دواء أم قتل؟ أشهر عشر ممارسات طبية في العصور الوسطى ومدى فعاليتها(ج 2)

mccleery-image

العلاج المزيف،التنجيم،رعاية المستشفى،الترياق،فحص البول||||

امتدادًا للجزء الأول من المقال حول أشهر عشر ممارسات طبية في العصور الوسطى ومدى فعاليتها، نستكمل الجزء الثاني منه، ومن المعروف أن العصور الوسطى كان بها من الأخطاء الطبية والعادات والتقاليد العلاجية ما جعلها سببًا -في كثير من الأحيان- في هلاك القوم والمجتمعات، تلك التي عجزت عن مواجهة الأمراض التي سادت تلك العصر بشكل يحد من خطورتها أو يبقيها تحت حد السيطرة.

العلاج المزيف

قام بعض الممارسين لمهنة الطب في كثير من الأحيان في العصور الوسطى بتسويق علاجات طبية مزيفة ولا صلة لها بالطب وبشكل خاص في تلك الفترات التي كانت تشهد صعوبات صحية طارئة كانتشار مرض الطاعون مثلًا، مما أدى أن يحرم قوم هذه الفترات التاريخية بناء على هذه العلاجات المزيفة أن يحصلوا على المشورة الطبية الكافية التي من الممكن أن تفيدهم في تلك الفترات الصعبة، حتى وصل الأمر أن تشكل هذه العلاجات المزيفة خطرًا على المريض ذاته بسبب بعض المواد التي تًضاف إلى هذا النوع من العلاج الذي يفقد صحة تركيبه.

التنجيم

اهتم بعض الأطباء في تلك الفترة التاريخية بحركة الكواكب ودوائر النجوم لتحديد الوقت المناسب لعلاج أمراض معينة كما في الصورة المرفقة والتي انتشرت بشكل واسع في مخطوطات القرون الوسطى وتوضح ارتباط بعض الأبراج بعلاج أجزاء معينة من جسم الإنسان، وللأسف ما تزال بعض هذه الفكر موجودة حتى اليوم مثل فكرة تأثير بعض الأجرام السماوية وبشكل خاص القمر على بعض الأعراض الصحية مثل الحيض وغيره ورغم وجود هذه الأفكار إلا أن العلم تبرأ منها ودحضها.

رسمة من مخطوطات العصور الوسطى توضح ارتباط العلاج في جميع أجزاء الجسم بالتنجيم.

رعاية المستشفى

من غير المرجح في تلك لعصور أن تكون المستشفيات قد شهدت تدخلات طبية أو جراحية لعلاج المرضى إلا أن ذلك لم يمنع أن يتلقى هؤلاء المرضى قدر كبير من الرعاية التمريضية التي كانوا يتلقونها على أيدي طاقم التمريض الذي كان أغلب عناصره من النساء، فقد قدمت المستشفيات الرعاية الجسدية الأساسية للمريض من طعام وشراب ومأوى رغم أنها لم تقدم له العلاج المخصص لمرضه، ولكن نجحت هذه الخدمة التمريضية في مساعدة الكثير من المرضى على استعادة قوتهم نحو التعافي والشفاء.

الترياق (مضادات السموم)

كان يتم إجراء هذا النوع من العلاج المُسمى بالترياق عن طريق الحصول على بعض المستخلصات من لحوم الأفاعي وغيرها من المواد التي تعمل كمضادات للسموم بالإضافة إلى بعض خصائصها العلاجية الأخرى، وبالرغم من أن عملية الترياق هذه كانت مكلفة للغاية إلا أنه من الصعب اعتماد فعاليتها كنوع من أنواع العلاج في العصور الوسطى.

صورة من خطوطة توضح استخلاص الترياق من الأفاعي

فحص البول

كانت عملية فحص البول من أهم الطريق إن لم تكن الوحيدة في تلك العصور التي يستطيع الطبيب من خلالها تقييم الحالة الداخلية لجسم المريض، فقد كان يتم وضع البول في قارورة ثم يتم تقييم لونه ورائحته وكثافته. وتحتوي بعض المخطوطات الطبية التي تعود لتلك العصور على الكثير من الرسوم التي توضح خصائص البول المختلفة وكيفية ارتباطها بالأمراض والحالات الصحية، وهذا الإجراء مازال معمولًا به حتى اليوم عن طريق تحليل عينات البول من قِبل الأطباء.

صورة تقييم البول في مخطوطات العصور الوسطى

بإمكانك الاطلاع على الجزء الأول من هنا.

المصادر

http://sc.egyres.com/LWevG


ترجمة: عمر بكر
تدقيق لُغوي: إسراء عادل
تحرير: زياد الشامي

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي