لماذا لا يجب عليك أنْ تتناول الطعام قبل ذهابك إلى الفراش؟

081916_0155_3

إليك ما ينتهي إليه يومك، تصل إلى المنزل بحلول الثامنة مساءً تقريبًا، تحضر بعض العشاء مما في الثلاجة أو تتناول بعض المقبلات، تشاهد عدة حلقات من مسلسلك المفضل، ثم تذهب إلى الفراش، هذه الوجبة المسائية هي لمعظمنا أكثر الأمور أساسيةً على مدار اليوم، بل قد تكون هي الوجبة الأساسية بعد نهار عمل طويل.

هذه مشكلة كبيرة، على الأقل طبقًا لإحدى الأبحاث الأخيرة في دراسة على 420 شخص لديهم أوزان زائدة أو يعانون من السمنة كانوا قد شاركوا في برنامج لفقد الوزن، ووُجد أنّ الأشخاص الذين يصنَفون على أنهم يأكلون أكبر وجباتهم بعد الثالثة عصرًا يفقدون وزنًا أقل بكثير وبصورة أبطأ عن أولئك الذين يتناولون وجبتهم الأساسية قبل الثالثة عصرًا.

وفي دراسة لعادة الإكثار من الطعام في الليل على 350 شخصًا في عام 2005 وجدت أن تناول العشاء قبل ثلاث ساعات من وقت النوم ارتبط  بخطر أعراض ارتجاع حمض المعدة، وهي تلك الحالة الشائعة إلى حدٍ ما التي تسبب كل شيء بدءًا من حرقة المعدة (الحموضة) وعسر الهضم إلى الكحة وبحة الصوت وحتى الربو. (لمعرفة إن كان لديك ارتجاع لحامض المعدة يجدر بك الذهاب إلى الطبيب، ففي أسوأ الحالات قد يتسبب ارتداد الحامض إلى مشاكل أخطر تتضمن الإصابة بنوع نادر من السرطان).

ظلت نتائج الدراسة ثابتة حتى بعد التحكم في التدخين، ومؤشر كتلة الجسم (BMI) – وهو مؤشر لتمييز الوزن المثالي عن الوزن الزائد وعن السمنة وعن النحافة (ويكيبيديا)-، وغيرها من العوامل التي يمكن أن تؤثر على الحموضة.

في العام الماضي عرض الطبيب (جيمي كوفمان- Jamie A. Koufman) هذه المخاوف في مقال افتتاحي لصحيفة نيويورك تايمز، وصف فيها كوفمان كيف أنّ العشاء المتأخر يمكن أن يؤدي إلى تخريب الأنظمة التي تعتمد عليها أجسامنا في معالجة الطعام، خاصة عندما يتكون هذا العشاء من وجبة دسمة لا يتبعها أي نشاط أو حتى القليل منه، والهضم السليم هو خطوة بالغة الأهمية لامتصاص المواد الغذائية التي نحتاجها والتخلص من تلك التي لا تُمتص.

إنّ أجسامنا ليست مصممة لتناول وجبة كبيرة والارتماء بعدها على الأريكة.

إنّ الجلوس بعد تناول وجبة ما يساعدنا على الهضم، إذ يتيح للجاذبية أن تقوم بدورها في الحفاظ على محتويات المعدة في الأسفل. بالنسبة للأشخاص المصابين بالحموضة، يمكن للاستلقاء والنوم أن يتسبب في تسرب حمض المعدة إلى المريء- والذي يؤدي إلى تسرب ورجوع حمض المعدة من البلعوم إلى المعدة-  مسببًا الحالة التي تسمى ب(ارتداد حمض المعدة).

تحتاج المعدة إلى ثلاث ساعات لتفريغ محتوياتها من الطعام، لذا فإنه من الجيد الانتظار على الأقل حتى تنتهي هذه الثلاث ساعات قبل الاستلقاء أو النوم.

كذلك انتظار ساعات النهار دون أكل قد تُحيلك نهمًا بحلول الليل أو وقت قبل النوم؛ الأمر الذي قد يجعلك تأكل بسرعة وبكميات كبيرة؛ ضرر الأكل السريع هذا يتمثل في أنّ دماغك يستغرق ما يُقارب من العشرين دقيقة لتسجل امتلاء المعدة بالطعام، ثم إنك تظل تأكل حتى بعد شعورك بالامتلاء. تكرار هذا الفعل لأكثر من ليلتين في الأسبوع يؤدي إلى زيادة الوزن.

لمئات من السنين كنا نأكل وجبة واحدة، عادة في وقت الظهيرة.

إذا كان تناول وجبة كبيرة ومن ثمّ النوم في نهاية اليوم يبدو أمرًا صعب اجتنابه، فإنه من المفيد أن نتذكر أنه ولمئات السنين كان الغربيون يتناولون وجبة واحدة كبيرة في اليوم، وعادةً ما تكون في منتصف النهار.

الرومان على سبيل المثال كانوا يأكلون مرة واحدة فقط، وتكون عادةً في الظهيرة. وفي الفترة الاستعمارية من تاريخ أمريكا كانت تقدَم وجبة رئيسة في وسط اليوم. وكان وقت تناول الطعام لدى الأوربيين محصورًا تقريبًا على وقت الظهيرة، حيث الضوء الأكثر طبيعية المتاح لعملية الطهي، باستثناء المزارعين والعمال الذين يستيقظون مبكرًا ويتناولون وجبة خفيفة من بقايا وجبة الأمس.

معظم الغربيين في وقت الثورة الصناعية يُدْنون وجبة الإفطار للساعات الباكرة، إذ كان عمال الأعمال الثقيلة يحتاجون إلى وجبة خفيفة لتمدهم بالطاقة لأجل عمل اليوم الشاق، ولأن عمال المصانع لم يكن بإمكانهم العودة إلى المنزل وتناول الطعام في وسط اليوم كانوا يتناولون وجبة خفيفة تتوسط وجبة الصباح والوجبة الأساسية في المطعم أوالمقصف الذي بدأ في الظهور داخل المصانع في هذه الفترة، هذا الوقت قد يكون هو بداية ظهور وجبة الغداء في حياتنا اليومية.

بانتهاء الثورة الصناعية، تحولت الأعمال الثقيلة إلى الوظائف المكتبية، وظهرت الطبقى الوسطى والآن أصبحت وجبة العشاء المنزلية تلك من أكثر العادات سوادًا في مجتمعاتنا.

ترجمة: Hanan Gamal

مراجعة: إسراء حسن

تصميم: Wael Yassir

المصدر: http://sc.egyres.com/MIwaq

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي