ميثولوجيا الأشجار: الجزء الثاني ( مولد الإله)

ميثولوجيا_الأشجار_

|||||||||

دائما ما كان يقترن ذكر الرومان ( شعب روما ) والإغريق ( شعب اليونان ) بالفلاسفة، والحركة النهضية فى أوائل العصر الحالي قبل الألفين، ولا يخفى على أحد قصص آلهة جبل الأوليمب، والأساطير الإغريقية، وأشعار هوميروس الخالدة الإلياذة، والأوديسة، ولكن لم تغب الأشجار عن المشهد في أوروبا الشرقية، بداية من الأرواح التي تسكن الغابات، والمعتقدات الفلكلورية حتى أعظم أساطيرها آلهة جبل الأوليمب.

زيوس – السنديان 

1600px-Stater_Zeus_Lampsacus_CdM (1)

ابو الآلهة، وحاكم جبل الأوليمب، الأقوي من بينهم، إله الصاعقة، بالتأكيد نعرف من هو زيوس، ونعرف كذلك رواية مولده الشهيرة، حين أخفته أمه (ريا) من أبيه (كرونوس) حتى لا يبتلعه، ولكن من بين هذه الروايات نجد هذه الرواية التي تقول بأن هذه الشجرة ذات الشكل المريب، والذي يوحي بعروق من البرق، تلك السنديانة التي تعكس أغصانها الصورة الكاملة للمشهد الرائع للبرق هو وتابعه ذا الصدى المهول الرعد، فهنا بالتأكيد مسكن إله الرعد نفسه.

تعدى الأمر تقديس شجرة السنديان باعتبارها مسكن الإله الأعظم، فصار عبودية لدى فئات من المجتمع اليوناني، والإيطالي، الذين كان الأكثر تأثرًا، وربطاها بزيوس، وجوبيتر إله السماء، والبرق فى الميثولوجيا الرومانية.

إلى هنا كان التصور الأول لارتباط زيوس بالسنديان، والذي تلاه بعد ذلك تجسيد آخر لذلك الطائر الذي يستطيع نقر أغصان منزل الإله بل الإله نفسه، وهو طائر نقار الخشب، والذي تصاعد مفهوم تجسيده إلي جعله زيوس نفسه، وتوالت بعد ذلك التطورات، والتصورات البشرية إلى أن اكتمل زيوس بهيئته الحالية البشرية.

اللبلاب – ديونيسوس 

27-Convolvulus-tricolor-Small-Convolvulus-or-Bindw Bronze_Head_of_Dionysos

إله الخمر، والنشوة فى الميثولوجيا الإغريقية، وارتبط (ديونيسوس) بولادة (زيوس) حتى في الروايات التي تعلقت بالأشجار، فالرواية الشهيرة هي عندما ماتت والدته فحمله زيوس في فخذه بقية شهور الحمل، ولكن نجد في هذه الرواية أن ديونيسوس كان مجرد لبلابة تتسلق السنديانة، في إشارة رمزية إلى زيوس كما أوضحنا سابقًا، وبإعتبار ما يتجزأ من الكل له نفس طبيعة الكل، فإن اللبلاب رعد كما السنديان رعد، وإن الرعد إله، فالسنديانة إله، واللبلاب إله، وهنا كان ديونيسوس.

أبولو – الدبق 

37a1189bcbdc6cb14a108874c1822686 220px-0_Apollo_Palatino_(1)

نأتي إلى واحد من أكثر ألهة الإغريق تعددًا، فهو إله الشمس، وإله المرض، وإله الشفاء والكثير غيرهم، هو ابن من أبناء الإله الأعظم زيوس، ونركز هنا على صفة من صفاته، وهي المعالجة أو القدرة على الشفاء التي كان يتمتع بها (أبولو)، ومن هذه الصفة كانت رواية منشأ أبولو من

الدبق وهو: نبات طفيلي له في الطب الشعبي الكثير من الآثار الشافية، وفي هذا يقول الباحث الإنجليزي (جيمس راندل هاريس – (James Rendel Harris » إن أبولو هو الشفاء من كل داء مجسد، ولقد أضاف إلى عقاقيرهالشافية البدائية المؤلفة من توت الدبق، ولحائه، وأوراقه

عددًا من الأدوية الشافية»

 اللفاح (تفاح المجانين) – أفروديت 

tumblr_m5osetTmAj1qhc899o1_400 أفروديت - اللقاح ( تفاح المجانين)

أفروديت، الميثولوجيا اليونانية، تلك التي يساء فهم دورها على نحو شاسع، أفروديت إلهة الحب، ولكن الحب الجنسي الشهواني، ألهة الجمال، تعني إلينا بأن ما ورائهاغريب جميل أيضًا، تلك النبتة التي كان ينظر لها أنها تجسيم كامل بالجذور، والفروع، والأوراق على أنها جزء

إنساني، حتى إنها تتألم بشدة، وفى هذا ما رواه الروائي الإنجليزي (وليم شكسبي)ر فى رائعته (روميو وجوليت) ، حيث وصف فجلة فلستاف أنها كانت تصرخ بشدة حال إقتلاعها كنبات اللفاح.

وفيما كان الأقدمون يعتبرونها نبتة الغرام، والعشق، وما من أحد وقف أمام تأثيره القوي سوى عطيل الذي لم ينفع معه لا عصارة، ولا ثمرة، ولا شئ. هكذا كان التعلق الأزلي بالميثولوجيا، تعلق البشر بكل ما هو أسطوري، ورصعو أيضًا ماهو غير أسطوري، ومنها هذا الكائن الأخضر.

مصادر المقال :

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي