لماذا غرقت التايتنك

Template-new

||||

لعلنا نتسائل لماذا غرقت التايتنك –Titanic ؟ وقد تم تصميمها بحيث لا تغرق «طبقا للشركة المصنعة للسفينة» وهل تسبب إصطدامها بالجبل الجليدي في غرقها؟ أم كان مقدراً غرق التايتنك منذ لحظة إنطلاقها من الميناء؟ ولماذا أخذت كل تلك الضجة الإعلامية؟ ولماذا سميت بهاذا الإسم ؟ تابعنا في هذا المقال لكي تعرف الإجابات عن كل تلك الأسئلة وأكثر .

نبذة عن التايتنك:
سفينة التايتنك-RMS Titanic هي سفينة ركاب بريطانية عملاقة حيث أنها كانت أكبر باخرة نقل ركاب في العالم تم بنائها في ذلك الوقت , وقد تم بنائها في حوض هارلاند آند وولف–Harland and Wolff .
وإسم التايتنك يعني المارد وقد أطلق عليها هذا الإسم لإتصافها بثلاث صفات الفخامة والضخامة وعدم القابلية للغرق.
وقد كان المخطط أن تكون التايتنك إلى جانب أخواتها أوليمبيك وبريتانيك أكبر السفن وأكثرها رفاهية في ذلك الوقت.
ويبلغ وزن التايتنك-Titanic 52310 طن مقارنة بالسفينة كوين ماري2 – RMS Queen Mary 2التي يبلغ وزنها 148528 طن حيث أن سفينة ماري كوين 2 أكبر عابرة محيط منتظمة حتى الآن.

تصميم التايتنك :
تم تصميم السفينة من قبل ويليام بيري- William Berry مدير هارلاند آند وولف والمعماري البحري توماس اندروس- Thomas Andrewsمدير إنشاءات ورئيس قسم التصميم في هارلاند آند وولف بالإضافة إلى أليكساندر كارلايل- Alexander Carlyleالمخطط الأول والمدير العام للحوض وقد ترك المشروع قبل إطلاق سفينة التايتنك عام 1911 م .
الجدير بالذكر أن السفينة تحتوي على محركين بخاريين ذي أربعة اسطوانات بالإضافة إلى توربين بخاري منخفض الضغط و يعملون على تحريك مراوح الدفع , كما يوجد بها 29 غلاية يتم تشغيلها باستخدام 159 فرن لحرق الفحم والقادرة على دفع السفينة بسرعة قصوى تبلغ 23 عقدة (43 كم/ساعة) ثلاثة من الأربعة مداخن البالغ طول كل منها 19 متر (62 قدم) فقط هي التي تعمل، أما الرابعة والمستخدمة في التهوية فقد وضعت لجعل شكل السفينة مثيراً للإعجاب. وكانت الحمولة القصوى للتايتنك من الأشخاص تبلغ 3547 بما فيهم طاقم السفينة.
يحتوي الجزء السفلي على 16 مقصورة منفصلة لا يمكن نفاذ الماء من خلالها و في أسوأ الأحوال إذا تسرب الماء يمكن لقبطان السفينة عزل الجزء الذي به تسريب دون التأثير على باقي الأجزاء , وحتى في أسوأ الظروف يمكن للسفينة البقاء طافية ليومين أو ثلاث مما يوفر وقت كافي لتصل أقرب سفينة للمساعدة .
مما جعلها سفينة فريدة من نوعها ومدعاة لفخر صانعيها في ذلك الوقت.


أسباب غرق التايتنك:
قد يرى البعض أن سبب الغرق الرئيسي هو عدم الإلتزام بمعايير السلامة وعدم الإستجابة للتحذيرات المتتالية من السفن الأخرى بوجود جبال جليدية إلا أن أفراد الطاقم تجاهلوها ، هذه بعض الأسباب ولكن هل يوجد أسباب أخرى ؟
وهل كان مقدراً للتايتنك أن تغرق منذ لحظة إنطلاقها ؟
أحد الأسباب الرئيسية لغرق سفينة التايتنك هو الصلب المستخدم في صناعة بدن السفينة حيث بمقارنة التركيب الكيميائي للصلب الحديث مع الصلب المستخدم في صناعة التايتنك نجد إرتفاع نسب بعض العناصر عن النسب المسموح بها وأبرز هذه العناصر :
*النيتروجين : زيادة نسبته تؤدي إلى هشاشة الفولاذ و خاصة في درجات الحرارة المنخفضة
*الكبريت : زيادة نسبته تؤدي إلى هشاشة الفولاذ من خلال تعطيل البنية الحبيبية-Grain Structure
كما أن وجود نسب مرتفعة من الأوكسجين والفوسفور تزيد عن النسب المسموح بها أدت لتغير خواص الصلب في درجات الحرارة المنخفضة التي تعرض لها بدن السفينة أثناء الرحلة.
Modern Titanic (1996) Plate
0.09 0.21 C
0.51 0.47 Mn
0.013 0.045 P
0.013 0.069 S
0.280 0.025 Si
0.002 0.013 O
0.0089 0.0035 N
39 : 1 7 : 1 Mn:S

وعلى الرغم من أن معظم الفولاذ المستخدم في ذلك الوقت كان يحتوي على نسب مرتفعة من الكبريت إلا أن الفولاذ المستخدم في التايتنك كانت نسب الكبريت أكثر إرتفاعاً حيث يتحد الكبريت مع المغنيسيوم مكوناً كبريتيد المغنيسيوم الذي يساعد على إمتداد الشروخ .
Modern Titanic (1996) Plate
338 (49 ksi) 193 (28 ksi) Yield Strength (MPa)
441 (64 ksi) 417 (61 ksi) Tensile Strength (MPa)
27.0% 29.0% Total Elongation
66.0% 57.1% Reduction in Area

وعند تحليل الفولاذ المكون لبدن التايتنك ظهرت النتائج بأنه كان جيدا وقت بناء التايتنك ولكن صلابته كانت منخفضة جدا في درجة حرارة الماء ( درجتين تحت الصفر سيليزية) في شمال المحيط الأطلسي وقت وقوع الحادث.

لماذا أخذت التايتنك كل تلك الضجة الإعلامية :
أبحرت التايتنك في رحلتها الاولى والأخيرة بالطبع إلى وجهتها مدينة نيويورك بعد إحتفال ضخم في ميناء كوين ستون-Queen Stown حيث إصطف الناس لتوديع السفينة الأسطورية قبل إبحارها في المحيط .
وإصطدمت السفينة بالجبل الجليدي ولم يسمع الركاب صوت الإصطدام مما يدل على أن الإصطدام لم يكن شديد للغاية وتسبب الإصطدام بدخول الماء ل 6 مقصورات من أصل 16 مقصورة وهو ما يزيد عن الحد الأقصى الذي تتحمله السفينة مما تسبب في غرقها سريعاً.


وهناك العديد من الأخطاء التي تسببت في زيادة أعداد الضحايا ووسنذكر فيما يلي بعضها:
1) حملت التايتنك 20 قارب نجاة فقط بالرغم من أنها يمكنها حمل حتى 64 قارب نجاة تكفي لـ 4000 راكب .
2) في الوقت الذي كان يتم فيه إخلاء التايتنك كان يتم إرسال رسائل الإستغاثة-SOS وكانت سفينة إس إس كاليفورنيان تبعد بضعة أميال فقط ولكنها لم تلتقط رسائل الإستغاثة وبالرغم من أن التايتنك أطلقت صواريخ الإستغاثة وتم مشاهدتها من إس إس كاليفورنيان إلا أنها لم تستجب ظناً من طاقم كاليفورنيان أن التايتنك تحتفل.

أسطورة السفينة التي لا تقهر جعلت التايتنك محل أنظار العالم حيث زاد الإهتمام بها بعد غرقها حيث أصبحت من الأخبار الهامة والمثيرة ونشرت بعض الصحف عناوين مثل «السفينة التي لا تغرق ترقد في قاع المحيط ».

#الباحثون_المصريون
#فِكْر_مُخْتَلِفْ
إعداد : Mohamed Esam
مراجعة علمية : Joseph Halim
المصادر:
* http://sc.egyres.com/R33SN
* http://sc.egyres.com/mtQ5r
* http://sc.egyres.com/N8Jgt
* http://sc.egyres.com/GKuhJ
* http://sc.egyres.com/SBIaK
* http://sc.egyres.com/YYRH7

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي