ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
الاضطراب ثُنائي القطب أو ما يُعرف أيضًا باضطراب الهوس الاكتئابي أو الاكتئاب الهوسي، هو مرضٌ عقليٌّ خطير.
إنُّه اضطرابٌ مُعقَّدٌ ومُزمن، يمكن أن يؤدي إلى كثيرٍ من الأضرار متناهية السوء. مثلَ إقدامِ المريض على السلوكيات الخطرة؛ مما يؤدي إلى تصدُّع العلاقات الاجتماعية والمسيرة المهنية، ويصل الخطر إلى تكوُّن ميولٍ انتحارية فيم لو لم يتم علاجه في الوقت المناسب.
يتصف بتغيراتٍ متطرفة إلى أقصى الحدود في حالات المزاج والطاقة. تتأرجح الحالة ما بين نوباتِ الهوس ونوبات الاكتئاب. بين هذه النوبات المزاجية، يمكن للشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب أن يكون في حالاتٍ طبيعية.
نوبات المزاج
نوبة «الهوس»، هي حالة من حالات المزاج تتسم بأنها فترة ابتهاج. تمتاز بتزايدُ القلق والحيوية والثرثرة والتهور والإحساس بالقوة. وتصاحبها فورات من البذخ في الإنفاق، وقد يطرأ اندفاعٌ خطر في ممارسات الحياة الجنسية. حينئذٍ وعند نقطةٍ ما، يمكن لهذا المزاج المُحلِّق أن يهبطَ بشكلٍ لولبيٍّ إلى شيءٍ ما أكثر قتامةً، فتظهرعلى المصاب أعراضٌ مُختلفة كالانفعال والتشوش والغضب، مع فقدِ المتعة والاهتمام بالأنشطة والإحساس بأنه شخصٌ محصور.
نوبة «الاكتئاب»، هي حالة المزاج النقيضة، تتصف بأنها فترة حزن. تتميز بالبكاء وفقد الحيوية وفقدان المتعة، مع مشاكلٍ في النوم والإحساس بعدم الأهمية.
من المُلفتِ أنُّه وبسبب اختلاف أنماط ِالمزاج العالي والمنخفض بين الأشخاص، يُصبح ثنائي القطب اضطرابًا مُعقَّد التشخيص.
يقول الخبراء، بأن إحدى حالتي الهوس أوالاكتئاب قد تستمرعند بعض الأشخاص لفتراتٍ تتراوح بين الأسابيع والشهور، ونادرًا، لسنةٍ أو أكثر، بينما يكون الحال على شكلِ نوباتٍ متكررة وأكثر قصرًا للمزاج لدى البعض الآخرين.
في بعض الأحيان، تكون فترات الهوس منتجة جدًا.. وعلى نقيضِ توقُّع المراقب المتفائل بأن الأمور تسير على خيرِ ما يُرام، لأن الخطر يستمر في التزايد بتفاقم الهوس إلى الأسوأ، وتكون المفاجأة مؤلمةً جدًا. فقد تكون التغييرات دراماتيكية، مُشبَعةً بطابع اللامسؤولية المالية والسلوك القلق وأخطارٍ أخرى شخصية أو متصلة بالعمل وصولًا إلى الفوضى الجنسية.
على الضفةِ الأخرى، فإن مرحلة الاكتئاب مُرشَّحة لأن تكون مُساويةً في الخطورة. فهنا يبرز التهديد للحياة بصفة مخيفة، حيث تُلازم المصابَ أفكارٌ متكررة عن الانتحار.
إذا كنت أنت أو شخص تعرفه لديه أفكارعن الموت أو الانتحار، اتصل بأخصائي الرعاية الطبية، أو بشخصٍ محبوب أو بصديق.
سلوكٌ سيء أم مرض؟
تتساوى صعوبة اضطراب ثنائي القطب على المرضى، مع نظيرتها على عائلات الأطفال المصابين باضطراب ثنائي القطب.
تُعدُّ هذه القضية من أصعب القضايا للمواجهة والتقبل عند أُسَرِ مرضى الأمراض العقلية. فحين يكون الشخص منتجًا جدًا ثم يصبح غير عقلاني أو غيرمنطقي، تميل الأسرة بشكلٍ تقليدي إلى تفسير الشأن على أنه ليس مرضًا، بل هو مجرد سلوكٍ سيء لا أكثر.
ماذا أفعل؟
في هذا الموقع، إذا أصابت هذه الأوصاف عينَ الحقيقة في ذاتك أو لشخصٍ محبُوبٍ لك، اِحرص أن تكون مراجعة الطبيب النفسي مباشرة هي خطوتك الأولى في مسار الأمان. سواء أكان السبب هواضطراب ثنائي القطب، أوغيره من اضطرابات المزاج، فالمعالجة الفعَّالة متوفرة.
في معظم الحالات، يقتصر التَّداوي على خطة (روتين) مركّبة تتألف من شِقَّين رئيسين، هما تناول العقاقير وجلسات العلاج النفسي.
تساعد الخطةُ المريضَ على إيجاد الحل الأمثل في المدى البعيد والمحافظة عليه.
جديرٌ بالذكر، أنَّه بالرغم من أن الأدوية هي العمود الفقري للعلاج لكنه من الضروري لمصلحة المريض ولمنع التصعيد للحالة، تنظيمُ إيقاعِ الحياة والعادات اليومية للمصاب، كالاستيقاظ في وقتٍ ثابت والنوم بشكلٍ كافٍ، وحثّه على الاستمتاع بالعيش في اللحظة الراهنة والتعايش مع الواقع. بالإضافةِ إلى التركيز على الدعم الأسري في المثابرة على العلاج، وعلى الدعم المجتمعي كالمجموعات المساندة، سواء أكان ذاك في الواقع الحقيقي أم الافتراضي كيما نجنبه الإحساس بالوحدة.
ختامًا، يتوجب الإقرار بأن الإصابة باضطراب ثنائي القطب هو تحدٍ صعب، لكن إهمال المداواة سيجعل الحياة مسلسلًا بشعًا من الكوارث المتتابعة. المُبشِّر في هذا الموضع، أن ضبط الحالة ممكنٌ في ظِلِّ اتباع نظامِ الاستشفاء.
إذن، الأمر الحيوي هو أن تحشد جهودك في مواجهة المعضلة، فتعترف بوجودها وتُبادر بطلب المؤازرة الطبية المتخصصة فورًا.
إذا كنت أنت أو شخص تعرفه لديك أفكار عن الانتحار أو الموت، اتصل بأخصائي الرعاية الصحية، أو بشخص محبوب أو بصديق، أو بأرقام الاستغاثة الخاصة ببلدك. |
المصدر:
1. http://ow.ly/OJw9306wtja
2. gl/X3V3Hp
3. gl/5aXnFa
ترجمة وتصميم: Rima Rabah
مراجعة: Mohamed Sayed Elgohary
تحرير: يُمنى أكرم
# الباحثون_المصريون