المقذوفات الإكليلية هي غيوم من البلازما تنفجر مبتعدة عن الشمس وتنطلق بسرعة مليون ونصف كم/س، وتنتج هذه الغيوم البلازمية نتيجة خطوط المجال المغناطيسي التي تُكَوِّن التوهجات الشمسية ويحدث لها انحراف شديد وتمدد للخارج إلى أن تنفجر وتتحطم فتقذف بكمية كبيرة من البلازما إلى الفضاء المحيط بالشمس حيث أن خطوط المجال المغناطيسي التي تحتجزها توجد داخل غلاف الشمس.
تستغرق المقذوفات الإكليلية عدة ساعات لتتحرر من مجال الشمس ولكن عندما تحرر فهي تنطلق فجأة بسرعتها العالية، ومن المقذوفات الإكليلية التي سُجلت وتعد أسرع المقذوفات سرعةً تِلك التي سُجلت عام 2012 حيث بلغت سرعتها 12.48 مليون كم/س.
تقول عالمة الفلك (ريبيكا ايفانز) من معهد (جود دارد للمناخ الفضائي): «رؤية مثل هذه المقذوفات السريعة أمر غير معتاد، والأن لدينا فرصة عظيمة لدراسة مناخ الفضاء والوصول إلى فهم أفضل لأسباب حدوث تلك الانفجارات الكبيرة وكذلك تحسين نماذجنا لمواجهة ما يحدث أثناء هذه الظواهر النادرة.»
تصل كتلة هذه الغيوم البلازمية والجسيمات المشحونة لأكثر من 100 مليار كجم.
المقذوفات الإكليلية لو توجهت إلينا في اتجاه كوكب الأرض كما في حالة التوهجات الشمسية فإن الجسيمات سوف تأخذ حوالي ثمانية دقائق لتصل إلينا. الرياح الشمسية عبارة تيار أو فيض ثابت من الجسيمات المشحونة تقذفه الشمس ويؤثر في السحاب كما تيار الماء والمركب. يبدأ بسرعة قليلة نسبية ثم يتسارع لتزداد سرعته لتتعدى المليون كم/س.
وعندما تصل هذه الطاقة إلى حدود الغلاف الجوي للأرض وتتداخل مع الطبقة العليا من الغلاف الجوي (الايونوسفير) تُكَوِّن ما يعرف بظاهرة (الشفق القطبي) وهي تظهر في سماء كوكب الأرض كسُحب مضيئة وتعرف أيضًا بالأضواء الشمالية لانها تظهر غالبًا في اتجاه الأقطاب الأرضية.
في خلال الدورة الشمسية تنتج الشمس ما بين 1-5 مقذوفات إكليلية ولكن أغلبها لا يصل إلى الأرض بسبب الشكل البيضاوي للشمس. ففي الحقيقة لا نستطيع ملاحظة تلك المقذوفات التي تَكُوُن في الاتجاه المعاكس للكوكب حيث لا تستطيع أجهزة الرصد التقاطها.
ومع ذلك عندما تقوم الشمس بقذف غمامة من البلازما في اتجاه الأرض فإنها تبدو لنا في بدايتها وكأنها كرة بايسبول تسقط من اتجاه الشمس ثم تتعاظم لتخفي قرص الشمس فيما يعرف بالهالات الإكليلية. هذه المقذوفات تسبب العديد من المشاكل والأضرار لقاطني كوكب الأرض، وتعتبر المقذوفات الإكليلية مصدر للأشعة الضارة التي تؤثر على رواد الفضاء والأجهزة الإلكترونية في الفضاء كما الحال في التوهجات الشمسية ولكنها تختلف عن التوهجات الشمسية في أنها تحتوي أيضًا على جسيمات مشحونة والبلازما وهذه تتداخل مع طبقة الايونوسفير المحيطة بالكرة الأرضية، ويعتمد تأثير تلك الجسيمات على حجمها وسرعتها وقوة المجال المغناطيسي لها.
عندما تصطدم الجسيمات بالمجال المغناطيسي للأرض فإنها تتمدد وتتشوه كما في حال شجرة في مهب الريح القوية. ففي الجانب النهارى من الأرض المواجه للشمس نجد أنها تنضغط بينما في الجانب الليلي المعاكس للشمس فإنها تستطيل خارجة كذيل. عندما تتلاقى الجسيمات مرة أخرى بعد عبورها الأرض فأنها تتخلص من طاقتها في صورة صاعقة ضوئية والتي ترتد مرة أخرى في طبقات الغلاف الجوي العليا.
وهذه الزيادة في الطاقة هي التي تسبب تلف الأجهزة الإلكترونية الحساسة. فمحولات الطاقة يصبح عليها جهد عالي مما يسبب انقطاع التيار لفترة طويلة، وكذلك مواسير البترول والغاز من الممكن أن تحمل التيار مما يعزز من زيادة فرصة تآكلها، وكذلك التغيرات في طبقة الايونوسفير تسبب عطل في أجهزة الجى بى إس مما يعطي قراءات غير دقيقة.
وبذلك نكون قد أنهينا سلسلة المناخ الشمسي وتعرفنا على العوامل التي تؤثر على مناخ المجموعة الشمسية وخاصة على الأرض والتي تهدد بفناء التكنلوجيا الحديثة على وجه الأرض في أي لحظة مما يترتب عليه ظلام تام على وجه الأرض وانقطاع خطوط الاتصالات وتوقف حركة الطائرات وجميع أشكال الحياة على الأرض بل ودمار البنية الاقتصادية من خطوط الغاز والبترول، لكن لا تقلق عزيزنا القارئ، فالأرض لديها درع حمايتها وهو الحقل المغناطيسي للأرض.
ترجمة : محمد عبدالعال عبدالعزيز
مُراجعة وتصميم: أحمد جاويش
المصدر: