منظومة نحل العسل

منظومة_نحل_العسل

منظومة نحل العسل|

منظومة نحل العسل

كلُّ منظومةٍ ناجحة يجب أن يكون لديها إدارة ونظام تسيرُ عليهِ المنظومة بأكملها، والأهم من ذلك هو أن يكون لديها عامِلِين لهم وظائف مُحدَّدة ومهام لكُلِّ فردٍ منهم، وكذلك تسير الأمور في خلية النحل، من نظام وإدارة وعاملين، ووظائف، فكل فرد يعرف ما عليه تجاه الخلية، وكل فرد يُضحِّي من أجل بقاء الخلية، فمن هُم أعضاءُ هذهِ المنظومة المُذهلة؟

  1. الملكة

    وهي العضو الرئيسي في الخلية، فبدونِ الملكة لا تستطيع الخلية البقاء على قيد الحياة. بعد خمسة أيام من اختيار الملكة تبدأ مهمتها الرئيسية وهي التزاوج من أجل التكاثر. تقوم الملكة بالخروج من الخليَّة بحثًا عن الذكور من أجل عملية التزاوج، تستمر تلك الرحلة حوالي 30 دقيقية، تقوم الملكة في هذه المدة بالتزاوج مع عددٍ كبيرٍ من الذكور قد يتجاوز الـ10 ذكور، بحيث تقوم الذكور بحقن السائل المنوي داخل الملكة، ويتم حفظ ذلك السائل داخل خزانٍ خاص يُسمَّى المنوية. وفي حالة فشل الملكة في التزاوج مع ذكور النحل، فإنها تعود إلى الخلية مرة أخرى وتقوم بتكرار تلك الرحلة في اليوم التالي، وفي بعض الأحيان قد تتأخر رحلات التزاوج بسبب موسم الأمطار الطويل أو سوء الأحوال الجوية، وتقوم الملكة باستخدام الحيوانات المنوية التي جمعتها في رحلة التزاوج طوال فترة حياتها التي تتراوح ما بين ثلاث إلى خمس سنوات، وتقوم بإنتاج نوعين من البيض أحدهما مُخصَّب، وهو ما ينتج عنه الأنثى، والآخر غير مُخصَّب وينتج عنه الذكر.

    يتم تغذية جميع اليرقات في الثلاثة أيام الأولى من عمرها بغذاء الملكات، والذي تُنتجه الشغَّالات الصغار التي لم تستعد بعد لمغادرة الخلية، بعد ذلك الوقت يتم تغذية يرقات الشغَّالات والذكور من غِذاءٍ مُختلط من العسل وحبوب اللقاح، بينما يتم تغذية اليرقات التي سوف تتطور لتكوِّن الملكة من غذاء الملكات طوال فترة اليرقة كاملة، ولهذا يُمكن تربية الملكة من أي من اليرقات التي يقل أعمارها عن ثلاثة أيام، لذلك عند موت الملكة يتم تربية ملكة أخرى من تلك اليرقات. وتنتج الملكات موادًا كيميائية تُسمَّى الفيرومونات (pheromone)، والتي تتحكم في العديد من الأنشطة داخل الخلية كعدم تطور مبيض الشغَّالات، وتمتلك الملكة آليةً للَّدغ، ولكن لا تستعملها إلَّا عند المنافسة مع ملكةٍ أُخرى على الخلية، وتحتاج الملكة حتى تصل إلى الطور البالغ 16 يوم.

  2. الشغَّالات

    وهُنَّ أصغر أفراد الخلية حجمًا، ولكن يُمثلن أكثر سكان الخلية عددًا؛ بحيث تُمثِّل الشغَّالات 98% من سكان الخلية، وبالرغم من عدم قدرتهن على التزاوج أو وضع البيض وذلك لإمتلاكهن مبيض صغير وغير مُتطوِّر، إلَّا إنهم يمتلكن الأعضاء اللازمة لمساعدتهن على القيام بالكثير من العمل داخل الخلية، فتمتلك الشغَّالات لسانًا طويلًا يساعدهن على جمع الرحيق، كما يمتلكن أيضًا معدة كبيرة تُساعد على حمل الرحيق من الحقل إلى الخلية، وتمتلك الشغَّالات سِلالًا (pollen baskets) على الزوجِ الثالث من سيقانها تقوم بجمع حبوب اللقاح بواسطته.

    بالإضافةِ إلى ذلك فإنها تمتلك عددًا من الغدد في أجزاءٍ مُختلفة من جسمها تقوم بمساعدتها في عدة وظائف، فتقوم بإنتاج غذاء الملكات من خلال الغدد المتواجدة في الرأس، كما أنَّ لديها غدد في الصدر تُساعد على نضوج العسل، وأربع مجموعاتٍ من الغدد المتواجدة في منطقة البطن تقوم بإفراز الشمع، وتمتلك شغَّالات عسل النحل آلية اللدغ والتي تستخدمها للدفاع عن نفسها أو عن الخلية. وتستغرق الشغَّالات 21 يومًا حتى تصل إلى الطور البالغ.

  3. الذكور

    وهم أقل أعضاء الخلية عملًا وقد يصفهم البعض بالأعضاء الكسولة، إلَّا أنهم يقومون بكلِّ ما يُطلَب منهم لأجل بقاء الخلية، فهم لا يمتلكون مميزات الشغَّالات كطول اللسان والسلال لكي يستطيعوا جمع الرحيق وحبوب اللقاح، وليس لديهم غدد إفراز الشمع، ولا يمتلكون آلية اللدغ للدفاع عن نفسهم أو عن الخلية. ولكن تبقى أهمية الذكور في وظيفتهم الأساسية، وهي إخصاب الملكة والتي من خلالها يُحافظ النحل على نفسه من الانقراض. ويتميَّز ذَكَر النحل بكونه قوي البنية وأكبر حجمًا من الشغَّالات، وتكون عيونه المُركَّبة أكبر مرتين من الموجودة  لدى الشغَّالات والملكة، وتكون أجنحته كبيرة وذلك يساعده في عملية إخصاب الملكة، ويتم إنتاج الحيوانات المنوية في ذكر النحل خلال طور العذراء، بعد ذلك تمر إلى الحويصلات المنوية وتبقى بها حتى عملية التزاوج، وأثناء عملية التزاوج تنتقل الحيوانات المنوية إلى جهاز كوبولاتوري (copulatory) والذي يفقده بعد عملية التزاوج ويموت بعد ذلك، ويصل ذكر النحل إلى النضوج الجنسي بعد 9 أيام من عمره، ومع أنَّهُ لا يقوم بأيِّ عملٍ داخل الخلية إلّا أنَّه يتغذَّى من الطعام الموجود بها ويقوم بأكل كمياتٍ كبيرة من الطعام، وفي نهاية موسم التزاوج وقلة الغذاء الموجود في الخلية يتم إخراج الذكور من الأقراص إلى الجدران ثم إلى قاعدة الخلية ثم في النهاية يتم طردهم خارج الخلية.

 

صورة تُوضِّح الفرق بين الملكة والذكر وشغَّالة نحل العسل
صورة تُوضِّح الفرق بين الملكة والذكر وشغَّالة نحل العسل

اعداد وتصميم: Mohamed Gadallh‎‏

مراجعة علمية: Mohamad Gendy

مراجعة لغوية: Mohamed Sayed Elgohary

المصادر:  http://sc.egyres.com/czWJZ

 

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي