تقنيات مختلفة لصناعة لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد

تقنيات مختلفة لصناعة لقاح مضاد لفيروس كورونا

يعمل العلماء على تطوير أكثر من 100 لقاحٍ مضادٍ لفيروس كورونا المستجد باستخدام مجموعة من التقنيات، بعضها مُعتمَد للاستخدام الطبي والبعض الآخر لم يُصرَّح لاستخدامه من قبل.

تستهدف الغالبية العظمى من تلك اللقاحات البروتينات التي تُغطي سطح الفيروس، التي تساعده على اختراق الخلايا البشرية وتُدعى بروتينات الحَسَكَة (spike proteins). ولكي يستطيع الجهاز المناعي التصدي للفيروس؛ يعمل على إنتاج أجسام مضادة تلتصق بتلك البروتينات وإيقاف عمل الفيروس.

لقاحات الفيروسات الحية (Whole-Virus Vaccines)

تعتمد تلك اللقاحات على التعديل في تركيب الفيروس التاجي بأكمله؛ لكي تُحفِز الاستجابة المناعية ضده.

تقنيات مختلفة لصناعة لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد

اللقاحات غير النشطة، واللقاحات الحية المُستضعفة (Inactivated and Live Attenuated Vaccines)

تتضمن أغلب اللقاحات المستخدمة مؤخرًا النسخة غير النشطة أو المُوهَنة من الفيروس، التي لا تمتلك القدرة على إحداث مرض. وحتى تتصدى لها الخلايا المناعية؛ فإنها تنتج الأجسام المضادة.

يتطلب صنع تلك اللقاحات إنماء الفيروسات وبكميات كبيرة. حيث إن لقاحات الإنفلونزا (Influenza vaccines) تنمو عادة في بيض الدجاج، في حين تنمو لقاحات أخرى في خزّانات مليئة بالخلايا المُعلَّقة. وقد تستغرق تلك التحضيرات أشهرًا لإنتاج مجموعة من اللقاحات الجديدة.

على سبيل المثال: اللقاحات التقليدية للإنفلونزا، والجُدري المائي (chickenpox)، والحَصبَة (measle)، والنُكَاف (mumps)، والحصبة الألمانية (rubella)؛ حيث تندرج كل هذه التطعيمات ضمن هذا النوع من اللقاحات.(1)

الشركات التي تعمل على تطوير  لقاحات مضادة لفيروس كورونا المستجد (SARS-COV-2) باستخدام هذه التقنية هي: شركة سينوفاك (Sinovac) وبعض الشركات الأخرى.

اللقاحات الجينية (Genetic Vaccines)

وهي لقاحات تعتمد على استخدام الشفرة الجينية للفيروس التاجي.

تقنيات مختلفة لصناعة لقاح مضاد لفيروس كورونا

لقاحات الحمض النووي (DNA Vaccines)

فهي عبارة عن عدد من اللقاحات التجريبية المضادة للفيروس التاجي، التي لا تتعامل مع الفيروس ككل، ولكنها تعمل على إيصال أوامر جينية لبناء بروتين الفيروس. ويمكن لهذا البروتين بعد ذلك تحفيز الجهاز المناعي لإنتاج الأجسام المضادة، والمساعدة في بِدء دفاعات أخرى ضد هذا الفيروس.

ويعتبر لقاح الحمض النووي إحدى أنواع هذا التقنيات الجينية، حيث تُنقل حلقة من الحمض النووي المُعدلة جينيًا إلى الخلايا. بعد ذلك، تترجم الخلايا هذا الجين الفيروسي، وتصنع منه نسخة في جزيء يدعى الحمض النووي الريبوزي الرسول (mRNA)، ثم تستخدم الخلايا ال “mRNA”؛ لتصنيع البروتينات الفيروسية. وبهذا يكشتف الجهاز المناعي تلك البروتينات ويبدأ بعدها في شن دفاعاته.

 على سبيل المثال: صُرِّح استخدام لقاحات الحمض النووي للحالات البيطرية مثل: ميلانوما الكلاب (canine melanoma)، وفيروس غرب النيل في الخيل. لكن لا توجد أي لقاحات حمض نووي مصرحة للاستخدام البشري، ورغم ذلك، يُجري الباحثون التجارب لمعرفة فاعلية هذه اللقاحات ضد بعض الأمراض كفيروس زيكا (Zika)، وفيروس الإنفلونزا.(2)

الشركات: إنوفيو (Inovio)، وغيرها.

تقنيات مختلفة لصناعة لقاح مضاد لفيروس كورونا

لقاحات الحمض النووي الريبوزي (RNA Vaccines)

يريد بعض الباحثون تخطي خطوة الحمض النووي، وبدلًا من ذلك القيام بحقن ال”mRNA” مباشرة داخل الخلايا. وبذلك تقرأ الخلايا ال “mRNA” وتصنع بروتينات الحَسَكَة التي ستحفز الاستجابة المناعية.

مؤخرًا، أكملت شركة مودرنا (Moderna) للتكنولوجيا الحيوية عدة تجارب آمنة صغيرة على ثمانية متطوعين، وأظهرت تلك التجارب نتائج مُبشرة ضد الفيروس التاجي.(3)

يمكن إنتاج لقاح الحمض النووي، والحمض النووي الريبوزي إنتاجًا سريعًا باستخدام الطرق التلقيدية.

على سبيل المثال: توجد لقاحات الحمض النووي الريبوزي في التجارب السريرية لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) وغيرها من الأمراض، ورغم ذلك، لا يوجد أى من تلك اللقاحات مُصرَّحة للاستخدام.(4)

الشركات: شركة مودرنا، وفايزر (Pfizer)، وبيونتك (BioNTech) معًا، وشركة كيورفاك(CureVac)، وغيرهم.

لقاحات الوسيط الفيروسي(Viral Vector Vaccines)

يستخدم هذا النوع من اللقاحات فيروس آخر ليقوم بنقل جينات الفيروس التاجي إلى الخلايا.

تقنيات مختلفة لصناعة لقاح مضاد لفيروس كورونا

لقاحات تستخدم الفيروس الغُدِّي (adenovirus) وغيره من الفيروسات(5)

يقوم الباحثون منذ تسعينيات القرن الماضي بالبحث في كيفية استخدام الفيروسات؛ لتوصيل الجينات للخلايا لتحفيز مناعة الناس ضد الأمراض؛ حيث تُعد الفيروسات جيدة جدًا في اختراق الخلايا.

ولخلق لقاح مضاد للفيروس التاجي، أضافت عدة فرق بحثية جين بروتين الحَسَكَة للفيروس الغُدي؛ فانسلّ الفيروس الغُدِّي داخل الخلايا وأفرز الجين. ولأن الفيروس الغُدِّي يفتقد إحدى جيناته الخاصة؛ فلن يتمكن من مضاعفة نفسه وبالتالي فهو آمن على الخلايا.

على سبيل المثال: تُستخدم هذه الفئة من اللقاحات في تطعيم الحيوانات ضد السُعار (rabies) وسُل الكلاب (distemper).

طورت شركة جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson) لقاحات ضد كلًا من فيروس نقص المناعة البشرية (H.I.V) وفيروس الإيبولا (Ebola)، وذلك باستخدام الفيروس الغُدِّي؛ حيث ثَبُتَ استخدامهما الآمن على الإنسان، وهما الآن في تجارب إثبات فاعليتهما.

الشركات: جونسون آند جونسون، وكانسينو (CanSino)، وجامعة أكسفورد (Oxford)، وغيرهم

اللقاحات القائمة على البروتين (Protein-Based Vaccines)

تستخدم هذه اللقاحات بروتين الفيروس التاجي أو جزءًا منه.

تقنيات مختلفة لصناعة لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد

لقاحات الجسيم الشبيه بالفيروس (Virus-Like Particle Vaccines)

تُعد بعض اللقاحات عبارة عن جسيمات تحتوي على قطع من البروتينات الفيروسية، حيث لا تستطيع التسبب بالمرض؛ لأنها ليست فيروسات حقيقية، ولكنها ما تزال قادرة على تحفيز الجهاز المناعي تمامًا كما يفعل الفيروس التاجي.

على سبيل المثال: لقاح فيروس الوَرَم الحُلَيمِي البشري (HPV).  (6)

الشركات: ميديكاجو (Medicago)، ومعهد دوهرتي (Doherty Institute)، وغيرهم.

تقنيات مختلفة لصناعة لقاح مضاد لفيروس كورونا

لقاحات الحمض النووي المؤتلف أو معاد التركيب (Recombinant Vaccines)

يمكن تعديل الخميرة أو خلايا أخرى جينيًا؛ لكي تحمل الجين الفيروسي وتنتج البروتينات الفيروسية؛ ثم تُحصد تلك البروتينات بعد ذلك وتُوضع داخل لقاح، سيحتوي لقاح الفيروس التاجي لهذه التقنية على بروتينات الحَسَكَ بأكملها أو قطع صغيرة منها.

على سبيل المثال: بعض لقاحات الهربس (shingles)، والتهاب الكبد الفيروسي ب  (7)

الشركات: شركة نوفافكس (Novavax) وغيرها.

 

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي