قد يكون التعافي من الانفصال عملًا شاقًا، وليس في رأسك فقط، فقد يكون هناك أيضًا آثارٌ جسدية.
تقول كورتني نسبيت (أخصائية اجتماعية إكلينيكية مرخصة): «أنا أؤمن 100% بأن القلب المكسور والألم العاطفي يمكن أن يؤثران سلبًا على الصحة الجسدية. إن العقل عضو قوي للغاية وانكسار القلب هو عاطفة قوية للغاية، عندما يتحد الاثنان، قد ينتج رد فعل جسدي بالتأكيد».
الألم والدماغ
رغم أن الخبراء متفقون على أن الانفصال قد يسبب ألمًا جسديًا وآثارًا صحية أخرى، فإن السبب غير واضح.
وجدت أبحاث حديثة أن الأشخاص الذين مروا مؤخرًا بتجربة انفصال يختبرون نشاطًا مخيًّا مشابهًا للألم الجسدي عندما يشاهدون صورًا لأحبائهم، وتوصل الباحثون إلى أن الرفض والألم العاطفي والجسدي تتم معالجتهم جميعًا في نفس مناطق الدماغ.
ووفقًا للمؤلفة ميجان لاسلوكي التي ألفت كتابًا عن انكسار القلب، فقد يكون ذلك بسبب إثارة كل من جهازي التنشيط السمبثاوي والباراسمبثاوي في وقت واحد.
الجهاز الباراسمبثاوي هو جزء من جهازك العصبي يقوم بمعالجة وظائف الاسترخاء مثل: الهضم وإنتاج اللعاب، يبطئ سرعة ضربات القلب والتنفس. من ناحية أخرى، الجهاز العصبي السمبثاوي يجعل الجسم جاهزًا للعمل، إنها استجابة الهروب أو المواجهة التي ترسل هرمونات تتسارع عبر الجسد؛ لتزيد معدل ضربات القلب وتوقظ عضلاتك.
عندما يعمل الاثنان معًا، من المنطقي أن الجسد سوف يشعر بعدم الراحة، وربما حتى بألم في الصدر.
قد يكون انكسار القلب مرهقًا
على الرغم من أننا لا نعرف بالضبط لماذا يؤثر انكسار القلب في أجسادنا بهذه الطريقة، إلا أن التأثيرات كثيرة وقد تكون مرهقة.
«لقد تقابلت مع مرضى أصيبوا بسكتة دماغية أو أزمة قلبية من الضغط الناتج عن الانفصال.»
تقول (نسبيت) التي حذرت من أنه على الرغم من أن هذه الحالات من أقصى الحالات شدة وقوة «فإنها توضح مدى معاناتنا من الألم العاطفي».
تقول (جينيفر كيلمان) الأخصائية الاجتماعية الإكلينيكية أن انكسار القلب يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في الشهية، فقدان الدافع، فقدان الوزن أو زيادته، الإفراط في تناول الطعام، الصداع، ألم المعدة والشعور العام بالإعياء.
قد يكون علاج آثار انكسار القلب بالسماح للشخص بالحزن على فقدان العلاقة توازن صعب.
تقول (كيلمان):
«إن الاكتئاب، والقلق، والانسحاب من الأصدقاء والعائلة والأنشطة المعتادة هي بعض ردود الفعل العاطفية الأكثر شيوعًا لألم القلب بعد الانفصال.»
«هو موقف لا يحسد عليه صاحبه لأنه بينما نريد لشخص ما أن يشعر بما يشعر به ويحزن على هذه الخسارة، فإننا لا نريده أيضًا أن ينزلق في العزلة والاكتئاب والقلق.»
ماذا يمكن أن نفعل؟
تشير (كيلمان) إلى أن بقاءك نشيطًا حتى عندما لا ترغب في ذلك، والحفاظ على عادات الأكل السليمة، والانخراط مع الناس في دائرتك الاجتماعية يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر اعتلال الصحة بسبب الانفصال.
تضيف (نسبيت) قائلة:
«للأسف، العلاج الوحيد لانكسار القلب والألم العاطفي هو الوقت.»
غالبًا ما نحاول الدخول في علاقة بعد ذلك، تطيل الألم فقط. وتوصي قائلة:
«ما لم يكن هناك أطفال متورطون، فإن أفضل خيار هو الامتناع عن التواصل مع الشخص، وهذا يشمل وسائل التواصل الاجتماعي.»