لأول مرة، علماء يطورون خلايا جذعية متعددة الإمكانيات من خلايا جنين بشري

لأول_مرة،_علماء_يطورون_خلايا_جذعية_متعددة_الإمكانيات_من_خلايا_جنين_بشري

الخلايا جذعية

تمكن علماء في جامعة كامبريدج -لأول مرة في العالم- من إظهار إمكانية الحصول على خلايا جذعية متعددة الإمكانيات من خلايا جنين بشري، ويُعتبر هذا النوع من الخلايا أحد أكثر أنواع الخلايا الجذعية مرونةً، حيث يمكنه التطور لأي نسيج في الجسد البشري عدا المشيمة.

 

بالإضافة لكونها مصدر محتمل للخلايا الجذعية في مجال الطب التجددي، فإن هذه التقنية قد تفتح طرقًا جديدةً في النظر لعلاج بعض الحالات مثل متلازمة داون.

 

لقد كان لدينا القدرة على اشتقاق خلايا متعددة الإمكانيات منذ ثلاثين عامًا، ولكن من خلايا الفئران. وكان ذلك باستخدام طريقة طورها (السير مارتين إيفانز (Martin Evans- والبروفيسور )ماثيو كوفمان (Matthew Kaufman- أثناء الوقت الذي قضياه في جامعة كامبريدج، ولكن هذه أول مرة تتمكن تلك القدرة من أن تصل إلى الخلايا البشرية.

 

الخلايا الجذعية متعددة الإمكانيات التي تُستخدم في الطب التجددي أو في البحث الطبي الحيوي تأتي من مصدرين:

-خلايا الجنين الجذعية، وتُشتق تلك من البويضات المُخصبة والغير مرغوب فيها في عمليات التخصيب الخارجي.

-والخلايا المُستحثة الجذعية، وهي خلايا جلد تم برمجتها لكي تعود لشكلها الأصلي متعدد الإمكانيات.

ولكن بعد كل شيء، فهذه الخلايا مُجهزة ومُعدة من الأساس لكي تصبح أنواع محددة ومعروفة من الخلايا، أي أنها تحتوي على المعطيات التي توفر لها مسارًا محددًا في مسار التميز الخلوي. وعلى النقيض من هذا، فإن كل هذه المعطيات يتم محوها في الخلايا متعددة الإمكانيات، مما يجعل من السهل على العلماء أن يقوموا بتوجيه الخلايا نحو مسار خلية محددة تقع في محل الاهتمام.

 

منذ فترة قصيرة، تم خلق الخلايا الجذعية متعددة الإمكانيات عن طريق إعادة البرمجة ولكنه لم يكن من المعروف هل يمكن استخلاص تلك الخلايا مباشرةً من الجنين البشري أم لا؟

 

حين يتم تخصيب بويضة بواسطة حيوان منوي، فإنها تبدأ في الانقسام قبل حتى أن يتخذ الجنين شكلًا معينًا. في حوالي اليوم الخامس، تتجمع الخلايا الجنينة مع بعضها البعض لكي تقوم بتكوين الكيسة (Blastocyst) يحدث هذا قبل أن يتم زرع الجنين في الرحم. تتكون الكيسة من ثلاث أنواعٍ من الخلايا:

-خلايا ستنقسم لتصبح المشيمة وتسمح للجنين بالالتصاق بجدار الرحم.

-خلايا تقوم بتكوين كيس صفار الجنين (Yolk sac)، الذي يقوم بتزويد الجنين بالمواد الغذائية أثناء نموه في الفترة التي تسبق نضج الوظيفة الغذائية للمشيمة.

-وخلايا الأديم الظاهر (Epiblast) التي ستصبح لاحقًا خلايا الجسد البشري.

 

في الورقة البحثية التي تم نشرها في دورية الخلايا الجذعية، قام العلماء من مؤسسة )ويلكام تراست (مجلس البحث الطبي بمؤسسة الخلايا الجذعية في كامبريدج( Wellcome Trust-Medical Research Council Cambridge Stem Cell Institute)  بنجاح أن يحصلوا على خلايا من الكيسة في اليوم السادس، ثم تمكنوا من زراعتها بصفة فردية في مزرعة خارجية. وعن طريق فصل تلك الخلايا، فقد تمكن العلماء من إيقاف (التحاور) بين الخلايا وبين بعضها البعض، مما منعهم من السير في مسارهم المحدد للتطور.

 

لقد ساورت العديد من الناس الشكوك في قدرتنا على القيام بهذا السبق العلمي بسبب امتلاكنا للتكنولوجيا اللازمة لفعل ذلك ولكن على الرغم من ذلك، لم نتمكن من حصد خلايا جذعية لمدة ثلاثين عامًا إلا من الفئران. ولكن تمكن العلماء من حصد خلايا بشرية وزراعتها بصفة فردية مما فتح العديد من التطبيقات في مجالات الطب التجددي لكي يتم علاج الأمراض البشرية.

 

نظريًا، الخلايا الجذعية متعددة الإمكانيات لايوجد عليها قيود في أنواع الأنسجة البالغة التي يمكنها أن تتحول إليها، مما يوفر استخدامات علاجية واعدة لهذه التقنية في الطب التجددي لعلاج الحالات الصعبة التي تؤثر على الأعضاء والأنسجة المختلفة، وخاصةً تلك الأنسجة التي تمتلك قدرة تجددية ضعيفة، كالقلب والمخ والبنكرياس.

 

تقول دكتورة (جيني نيكولز (Jenny Nichols- الكاتبة المساعدة الكبيرة في تلك الدراسة »أحد أكثر التطبيقات إثارةً في هذه التقنية الجديدة سيكون دراسة الأمراض التي تنشأ من الخلايا التي تحتوي على عدد غير طبيعي من الكروموسومات«. ففي الطبيعة، تحتوي الخلية على 23 زوج من الكروموسومات المتطابقة (22 زوج، وزوج من الكروموسومات الجنسية)، ولكن بعض الأطفال يولدون بنسخ إضافية، وذلك قد يقوم بتوليد مشاكل، على سبيل المثال، الأطفال الذين يولدون بمتلازمة داون يملكون ثلاث نسخ من الكروموسوم 21. فحتى في المراحل الطبيعية المبكرة للأجنة، فإن العلماء يجدون عددًا غير طبيعيٍ من الكروموسومات. وتمكن العلماء من فصل الخلايا وزراعتها بشكل منفرد سيسمح لهم بأن يقوموا تلقائيًا بتوليد خطوط خلايا سليمة وخطوط خلايا متأثرة. وسيسمح هذا بتوليد ومقارنة نموذجين من الأنسجة؛ أحدهم سليم والآخر متطابق معه جينيًا، باستثناء وجود كروموسوم زائد. قد يقوم ذلك بتوفير معلومات جديدة في حالات كمتلازمة داون.

 

ترجمة: عمرو خالد

تدقيق: Sherif M.Qamar

تصميم : عمرو خالد

المصدر:

http://sc.egyres.com/4CWUG

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي