هذا ما يحدث لجسدك عندما تبقى مستيقظًا لليلة بأكملها.

23

هناك مواقف لا مفر منها لأنها أشبه بنداء الواجب مثل تواجد أحد أفراد عائلتك في غرفة الطوارئ، فهي مسألة حياة أو موت بالنسبة لأحد أقرانك، ولكن عندها يجب أن تكون مدركًا لكم الضرر الذي سوف يحدث لجسدك بسبب السهر طوال الليل.
اكتشف علماء الأعصاب بالنرويج التداعيات المحتملة لذلك وهي ليست جيدة (كما يمكن أن تتصور إذا لم تكن عانيت سابقًا من ليلة خالية من النوم).
تطوع 21 شابًا من الأصحاء لإخضاعهم لسلسلة من اختبارات(Diffusion Tensor Imaging) والذي يشير إلى انتشار الماء وكذلك صحة الجهاز العصبي، ظل المتطوعون مستيقظين لمدة 23 ساعة، ولمزيد من إحكام السيطرة لم يُسْمَح لهم بتناول الكحوليات أو الكافيين أو النيكوتين أثناء إجراء الدراسة ولم يستطيعوا تناول أي أطعمة قبل إجراء مسح DTI.

أشار التقرير إلى تغيرات بارزة في المادة البيضاء داخل المخ بعد ليلة خالية من النوم، موضحًا أن الحرمان من النوم يرتبط باللاتناحي الجزئي واسع الانتشار (widespread fractional anisotropy) ، بمعنى آخر أن ذلك يؤدي إلى تراجع اتصالية الشبكات الموجودة بالمخ –سوف يجعلك هذا تشعر بشيء غريب للوهلة الأولى عندما تحاول أن ترتب أو تجمع أفكارك بعد ليلة خالية من النوم- وقد لوحظت التغيرات على كلًا من المخ والجسم الثقني والمهاد والفصين الجبهي الصدغي والجداري القذالي.
الشيء غير الواضح إلى الآن هو ما مدى عمق تأثير هذا الضرر (أي هل هذا التأثير دائم؟ وإلى أي مدى؟) وهل تستطيع ليلة نوم طويلة أن تصلح الضرر الحادث في الليلة السابقة الخالية من النوم، هناك أيضًا أسئلة حول المدى الذي تساهم به العوامل الأخرى في تغيير تركيب أنسجتنا العصبية.
يقول قائد التقرير «فرضيتي هي أن التأثيرات التي تسببها ليلة خالية من النوم على التركيب الدقيق للمادة البيضاء أنها قصيرة المدى ويمكن إبطال تأثيرها عن طريق النوم لليلة واحدة أو لبضعة ليال، ومع ذلك فإنه من الممكن أن نفترض أن نقص النوم المزمن قد يؤدي إلى اضطرابات تدوم لوقت أطول في تركيب المخ وهذه الفرضية ليست موضحة بعد».
اثنان من الخاضعين للتجربة لم يبدُ عليهم نفس سلوك المخ الذي حدث مع الآخرين، وهذا يشير إلى أن البعض قد يمتلكون أجسادًا أكثر مقاومة للتأثيرات الناجمة عن نقص النوم، وفي دراسة أخرى تابعة لها استطاعت إضافة فحوصات أخرى في فترات أقصر من الوقت مع الأخذ في الاعتبار أنشطة المشاركين في التجربة وهذا ما لم يحدث في التجربة السابقة.
يبحث العديد من الباحثين عن إجابة لنفس السؤال: يظهر عدم النوم تداخلًا واضحًا بين جيناتنا وأيضًا أدمغتنا، وهذا أمر مهم إلى حدٍ ما، كما اكتشف فريق من العلماء بالسويد سابقًا أن ليلة واحدة دون غفوة قد تحدث اضطرابًا بالساعة البيولوجية الخلوية الخاصة بأجسادنا.
[1] الآن من المهم أن نعرف كم عدد ساعات النوم التي تحتاجها أجسادنا في مراحلنا العمرية المختلفة، رشحت الدراسة الحديثة أن الأطفال من عمر (6) إلى (9) سنوات يحتاجون من (9) إلى (11) ساعة ولكن حوالي (7) ساعات قد تكون كافية لهم، والمراهقين يحتاجون من (8) إلى (10) ساعات ولكن (7) أيضًا قد تكون جيدة لبعضهم، أما البالغين من عمر (18) إلى (64) يحتاجون من (7) إلى (9) ساعات، وللأشخاص الأكبر سنًا من (65) عامًا يُنْصح بأن يناموا من (7) إلى (8) ساعات بالرغم من أن بعضهم يكتفي بـ(5) ساعات. «1»

بعد أن علمت –عزيزي القاريء- الأضرار التي ستلحق بجسدك جراء نقص النوم، وعدد ساعات النوم التي يحتاجها جسدك، ندعوك لتكون داعمًا لمن يحتاجك من عائلتك وأصدقائك لكن ننصحك أن تكون حريصًا على صحتك انت أيضًا فهي مهمة لك وللمحيطين بك .

إعداد: Enjy Hesham El Ansary
تصميم: Ayman Samy
المصادر: http://sc.egyres.com/widFU
«1» http://sc.egyres.com/Xh9CV

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي