نيكولا تيسلا العبقري الذي أضاء العالم

BIOGRAPHY-or-ANNIVERSARY

نيكولا تيسلا

“العبقري الذي أنار العالم” اليوم (10/7/2016) نحتفل بالذكرى الـ 160 لميلاد «نيكولا تيسلا» والمعروف بأنه أحد أعظم المخترعين في التاريخ، وخاصةً بعد اكتشافاته الرائدة في مجال الكهرباء.

أكسبت شخصية تيسلا المختلفة، وأفكاره التي كانت دائمًا خارج الصندوق، كتجاربه على ما أسماه بـشعاع الموت شهره واسعه تقع بين كونه “عالم مجنون” و “عبقري مبدع”. وقد رآه البعض أبًا للكهرباء.

حياته الأولى

ولد «نيكولا تيسلا» عام 1856 في قرية «سميليان»، وهي قرية في المنطقة الجبلية لمنطقة ليكا في كرواتيا. والده كان رجل دين ووالدته بالرغم من عدم حصولها على أي تعليم رسمي، إلا أنها كانت مهتمة بالآلات، وعرفت بامتلاكها ذاكرة مميزة.

بدأ مستقبل تيسلا المهني كمخترع مبكرًا؛ ففي عقده الثاني أثناء عمله في مكتب التليغراف المركزي في بودابيست، قد وضع مبادئ المجال المغناطيسي الدوار – وهي فكرة مهمة ومحورية جدًا لا تزال تستخدم في أجهزة كثيرة. وكانت سببًا في ذهابه إلى نيويورك حيث جذبه «توماس إديسون» إلى مصنعه الرائد في الهندسة وقتها، وكان ذلك الاكتشاف أيضًا بمثابة حجر الأساس للعديد من اختراعاته التالية، بما فيها التيار المتردد.

الانفصال عن إديسون، وبداية جديدة

تسيلا و إديسون
تسيلا و إيديسون

يُقال إن بالرغم من عبقرية «نيكولا تيسلا» إلا أنه كان رجل أعمال مريع، غير قادر (أو ربما لا يريد) أن يرى القيمة التجارية لأفكاره. على النقيض فقد كان «توماس إديسون» مخترعًا رائعًا بالإضافة إلى كونه رائد أعمال ممتاز. قد حدث صدام بين تيسلا وإديسون بسبب اختلاف الطرق والأيدولوجيات. ربما لم يكن من المقدر لهاذين العقلين أن يظلا في نفس المكان بسلام لفترة أطول، حيث استقال تيسلا من شركة اديسون بعد عام واحد فقط.

أطلق تيسلا العنان لإبداعه في مختبره الجديد، حيث قام باختبار الجيل الأول من تكنولوجيا الأشعة السينية، والرنين الكهربائي، والمصباح القوسي (مصباح ذو قطبين كهربائيين يمر عبرهما تيار ينتج الضوء القوسي الشكل).

وقام بتنقلات بين نيويورك وكولورادو تزامنت مع انتصارات علمية عظيمة، شملت: تطوير علم التوربينات، وتركيب أول محطة للطاقة الكهرومائية في شلالات نياغارا، والأهم من ذلك هو كمال نظام التيار المتردد الذي اخترعه.

 إليكم الآن بعض الحقائق الشخصية بـ«نيكولا تيسلا»

  • نادرًا ما كان ينام تيسلا أكثر من ساعتين متواصلتين.
  • في فترة لاحقة من حياته كان يتردد على الحدائق العامة في «نيويورك»، وغالبًا ما كان يساعد الحمام المصاب، ويمرضه.
  • تيسلا كان نباتي، ولكنه فجأة اتبع نظام غذائي مكون من اللبن، والعسل، والخبز، والعصائر فقط. وفي وقط لاحق من حياته نفوره الشديد من الجراثيم جعله يأكل أي شيء بعد سلقه.
  • كان يمتلك تيسلا ذاكرة فوتوغرافية، وهي ما أعطته القدرة على تذكر كتبًا بأكملها.
  • كان تحريك أصابع قدمه يساعده على التفكير، حتى أنه كان يمرن نفسه على ذلك.
  • قضى تيسلا عشرات السنوات في نيويورك، وهناك تقاطع شارعين، ومركزًا للعلوم باسمه تخليدًا لذكراه. كما أن «إيلون ماسك» قد سمى شركته الواعدة المهتمة بتطوير السيارات الكهربائية وتخزين الطاقة تيمنًا باسمه ايضًا «Tesla motors»، عوضًا عن وجود وحدة فيزيائية باسمه.
  • بالرغم من أن تيسلا سجل في حياته على الأقل حوالي 278 براءة اختراع في دول مختلفة، بالإضافة إلى تطويره للتيار المتردد الذي أحدث ثورة في استخدام التيار الكهربائي، إلا أنه مات مُفلِس، عن عمر يناهز الـ 86 عامًا، في فندق في نيويورك، عام 1943.
  • عدد كبير من براءات الاختراع: العدد الفعلي لبراءات اختراع تيسلا متنازع عليه، كما أن بعضها يظل غير مكتشفًا حتى الآن كما يظن المؤرخون، يُعتقد أنه مسؤولاً عن 278 اختراع على الأقل (كثير منهم متصل ببعض)، بالإضافة إلى عدد لا يحصى من أفكار بتطويرها على مدى حياته المهنية وليست مسجلة.

من أهم اختراعاته

 التيار المتردد

والذي قام بحل مشكلة نقل التيار الكهربائي لمسافات طويلة عن طريق خفض شدة التيار ورفع الجهد، وبالتالي تخفيض الباور المفقود، وتحكم أكثر في اتجاه التيار وتردده، وهو ما ندين به له، فقد وضع حجر الأساس لإدخال الكهرباء في كل منزل الآن بسهولة.

 ملف تيسلا

ملف تيسلا
ملف تيسلا

تلك الآلة المثيرة للإعجاب مثل مخترعها، تقوم بتحويل الطاقة لشحنات عالية الجهد، صانعةً مجال كهربي قادر على عمل أقواس كهربائية، وبجانب شكلها البديع فإن ملفات تيسلا تلعب دورًا محوريًا في التكنولوجيا اللاسلكية وبعض الأجهزة الطبية.

 الأب الحقيقي للاتصالات اللاسلكية

آمن تيسلا بأن موجات الراديو سوف تصنع ثورة في العالم، وبدأ التلاعب بها بداية من عام 1892، حتى ظهر في وقت لاحق متحكمًا عن بعد بقارب باستخدام موجات الراديو لأول مرة في العالم عام 1898. وقد توسع في هذه التكنولوجيا، حتى أنه قد سجل أكثر من 10 براءات اختراع تتعلق بالاتصالات الراديوية، وكان ذلك قبل ان يسبقه المخترع الإيطالي «غولييلمو ماركوني» في معركة التحكم في موجات الراديو، وإتمامه ارسال بث إذاعي عبر الأطلنطي معتمدًا على تقنيات اخترعها تيسلا (كانت البث عبارة عن قليلاً من شفرة مورس، أرسلت من إنكلترا إلى نيوفاوندلاند)، وذلك حينما كان تيسلا يمر بأزمات مالية في الجزء الآخر من العالم. استمرت معرفة ماركوني وتيسلا على براءات الاختراع عشرات السنوات، وفي نهاية المطاف حكمت المحكمة العليا في الولايات المتحدة بإلغاء بعض براءات اختراع ماركوني عام 1943، وهو ما أعاد تيسلا متربعًا كأبًا شرعيًا للراديو.

من مقولات تيسلا:

“المال لا يمثل القيمة التي أعطاها الرجال له. كل أموالي قد تم استثمارها في تجارب ساعدتني في ايجاد اكتشافات جديدة من شأنها أن تجعل حياة البشر أسهل”

” إذا أردت أن تعرف أسرار الكون، فَتش عن الطاقة، والتردد، والاهتزاز”

“اليوم لهم، أما المستقبل فذلك ما عملت أنا عليه، وهو لي”

وقد كان المستقبل فعلًا له، وفي النهاية لا يسعنا سوى أن نشيد بعبقرية «نيكولا تيسلا» هذا المبدع الذي أنار العالم.


المصادر:

http://goo.gl/BBFOfY

http://goo.gl/On9yOV

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي