ربما تتعجب بعد أكل وجبتك المعتادة بأنك ما زلت تشعر بالجوع، أو ما زالت لديك رغبةُ في الأكل، وقد تتساءل ما السبب في شعورك هذا، إذا كنت حقًا تريد الإجابة فأنت في حاجة إلى المقال التالي.
انتبه لما تتناوله من الأطعمة
من الأفضل أن تختار الأطعمة التي تتناولها؛ لأنها قد تكون سببًا في شعورك السريع بالجوع، فربما تكون لديك رغبةً في تناول بعض قطع الكعك المحلى، أو المشروبات السكرية، وكل هذا لن يمدكَ بالطاقة الكافية خلال يومك الطويل، فتنتهي هذه الطاقة سريعًا؛ لذلك سرعان ما تشعر بالجوع مرة أخرى، لذا فإن اختيار الأطعمة التي تأكلها سيفيدك في الشعور بالشبع أو مقاومة الجوع. فمن الأفضل لك اختيار الأطعمة الغنية بالألياف أو البقوليات، وكذلك الفاكهة والخضروات، وأيضًا الدهون الصحية المتواجدة في أطعمة مثل: السالمون أو المكسرات، أو الأفوكادو، أو البروتينات الخالية من الدهون مثل: البيض والدجاج المشوي والفاصولياء والتي تمدك بالطاقة طوال اليوم.
صدق ما سأقوله لك أو لا تصدق، ولكن هناك أطعمة تشعرك بالشبع عن أطعمة أخرى بنفس عدد السعرات، لذلك فإن اختيار الأطعمة المصنفة أنها تُشبع أكثر يساعدك على عدم الشعور بالجوع، وقد وضع العلماء مقياس للأطعمة، وهو مؤشر الشبع (satiety index)؛ لتصنيف الأطعمة حسب درجة إشباعها للجوع، ويمكنك حينئذ اختيار الأطعمة التي تُشعرك بشبع أكثر.
أنت تأكل بسرعة كبيرة
عندما تأكل الطعام بسرعة فإنك لا تعطي نظام جسمك الوقتَ الكافي لإدراك إذا ما حصل على القدر المناسب من الطعام أم لا، حيث تستشعر أجسامنا الشبع بعد تقريبًا عشرين دقيقة من بداية الأكل، لذا فمن الأفضل أن تأكل قطعًا صغيرة وتمضغها جيدًا وتستمع بطعامك خلال العشرين دقيقة، فإذا شعرت بالجوع بعد مرور هذا الوقت فربما تتناول شيء آخر.
ربما أنت عطِش وحسب
بعض الأوقات التي نشعر فيها بالجوع يكون هذا فقط لاحتياج أجسامنا إلى الماء، إلا أن أجسامنا ربما تفسر هذا على أنه شعور بالجوع وأنها تحتاج إلى الطعام، لذك جرب أن تشرب قدرًا من الماء أولًا، فإذا لا زلت تشعر بالجوع فيمكنك تناول الطعام، وقد يساعدك القدر الذي شربته من الماء في هذه الحالة على ألا تأكل كثيرًا.
لقد شاهدت أو شممت لتوّك طعامًا لذيذًا
ربما تشاهد إعلانًا في التلفاز أو الشارع عن الوجبات الشهية كما الحال في إعلانات المطاعم أو المنتجات الغذائية، أو ربما تشم رائحة الخبز أوالكعك الزكية عند مرورك بالخباز، وهذا كافي لأن يشعرك بالجوع بغض النظر عن احتياجات جسمك في هذه اللحظة، لذلك إذا كنت تريد أن تحافظ على نظامك الغذائي أو عدم شعورك بالجوع فربما يساعدك تجنب رؤية أو شم الأطعمة الشهية على ذلك.
لماذا أشعر بالجوع عندما أكون مضغوطًا أو مجهدًا؟
إذا كنا مجهدين أو مضغوطين، فإن أجسامنا تقوم في البداية بإشعارنا بالشبع وذلك نتيجة لإفراز هرمون الأدرنالين(بالإنجليزيّة: adrenaline)، ولكن سرعان ما تفرز أجسامنا هرمون الكورتيزول (بالإنجليزيّة: cortisol)، الذي يشعرنا بالجوع، ويدفعنا إلى التهام أي شيء أمامنا، ولكن عندما يزول الإجهاد ترجع مستويات هرمون الكورتيزول إلى وضعها الطبيعي، وكذلك شهيتنا أيضًا ترجع إلى وضعها الطبيعي.
هل أخذت قسطًا كافيًا من النوم؟
يؤدي عدم حصولك على القدر الكافي من النوم إلى اختلال الهرمونات المسؤولة عن الجوع والشبع لديك، وهما اللبتين (بالإنجليزيّة: Leptin)، وهرمون الجيرلين (بالإنجليزيّة: ghrelin) وقد يؤدي ذلك إلى شعورك بالجوع.
أنت مشحون بالمشاعر
يتجه الكثير من الناس إلى الأكل عندما يشعرون ببعض المشاعر السلبية مثل: الإحباط، والملل، والحزن، والإكتئاب مما يدفعهم إلى الأكل دون حاجتهم الجسدية لذلك. لذا عليك تفقد شعورك جيدًا إذا ما كنت تشعر بالجوع أو لا، فإذا كنت لا تشعر بالجوع، فجرب حينها عمل شيء ممتع بالنسبة لك، كذلك عليك استشارة طبيب إذا كنت ترى نفسك مشحونًا دائمًا بمثل هذه المشاعر.
ربما يكون للحمل أيضًا سببًا في ذلك
قد يكون الحمل سببًا في جوعك أو حتى تغيير طريقة أكلك، فربما تشعرين بالغثيان خلال الأسابيع الأولى من الحمل عند تناولك الطعام، وربما تشعرين بالجوع طوال الوقت، أو ترغبين فجأة في تناول أطعمة جديدة، أو تنفرين من أطعمة أخرى اعتدتي على تناولها سابقًا. لذلك قد يكون الحمل سببًا في شعورك بالجوع، وحاجتك الدائمة للطعام.
الأدوية قد تكون سببًا
تؤثر بعض الأدوية على شهيتك وشعورك بالجوع، ومن هذه الأدوية: أدوية الاكتئاب واضطرابات المزاج ومضادات الهيستامين ومضادات الذهان، وبالتالي قد يفسر هذا شعورك بالجوع عند تناول هذه الأدوية.
النشاط الزائد للغدة الدرقية
قد يُفسِر شعورك بالجوع النشاط الزائد للغدة الدرقية، فقد يجعلك هذا النشاط الزائد متقلب المزاج ويشعرك بالإرهاق والعصبية بالإضافة إلى الشعور بالجوع طوال الوقت، لذلك لا تتردد في زيارة الطبيب إذا وجدت لديك هذه الأعراض السابقة.
كيف يؤثر ارتفاع مستوى السكر في الدم على شعورك بالجوع؟
عندما تتناول الحلويات أو الكربوهيدرات النشوية مثل: الكعك المحلى، أو المشروبات الغازية، فإن من شأن ذلك أن يضخ كمية كبيرة من السكر في الدم؛ مما يدفع الجسم لإفراز هرمون الأنسولين (بالإنجليزيّة: insulin) الذي يساعد الخلايا في استخدام هذه السكريات كوقود للنشاط اليومي أو تخزينها لوقت لاحق. ولكن نظرًا لهذه الكمية الكبيرة من السكر التي تدخل جسمك دَفعة واحدة فمن الممكن أن يفرز جسمك كميات كبيرة من الأنسولين التي تؤدي إلى خفض مستوى السكر في الدم، وهذا سيشعرك بالجوع نظرًا لاستشعار جسمك انخفاض مستوى السكر في الدم ومن ثم حاجته للطاقة.
كيف يؤثر انخفاض مستوى السكر في الدم على شعورك بالجوع؟
عند انخفاض مستوى السكر في الدم (بالإنجليزيّة: hypoglycemia) فقد يشعرك هذا بالجوع نتيجة لحاجتك إلى الطاقة، وأيضًا قد تشعر بالضعف أو الإرهاق أو الشعور بالدوخة، لذلك عليك مراقبة مستوى السكر في الدم، وإذا انخفض يمكنك تناول بعض الكربوهيدرات، وقد يكون ذلك الانخفاض نتيجة لأدوية تستخدمها لذلك استشر طبيبك في تغيير هذه الأدوية.
ربما تكون مريض بالسكري
إذا كنت مريضًا بالسكري فهذا يعني أن جسمك لديه مشكلة في الطاقة، فربما تأكل جيدًا وبكمية مشبعة إلا أن جسمك يعاني من مشكلة تحويل هذا الطعام إلى طاقة تستغلها خلاياك خلال النشاط اليومي؛ وبالتالي يشعر جسمك بحاجته إلى الغذاء؛ فيدفعك إلى مزيد من الأكل. وحينها تصاب بالنهام (بالإنجليزيّة: Polyphagia) وهو الشعور الشديد بالجوع، فإذا كنت تعاني من هذا العرض، أو تعاني من فقدان الوزن، أو كثرة التبول، أو الإرهاق فعليك استشارة طبيب.
ترجمة: عبدالسلام حمروش
مراجعة علميّة/تحرير: نسمة محمود
تدقيق لغوي: هاجر زكريا، مريم سمير.