معالجة الطعام في أسلاف البشر من المحتمل أنه كان لها دور كبير في تطور البشر عن طريق زياده كمية الطاقه المستمدة. وعلى الرغم من أن الطهي لدى الإنسان بدأ منذ ما يقارب الخمسمائة ألف سنة؛ يُعتقد أن استخدام الإنسان لأدوات الطهي انتشر قبل ذلك بكثير.
ثمة دراسة قام بها الباحثون في جامعة هارفرد ترجح أن طهي الطعام كان وسيلة لتطور أسلاف البشر حيث أنه يزيد الحصول على الطاقة المستمدة في مقابل تقليل الطاقة المنفقة، وقد نُشرت النتائج في دوريّة (الطبيعة- Nature) في التاسع من مارس.
تقول كاتي زينك- Katie Zink من جامعة هارفرد: «يقلل البشر بطهي الطعام -خاصةً اللحوم قبل أكلها- ليس فقط المجهود اللازم لمضغها، بل وأيضًا يمضغونها بكفآءة أكثر، حيث أسهمت استخدام الأدوات الصخرية لمعالجة الطعام في الغالب في تقليل حجم الفك والأسنان والعضلات الماضغة التي حدثت أثناء التطور البشري.»
أوصلت زينك وزملاؤها مجسات في أوجه متطوعين ليسجلوا انقباضات العضلات أثناء المضغ، حيث أُطعم المشاركون بعدها لحم الأغنام أو الخضروات مثل البطاطا والبنجر، سواءًا نيئة أو مجهزة بالتقطيع أو بالسحق أو بالطهو، وبعد مضغهم للطعام لفترة كافية، بصق كل مشارك الطعام لتحليله.
يقول دانيال ليبرمان- Daniel Lieberman: «ما تم اكتشافه أن البشر لا يستطيعون أكل اللحم النيء بأسنانهم الضئيلة، ولكن بمجرد معالجة اللحم ميكانيكيًا حتى ولو تم تقطيعها لشرائح؛ يزداد أداء المضغ بشكل استثنائي.»
استنتج الباحثون أن البشر الأوائل وإذا ما عالجوا الطعام بهذا الشكل؛ ينفقون وقتًا أقل في المضغ بـ(17%)، وبـ(26%) جهد أقل عما إذا ما أكلوا الطعام غير معالج.
ويقول هنري بن- Henry Bunn من جامعة ويسكونسن-ماديسون: «إن الأمر يشبه إغلاق ثغرة، فاعتقد الناس لسنوات، أن هناك حزمة من التكيفات البيولوجية التي ترتبط بالتغير في طبيعة الأكل، أدمغة أكبر، حجم جسد أكبر، وأسنان أصغر وأعضاء داخلية أصغر، كل ذلك يشير إلى نفس الاتجاه: لحم أكثر وطرق أفضل للحصول عليه.»
وعلى الرغم من هذا؛ قالت كاثرين ميلتون- Katharine Milton من جامعه كاليفورنيا: «إن الدراسة خاطبت جزءًا صغيرًا فقط من الحمية الغذائية القديمة، بينما من الممتع أن نخمن، ولست واثقة أن تحديد كمية الطاقه اللازمة لمضغ البنجر في مقابل مضغ اللحوم يسلط الكثير من الضوء في حد ذاته في تطور البشر.»
ترجمة: مصطفي ايهاب
مراجعة: Matalgah Hamzeh
المصدر: من هنا
#الباحثون_المصريون
