشكل طبيعي مِنها:

المُشارَكة في الأنشطة الجَماعيّة، وإذا كانت بَدنيّة، فهي أفضل.

احْرِص على تخصيص بعض الوقت لاحتِضان أحبائك.

احْصُل على كلب (أو حيوان أليف آخر)

في الواقِع، إذا كُنتَ تَمتلِك كلبًا، فمِن المُحتَمَل أنْ تَكون مُستويات الأوكسيتوسين الخاصة بِك وبكلبك، هي آخر شيء يَجِب أن تقلق بشأنه؛ حيثُ أظهَرَت الدراسات إنَّه ليس فقط مُداعَبة، وقضاء الوقت مع الكلب، يَرفَع مُستويات الأوكسيتوسين في كليهما، ولكِنْ ببساطة مُجرَّد التَحديق في بعضهما البعض يُؤدَّي إلى ارتفاع مُستويات الأوكسيتوسين[4] .

مُنظِّم نشاط الدماغ: (حمض الجاما أمينوبيوتيريك – Glutamic Acid)

هو ناقل عصبيّ مُثبِّط يُنتَج مِن (حمض الجلوتاميك – Glutamic Acid)، وهو حمض أميني في الجسم، يُبطِّئ نشاط (الجهاز الحُوفي – Limbic System)؛ مما يُؤدِّي إلى تَقليل الشُعُور بالخوف، والقلق، والذُعر، ويَعمَل كمُهدِّئ طَبيعيّ، ويُثبِّط هرمون (البرولاكتين – Prolactin)، الذي يُحفِّز سَلَس البُول أثناء الليّل. حمض الجلوتاميك، وفيتامين B6 يُساعِدان في تَصنيع حمض الجاما أمينوبيوتيريك، ويُساعِد الزنك أيضًا في إفراز حمض الجاما أمينوبيوتيريك، ويَمنَع إفراز (الجلوتامات – Glutamate) وهو ناقل عَصبيّ مُثير. وتُشير الدراسات أنَّ مُعظَم مَرضى (اضطراب ثُنائِي القُطب – Bipolar Disorder) لديّهِم مُستويات مُنخَفِضة مِن حمض الجاما أمينوبيوتيريك، وهذا يُفسِّر سَبب قلَقهم المُستمِّر [2].

حمض الجاما أمينوبيوتيريك (3)

هرمون الذُكورة الأساسيّ: (التستوستيرون – Testosterone)

تُنتِجُه الخِصيتان عِند الرِجال، وبدرجة أقل عن طريق المِبيضين عند النِساء، يُساعِد في بِناء العضلات، وزيادة الرغبة الجنسيّة، وزيادة كُتلة العِظام، وقُوة العضلات، ومُستوى الطاقة. يُؤثِّر التستوستيرون أيضًا على أجزاء الدماغ المَسؤولة عن تَنظيم العواطِف، ويُلاحَظ أنَّ الأشخاص الذين لَديّهم مُستويات عالية مِن هرمون التستوستيرون، لَديّهم نشاط أقل بشكل مَلحُوظ في (منطقة القِشرة الجَبهيّة – Prefrontal Cortex)، وتَواصُل أقل بين هذه المنطقة، واللوزة، مما يَزيد في نهاية المَطاف مِن فُرَص العُدوانيّة، والاكتئاب، والاندفاع، والغَضَب، وتَقلُّبات المزاج. يُمكِن أنْ يَكون للمُستويات القليلة مِن التستوستيرون أيضًا تأثير ضار على الحَيويّة العاطفيّة للذكور، مما يُؤدِّي إلى المزيد مِن السلبيّة، والاكتئاب، والغضب، والتَهيُّج، والشُعور بعدم الأمان، والقلق [2].

التستوستيرون (3)

الهرمونات المُقاوِمة للضغط: (نورإبينفرين – Norepinephrine) و(إبينفرين – Epinephrine)

نورإبينفرين أو النورأدرينالين هو (كاتيكولامين – catecholamine ) يَعمَل كناقل عصبيّ، وكذَلِك هرمون يُشارِك في نظام الإثارة في الدماغ، و(الجهاز العصبيّ الوديّ – sympathetic nervous system)، حيثُ إنَّه مَسؤول عن زيادة ضغط الدّم، والتنفُّس، ومُعدَّل التَنفُّس، أما كهرمون، فيَتِّم إفرازُه عن طريق (الغُدّد الكَظرية – adrenal glands) ويُشارِك في تفاعُلات الهُروب، والقِتال لمُواجهَة الضغط.

