مكتبة جامعة كاليفورنيا تعرض تحويل المخطوطات المصرية القديمة لنُسخ إلكترونية

نسخ

|

 

سينقذ هذا المشروع المخطوطات من حالتها الحرجة وترجع أهمية تلك المخطوطات إلي أنها تعيننا علي فهم الشرق الأوسط.

كان الآباء في دير سانت كاترين أمناء على أقدم مكتبةٍ في العالم لازالت مستمرةً في عملها عبر القرون. تحتوي هذه المكتبة على أكثر من 1000 مخطوطةٍ نادرة، وستكون مُتاحةً رقميًا في مكتبة جامعة كاليفورنيا.

يُعد دير سانت كاترين موقعَ تراثٍ عالميًا لدى اليونسكو، حيث يقع في منطقةٍ وعرة في سفح جبل بسيناء في مصر. يضم هذا الدير ـ كما أسلفنا – أقدم مكتبةٍ مستمرة في عملها على مستوى العالم، حيث تحتوي المكتبة على مخطوطاتٍ قديمةٍ تنتمي إلى العصور الوسطى.

تتناول هذه المخطوطات الرائعة مجالاتٍ متعددة، منها: التاريخ والفلسفة والطب والروحانيات. ولم يكن من السهل أبدًا وصول الطلبة والباحثين إليها؛ كان عليهم أن يسافروا إلى تلك المنطقة الصحراوية التي تُعد منطقةً مقدسةً في الديانات السماوية الثلاثة. واليوم تُضاف إلى تلك المصاعب المخاطرُ الأمنية التي تَحُفّ المنطقة.

ولكنّ الوضع سيتغير بفضل المنحة الكبيرة المقدَّمة من مؤسسة (أهامنسون) لمكتبة جامعة كاليفورنيا، حيث ستقوم المؤسسة بتمويل البنية الأساسية لمشروع ترقيم المخطوطات النادرة الموجودة بمكتبة دير سانت كاترين، التي يفوق عددها 1100 مخطوطة. وترجع تلك المخطوطات إلى الفترة ما بين القرنين الرابع، والسابع عشر الميلاديين.

سيصبح وصول الباحثين والعامة لتلك المخطوطات والمصادر التاريخية الأخرى سهلًا بعد مشاركة كلٍّ من: مكتبة جامعة كاليفورنيا ULCA ، والمكتبة الإلكترونية للمخطوطات النادرة EMEL ، وهي منظمة خدمية غير هادفة للربح متخصصة في تصميم أنظمةٍ لتقوية المخطوطات الهشة واستعادة ما تَلَفَ من المخطوطات.

وقالت (جيني ستيل) أمينة مكتبة جامعة كاليفورنيا: “هذه المخطوطات ذات أهميةٍ بالغة حتى نفهم تاريخ الشرق الأوسط، ولابد من بذل كل جهد للحفاظ عليها إليكترونيًا وسط التقلبات الحالية” وقالت أيضًا: “مؤسسة (أهامسون) تتشرف بدعمها هيئة إشراف دير سانت كاترين، وتؤكد أنه بالإضافة إلى أن تلك المخطوطات الثمينة سيسهل الحصول عليها، فإنها ستكون محفوظةً في نُسخٍ إلكترونية”

أمّا (مايكل فيلبس) مدير المكتبة الإلكترونية للمخطوطات النادرة، فقد قال: “اقترح دير سانت كاترين برنامجًا لتحويل مجموعته من المخطوطات التي لا نظير لها في العالم إلى نُسخٍ رقمية، وقد تجمع الفريق الدولي لكي يساهم في حفظ أوراق تلك المخطوطات القديمة إلكترونيًا” ، وقال أيضًا: “المكتبة الإلكترونية للمخطوطات النادرة تتعاون مع الدير لتركيب أنظمة ترقيم عالية المستوى، وسيستضيف الموقع موقع مكتبة جامعة كاليفورنيا بالنيابة عن الدير”.

من بين أهم المخطوطات العربية والسريانية، توجد نسخةٌ للإنجيل تعود للقرن الخامس الميلادي، مكتوبةٌ بالسريانية وبالتحديد اللهجة الآرامية الشرقية، ومخطوطةٌ عن “حياة خمس قدّيسات” بالسريانية تعود إلى عام 779 الميلادي. كما توجد أيضًا نسخةٌ من “الاعتذار لأريستيد” التي فُقدت نسختها الأصلية اليونانية، وعددٌ من المخطوطات العربية تعود للقرنين التاسع والعاشر الميلاديين، منذ أن بدأ مسيحيو الشرق الأوسط استخدام اللغة العربية كلُغةٍ للكتابة.

والجدير بالذكر أن مخطوطة “السينيائية” قد تم اكتشافها في القرن التاسع عشر بدير سانت كاترين، وهي تُعد أقدم مخطوطةٍ كاملةٍ للكتاب المقدس، وتعود إلى عام 345 بعد الميلاد.

ولخّص ستيل قائلًا: “نشعر بالامتنان الشديد لمؤسسة (أهامسون) لاستثمارها السخي في ذلك المشروع المهم وأيضًا للشراكة طويلة الأمد مع مكتبة جامعة كاليفورنيا”

كواحدةٍ من المكتبات البحثية الرائدة, تؤكد مكتبة جامعة كاليفورنيا أن محتواها متاحٌ للجميع؛ للطلبة والباحثين والعامة. ففي العام الماضي, دخل أكثر من عشرين مليون شخص على موقع المكتبة على الإنترنت. والمكتبة بحفظها للتراث الثقافي العالمي؛ فإنها تُسهم في انتقال المعرفة عبر الأجيال.
_____________________________________

المصدر: http://sc.egyres.com/6QLtf

ترجمة:  Ahmed Fawzy
مراجعة: عمر المختار
تصميم:
#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي