هل اقتربنا من إيجاد علاج لمرض التليف الكيسي؟

GettyImages-673804650_1024

اكتشاف خلايا جديدة ربما تساهم في علاج التليف الكيسي

تمكنت مجموعتان من العلماء من اكتشاف نوعٍ جديدٍ ونادرٍ من خلايا الرئة، وهذه الخلايا الجديدة لا تُمثِّل سوى 1% من إجمالي خلايا الرئة، ومع ذلك، فإن لها دورًا كبيرًا في تكوين البروتين المسؤول عن مرض (التليف الكيسي- Cystic fibrosis)، مما قد يساعد العلماء على تطوير أدويةٍ جديدةٍ في المُستقبل.

التليف الكيسي هو اضطرابٌ جيني تُسبِّبه طفرات في كلا النسختين من الجينات الخاصة ببروتين CFTR؛ وهو البروتين المُنظِّم لبروتين غشاء التليف الكيسي؛ ويشارك ذلك البروتين في إنتاج وإطلاق العديد من سوائل الجسم كالمخاط والعرق.

عندما يكون هذا الجين غير فعال، تُصبح الإفرازات في هذه الحالة سميكة؛ وهو ما يؤدي إلى ظهور أعراض التليف الكيسي، بالإضافة إلى التهابات الجيوب الأنفية والتهابات الرئة.

يقول (جايارج راجاجوبال – Jayaraj Rajagopal)، كبير مؤلفي إحدى الدراسات العلمية، والطبيب في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن:

التليف الكيسي هو مرض مُميز للغاية و مُثير للدهشة، ولازلنا بصدد اكتشاف طرقًا جديدة تقربنأ أكثر من معرفة هذا المرض. وأتبع: نمتلك الآن حقيقة وجود نوع جديد من خلايا الرئة رُبما يساعدنا في أمراض الرئة.

بدأ العلماء في إعداد كتابٍ أو أطلسٍ يضم كُل أنواع الخلايا المُكوِّنة للممرات الهوائية. وقاموا بتحليل الجينات المُكوِّنة لتللك الخلايا. وبمجرد الانتهاء من التحليل الجيني، تمكن العلماء من مقارنة أنماط التغير الجيني للخلايا، وفهرسة الأنواع المُختلفة منها، وتوزيعها عبر المجرى الهوائي.

واحدة من تلك الخلايا لم تكن معروفهً من قبل، وأطلقوا عليها مُسمى (خلية الرئة الأيونية – pulmonary ionocyte)؛ وقد وُجِدَ أن تلك الخلايا تحتوي على مستوياتٍ عالية من بروتين (CFTR) -وهو البروتين الذي يتواجد بمستوياتٍ قليلة في الخلايا الأخرى كما هو معلوم- مما يعني أن هذه الخلايا لها دور في التسُبب بمرض التليف الكيسي في حال ما إذا تمحورت أو تغيرت خصائصها.

 

وللوقوف أكثر على دور تلك الخلية، قام العلماء بإجراء بعض التجارب على الفئران وأوقفوا فيها عن عمد تلك الخلايا، ونتيجةً لذلك، ظهرت بعض الأعراض المُتعلقة بمرض التليف الكيسي، ربما لا تُعتبر هذه التجارب تأكيدًا على أن هناك علاقة بين الخلايا الأيونية ومرض التليف الكيسي، ولكن أجزاء معينة من الدراسة تفترض وجود علاقة.

تقول (آمي ريان- Amy Ryan) عالمة أمراض الرئة بجامعة كاليفورنيا -والتي لم تشارك في الدراسة-:

إن هذه الأوراق مُثيرة للغاية، لقد قام العلماء بفحص التكوين الخلوي والتسلسل الهرمي للممرات الهوائية باستخدام تقنية الحامض الريبوزي، وسوف يكون لتلك المعلومات تأثيرٌ كبير على الأبحاث في هذا الصدد.

ويأمل الباحثون أن يتمكنوا من النظر إلى عدد من الأمراض باستخدام هذه المعلومات الجديدة من الخلايا.

ويقول راجاجوبال:

لقد وجدنا من يُعيد كتابة الطريقة التي نفكر بها في بيولوجيا الرئة وخلايا الرئة، وأعتقد أن المجتمع بأكمله من علماء أمراض الرئة والأحياء عليهم العودة إلى الوراء والتفكير في مشاكلهم فيما يتعلق بهذه الأنواع الجديدة من الخلايا.

ترجمة: علي صلاح

المصدر

 

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي