يمكن الناس أن تفرّق بسهولة بين ملايين الألوان، ولكن لديهم صعوبة في تذكر درجات لون معين، وذلك لأن المخ يميل إلى تخزين ما نراه على أنه ضمن عدد قليل من درجات اللألوان؛ هذا ما إكتشفه فريق الباحثون بجامعة جونز هوبكنز.
فعلى سبيل المثال؛ يكوّن المخ البشري حساساً للفروق في درجات هذه الألوان (السماوي، النيلي، الكوبالتي، اللازوردي) ونحن نستطيع أن نصنفهم كلٌ على حده، أما عندما تستعيد ذاكرتنا هذه الألوان فنطلق عليها جميعاً “أزرق”. وجد الباحثون أن نفس الشئ ينطبق على أطياف الأخضر والبنفسجى والوردي. لهذا فأنت تجد صعوبة عندما تقوم بمطابقة لون طلاء غرفتك في محل ألوان الطلاء، و بمحاولاتك لانتقاء نفس اللون تجد نفسك بعد ذلك قد أخطأت في اختيار اللون الصحيح، وماذا إذا أخبرك والدك أنه يرى لوناً مختلفاً تماماً؟
وضّح فريق الباحثين أن الاختلاف في تذكر لون معين هو نتيجة لميل المخ البشرى إلى تصنيف اللألوان إلى درجات رئيسة. والأشخاص يتذكرون الألوان بدقة أكثر عندما تكون الألوان التى رأوها تندرج تحت تصنيفات اللألوان الخاصه بهم.
نتائج هذا البحث كان لها أثر واسع في فهم الذاكرة البصرية وأننا عندما نواجة العديد من الأشياء (اللألوان، الطيور، الوجوه،…) نميل إلى تذكّر هذه الأشياء على أنها أساسية و بدائية. وأنه ليس لأن المخ ليس به مساحة كافية لتخزين هذه الأشياء بل إنه يقوم بعمليه توافق بين التفاصيل الدقيقة وتحويلها إلى تفاصيل محدودة وأقل في الاختلافات اللفظية. فمثلاً لون البط النهرى يمكن أن نتذكره أزرق أكثر منه أخضر واللون المرجانى نتذكره وردياً أكثر منه برتقالي، وعلى ذلك فعندما نقوم بإختيار لون بعينه في العالم حولنا فهناك صوت بداخلنا يقول “إنه الأزرق” وهذا الذى يتحكم فيما نراه في النهاية.
ترجمة: Nabila Baghdady
مراجعة: Mohamed Mogahed
تصميم: X’q Joseph