الكونت (ليف نيكولايافيتش تولستوي – Лев Николаевич Толстой); في 9 سبتمبر 1828 وتوفي في 20 نوفمبر 1910 من عمالقة الروائيين الروس ومن أعمدة الأدب الروسي في القرن التاسع عشر والبعض يعدونه من أعظم الروائيين على الإطلاق. في أيلول من عام 1844، قُبل (ليف تولستوي) طالبًا في جامعة (كازان)-كلية اللغات الشرقية، قسم اللغتين التركيّة والعربيّة، ولقد اختار ليف تولستوي هذا الاختصاص لسببين: الأول لأنّه أراد أن يصبح دبلوماسيًا في الشرق العربي، والثاني، لأنّه مهتم بآداب شعوب الشرق ولكن طريقة التدريس لم تعجبه فهجرها إلى الأعمال الحرة عام 1847م.
وبدأ بتثقيف نفسه، وشرع في الكتابة. في تلك المرحلة الأولى من حياته كتب ثلاثية «الطفولة؛ الصبا؛ الشباب». سئم حياته تلك فالتحق بالجيش الذي كان في حرب في القفقاس وشارك في بعض المعارك ضد جيش المريدين بقيادة الإمام شامل. لكنه أحب القفقاس -القوقاز- وأثرت فيه حياة شعوب القفقاس وكتب عن تجاربه تلك موضوعات نُشرت في الصحف.
أهم أعمال تولستوي
ألَّف عن القوقاز كتابه «الكوزاك» 1863م الذي يحتوي على عدة قصص. وتُعد رواية «الحرب والسلام» 1869م من أشهر أعمال تولستوي، وتتناول هذه الرواية مراحل الحياة المختلفة، كما يصف الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت في أوروبا في الفترة ما بين 1805 و1820م. كما تناول فيها غزو (نابليون) لروسيا عام 1812م. ومن أشهر كتبه أيضًا «أنَّا كارنينا» الذي عالج فيه قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية في شكل مأساة غرامية كانت بطلتها هي (أنَّا كارنينا). ومن كتب (تولستوي) أيضًا كتاب «ما الفن؟» وأوضح فيه أن الفن ينبغي أن يُوجِّه الناس أخلاقيًا، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، ولابد أن يكون الفن بسيطًا يخاطب عامة الناس. إضافة إلى أعماله «الحاج مراد»، «موت إيفان إيليتش»، «الرب يرى الحقيقة لكنه ينتظر»، «قوة الظلام»، مسرحية «الجثة الحية»، وكتابه الفلسفي «مملكة الرب داخلك».
سيظل اسم (ليو تولستوي) عالقًا في أذهان الجميع، حتى مع أولئك الذين لم يقرأوا أي عمل من الأدب الروسي من قبل؛ فلقد ألهم تراث (تولستوي) الأدبي، ولا يزال، أجيالًا وأجيالًا من الكتّاب والأدباء. ومع ذلك فإن هناك بعض الحقاق التي ربما لا يعرفها أكثر القراء شغفًا عن حياة هذا الكاتب والفيلسوف الروسي.
عاش تولستوي في الريف لفترات طويلة
على الرغم من كونه مولودًا في عائلة ثرية إلا أن (ليو) كان دائمًا ما يفضل المتع البسيطة من الحياة، فقد قضى معظم وقته بمنزل (ينسايا بوليانا) الريفي، والذي يعني الغابة المشرقة، حيث كان يتجول هناك حافي القدمين وانضم إلى أعمال الفلاحين. انعكس حبه للريف في بعض شخصيات أعماله، مثل شخصية (كونستانتين ليفين) في رواية «آنا كارنينا».
كان تولستوي عالم لغويات بارع
مثل العديد من النبلاء فقد أتقن (تولستوي) العديد من اللغات خلال حياته، فهو لم يكن يجيد الإنجليزية والفرنسية والألمانية فحسب، بل كان يستطيع كذلك القراءة باليونانية واللاتينية والإسبانية والإيطالية والأوكرانية والتركية والبلغارية إلى جانب عدد من اللغات الأخرى. كانت تحتوي مكتبة منزله على 23 ألف كتاب ب39 لغة مختلفة!
كان خط تولستوي سيء للغاية
كان (تولستوي) رجلا غزير الإنتاج الأدبي، كما كانت أعماله معروفة بكونها طويلة للغاية مثل ملحمته الشهيرة «الحرب والسلام»، والتي تتألف من أربعة مجلدات كاملة. لكن خط يد (ليو) كان أبعد ما يكون عن المثالية ويصعب فهمه، الأمر الذي كان يمثل عقبة كبيرة أمام محرري أعماله. لكن زوجته (صوفيا) أنقذت الموقف بإعادتها لكتابة تقريبًا كل أعماله الرئيسية قبل إعادة إرسالها للمحررين، كما قامت بإعادة كتابة مذكراته عند اقتراب موعد وفاته لتطلع عليها الأجيال القادمة.
لم يتطلع تولستوي إلى جائزة نوبل
باعتباره أحد أعظم الكتاب في التاريخ، فقد بدا عدم تطلعه للفوز بجائزة نوبل في الأدب أمرًا غريبًا. على الرغم من ذلك فإن هناك قصة تسلط الضوء على ما حدث حقًا، ففي عام 1906 قامت (الأكاديمية الروسية للعلوم) بترشيح (ليو) للجائزة، ولكن (تولستوي) لم يكن يرغب بتلك الجائزة فاضطر لاستخدام نفوذه لمسح اسمه من قائمة الترشيحات. وحسب رأيه فإن هذا الفعل ساعده على عدم الاضطرار لرفض تلك الجائزة في المستقبل.
لم يكن تولستوي يحب شكسبير
كان (تولستوي) معجبًا بالعديد من الكتاب، فقد كان صديقًا للعديد من معاصريه من الأدباء كما كان معجبًا بأعمالهم. لكن على الرغم من ذلك فقد كان هناك كاتبًا لا يحبه (ليو) ولا يكن له أي مشاعر جيدة، هذا الكاتب هو الأديب الإنجليزي الشهير (ويليام شكسبير). حتى أن (ليو) ذهب إلى حد القول أنه لا يحب (شكسبير). قال الكاتب الروسي (أنطون تشيخوف) ذات مرة أن (تولستوي) كان يخاف من العبقرية التي كان يتمتع بها (شكسبير).
تم طرده من الكنسية
على الرغم من أنه يبدو أمرًا متشددًا، إلا أنه لم يكن بهذا السوء؛ ففصل (تولستوي) عن الكنيسة كان أمرًا تطوعيًا منه تمامًا. كان (ليو) مسيحيًا، وتم تعميده، وكان مؤمنًا بالله طوال حياته. ولكنه بدأ في الإختلاف مع بعض المبادئ الخاصة بالكنيسة الأرثوذكسية الروسية. ككاتب، فقد كان صريحًا جدا فيما يتعلق بآرائه. أدى هذا إلى أنه بعد فترة، وبعد ضغط من الحكومة، قامت الكنيسة الروسية بإصدار خطاب طرد لـ (تولستوي).
كان يبجل الفقر
شكل (تولستوي) طوال حياته مجموعة من المعتقدات المتشددة وقام باتباعها رغم ما كان يتطلبه منه لقبه ووضعه الاجتماعي المرموق. فقد رأى أن الطريقة الأمثل للحياة هي الفقر، كما أراد التنازل عن حقوق ملكيته الفكرية لأعماله، ولكن تمكنت زوجته من إثناءه عن هذا القرار، والتي كانت قلقة بشأن رفاهية أسرتها ومستقبل أبنائهم.
كان يحب تكوين صداقات بالمراسلة
في الوقت الذي كان فيه (تولستوي) روائيًا نشطًا، إلا أنه ظل محافظًا كذلك على رسائله التي كان يكتبها. كان على اتصال مع قرائه من جميع أنحاء العالم، وكان من بين أصدقائه المرموقين عن طريق المراسلة الزعيم الهندي البارز (مهاتما غاندي)، والذي كان مثل (تولستوي) يؤمن أن الشر لا يمكن محاربته بالعنف والكراهية.
كان نباتيًا
في النصف الثاني من حياته وفي الخمسينات من عمره تقريبا قرر (ليو) أن يصبح إنسانًا نباتيًا، وكان قراره هذا معتمدا على رأيه أنه في المستقبل سيصبح الجميع نباتيًا في نهاية المطاف. ولا حاجة إلى القول أن ثقافة أن تكون نباتيًا لم يكن أمرًا شائعًا في تلك الأيام. مرة أخرى، ومثل ما هو الأمر في نواح عديدة من حياته، فإن (تولستوي) كان سابقًا لعصره.
كان مقامرًا
مثل العديد من الرجال في عصره، فقد كان لـ (تولستوي) نقطة ضعف: المقامرة. كان مقامرًا شرهًا، كما عانى من بعض الخسائر الكبيرة، وكانت أحد أثمن الأشياء التي خسرها في المقامرة منزله (ينسايا بوليانا)، والذي تم تفكيكه ونقله من مكانه. لكن لطالما أراد (تولستوي) استعادة هذا المنزل مرة أخرى، لكنه للأسف لم يتمكن من ذلك.
أعماله
الأعمال المسرحية الكاملة ليو تولستوى المجلد الأول
الأعمال المسرحية الكاملة ليو تولستوى المجلد الثانى
المصدر
1- Ilina, Anastasiia. “10 Things You Didn’t Know About Leo Tolstoy.” Culture Trip, 31 May 2018, https://theculturetrip.com/europe/russia/articles/10-things-you-didnt-know-about-leo-tolstoy/
2- “Leo Tolstoy.” Wikipedia, Wikimedia Foundation, 12 Aug. 2018, en.wikipedia.org/wiki/Leo_Tolstoy.
ترجمة: أحمد فهمي
مُراجعة علمية ولُغوية: آلاء مرزوق
تحرير: زياد الشامي