ربما تُصاب في يوم من الأيام بمرض عصبي مثل ( اعتلالات الأعصاب الطرفية- (Peripheral neuropathy،نتيجة نقص فيتامينات B1، B2، B6  أو أمراض الغدة الدرقية والسكري وأمراض الحساسية والمناعة، وهو اضطراب في الأعصاب يؤدي إلى خلل حركي أو حسي أو الاثنين معًا، فتظهر الاضطرابات الحركية على شكل ضغف في العضلات، أما الاضطرابات الحسية تتمثل في الخدران والتنميل وتشويش الإحساس، فإذا أُصابك هذا المرض فلا تقلق فالعلماء على وشك اكتشاف علاج لحالتك.

هيا بنا نقرأ هذه الدراسة والتي نُشرت تحت إشراف (جامعة مينيسوتا- University of Minnesota)  بتاريخ 18 ديسمبر من عام 2015.

استطاع فريقُ من الباحثين تطوير طابعة ثلاثية الأبعاد والتي تُعد الأولى من نوعها، تساعد على إعادة نمو كلٍ من الوظائف الحسية والحركية للأعصاب المعقدة بعد الجراحات. هذا البحث من شأنهِ أن يساعد أكثر من 200 ألف شخص سنويًا يعانون من إصابات أو أمراض في الأعصاب.

.
وفقًا لـ )مايو كلينك- Mayo clinic) فإنّ إعادة تجديد الأعصاب عملية غاية في التعقيد، وبسبب هذا التعقيد فإنّ إعادة نمو الأعصاب بعد الإصابات أو الأمراض شيء نادر. وتلف الأعصاب غالبًا ما يكون دائم، ولكن الآن يبدو أنّ الأساليب المتقدمة للطباعة الثلاثية الأبعاد هي الحل لمثل هذه المشكلة.

(مايو كلينك Mayo clinic هى مجموعة طبية وبحثية لا تهدف إلى الربح، مقرها الرئيسي في روتشيستر بولاية مينيسوتا الأمريكية Rochester, Minnesota)

وفي دراسة جديدة نُشرت في مجلة (Advanced Functional Materials) استخدم الباحثون التصوير الثلاثي الأبعاد والطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج دليل سيليكون متخصص، مزروع مع إشارات كيميائية حيوية تساعد على إعادة تجديد الأعصاب. ولقد تمّ اختبار فعالية هذا الدليل في المختبر باستخدام الفئران.

ولكي  يحقق الباحثون هذه النتائج، استخدموا ماسح ضوئي ثلاثي الأبعاد لعكس تصميم وتركيب العصب الوركي للفأر، ثمّ استخدموا طابعة ثلاثية الأبعاد متخصصة لطباعة الدليل الخاص بالتجديد، وتمّ وضع إشارات كيميائية ثلاثية الأبعاد بهذا الدليل لتحفيز تجديد الأعصاب الحسية والحركية، ثمّ تم زراعة هذا الدليل جراحيًا داخل الفأر عن طريق تثبيته بالنهايات العصبية المقطوعة، وخلال فترة تتراوح من 10 إلى 12 أسبوع تحسنت قدرة الفأر على المشي مجددًا.

وقال أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة مينيسوتا University of Minnesota والذي أشرفَ على هذه الدراسة الأستاذ مايكل ماك ألبين-Michael McAlpine «تمثل هذه الدراسة دليلاً هامًا على مبدأ الطباعة الثلاثية الأبعاد للأدلة العصبية المتخصصة من أجل إعادة تجديد إصابات الأعصاب المعقدة». ويقول أيضًا «يومًا ما نأمل أن نمتلك ماسح ضوئي ثلاثي الأبعاد وطابعة ثلاثية الأبعاد في المستشفيات لخلق أدلة عصبية متخصصة لاستعادة وظائف الأعصاب».

إن المسح الضوئي والطباعة تستغرق ساعة واحدة، ولكن يحتاج الجسم البشري إلى عدة أسابيع لكي تنمو الأعصاب. يقولُ ماك ألبين «إن الدراسات السابقة أظهرت القدرة على إعادة نمو الأعصاب الخطية، ولكن هذه هي أول دراسة تظهر القدرة على تخليق أدلة متخصصة لإعادة إنماء الأعصاب المعقدة مثل العصب الوركي والذي يشبه حرف الواي Y  والذي يحتوي على فروع للأعصاب الحسية والحركية».
يقول أيضا «إن الخطوة المشوقة التالية هي زرع هذه الأدلة في البشر بدلاَ من الفئران».
وفي الحالات التي يكون فيها العصب غير قابل للمسح الضوئي يقول ماك «يومًا ما يمكن أن يكون هناك مكتبة للأعصاب الممسوحة ضوئيًا من أُناس آخرين أو من جثث أخرى، والتي يمكن أن تستخدمها المستشفيات لصناعة أدلة ثلاثية الأبعاد متطابقة إلى حد كبير للمرضى».

ولقد تمّ تمويل هذه الدراسة من المنح المقدمة من المعاهد الوطنية للصحة، وكالة مشاريع وأبحاث الدفاع المتقدمة، صندوق أبحاث الخلايا الجذعية بجامعة ميريلاند، وبرنامج التحديات الكبرى بجامعة برينستون.

ولقراءة المزيد عن دراسة بعنوان (طرق الطباعة الثلاثية الأبعاد لإعادة تجديد الأعصاب التشريحية)
(3D Printed Anatomical Nerve Regeneration Pathways)
قم بزيارة موقع Advanced Functional Materials

أو من خلال هذا الرابط :-  http://sc.egyres.com/cOn51

المصدر :-  http://sc.egyres.com/lzWiC

إعداد: Hatem gamal

مراجعة: Sherif M.Qamar

تصميم: Bothaina Mahmoud