نورإبينفرين (3)

أما الإبينفرين أو الأدرينالين فيُفرَز عن طريق (النُخاع – Medulla) مِن الغُدَّد الكَظرية، ويَتصاعَد في وقت الذُعر، والطوارِئ. يُثيِر استجابة الضغط، ويُحَفِّز إثارة المشاعر الشديدة، مِثل: الخوف، أو الغضب. في حالة النَقص الحاد في النورادرينالين، والأدرينالين، فقد يُؤدِّي ذَلِك للإصابة بالاكتئاب، بينما في حالة الزيادة لُوحِظ اضطرابات المزاج مِثل الفِصام[2] .

الأدرينالين (3)

مُسكِّن الآلام: (الإندورفين – Endorphins)

هو ناقِل عصبيّ، يُنتَج كاستجابة لبعض المُحفِّزات خَاصةً: الإجهاد، والخوف، والألم، ويُنشَأ في أجزاء مُختلِفة مِن الجسم منها: (الغُدَّة النُخاميّة – The Pituitary Gland)، و(الحَبْل الشَوكيّ – Spinal Cord)، وفي أنحاء أُخرى مِن الدماغ، والجهاز العصبيّ، ويَتفاعَل بشكل أساسيّ مع المُستَقبِلات في الخلايا المَوجودَة في مناطِق الدماغ المَسؤولة عن مَنع الألم، والسيّطرة على العاطفة. يَمنَع الإندورفين الألم، ولَكنَّه مَسؤول أيضًا عن مشاعر السعادة. يُعتَقَد أنَّ مشاعِر المُتعَة هذه مَوجودَةً لإخبارِنا عندما نَفعَل شيء جيِّد، ولتَشجيِعنا على مُتابعَة هذا الشيء الجيِّد مِن أجل الشُعور بالمُتعَة المُصاحِبة لهُ.

الإندورفين (3)

كيفيّة تَحفيز إنتاج الإندورفين

عندما نَتدرَّب، يُطلِق الجسم الإندورفين، فيُساعِد الجسم على تَحمُّل آلام التَمرين، ثُمَ نَستمتِع بالتَمرين؛ لأن الإندورفين يَجعَلنا سُعداء، ولِهذَا فإنْ مُمارَسة الرياضة وسيلة جيَّدة لتَحفيز إنتاج الإندورفين، كما أنْ الضِحك هو طَريقة جيِّدة أُخرى لتَوليِد الإندورفين، ولِذَلِك فإنَّنا نَحتَاج يوميًا إلى قَضاء 30 دقيقة في مُمارَسة التمارين الرياضيًّة، أو قِراءة، أو مُشاهَدة أشياء مُضحِكة، وذلك للحُصول على الجُرعة اليوميّة من الإندورفين[2] .

مُفتاح للعواطِف المُتوازِنة

يُمكِن للمرء أنْ يُساعِد في الحِفاظ على صِحتُه العاطفيّة إلى حد ما، عن طريق تغيير مُستويات هذه المواد الكيميائيّة الرئيسيّة، مِن خلال نظام غذائيّ مُتوازِن، والحَد مِن الإجهاد، ومُمارَسة اليُوغا، والتأمُل[2].

 

المصادر:

  1. Your Emotional Brain: AMNH. (n.d.). Retrieved from https://www.amnh.org/exhibitions/brain-the-inside-story/your-emotional-brain
  2. Team, A. W. (n.d.). Hormones and Chemicals Linked with our Emotion. Retrieved from https://www.amrita.edu/news/hormones-and-chemicals-linked-our-emotion
  3. Chemistry of Emotions. (n.d.). Retrieved from http://www.santellihealingcenter.com/articles/chemistry-of-emotions
  4. Happiness hormones: the neurochemicals of happiness [Internet]. happiness.com. [cited 2020 Apr 28]. Available from: https://www.happiness.com/en/magazine/science-psychology/happiness-hormones/
شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي