هل نستطيع النجاة بدون DNA؟

what-if-you-suddenly-lost-all-your-dnayour-body-without-its-construction-manual-1024x576
هل نستطيع النجاة بدون DNA؟

لا يوجد شك أن ال DNA أو الحمض النووي هو وحدة البناء التي يعتمد عليها الجسم البشري بالكامل، وهو ما يميز كل فرد منّا. ولكن أحيانًا قد يتساءل البعض إذا كان بإمكاننا الاستغناء عنه! يمتلك كلٌ منّا ما يقارب من 37 تريليون خلية في جسده، والتي تعمل بجد لتبقيك على قيد الحياة تتحرك، وتتنفس، وتأكل. تنقسم هذه الخلايا باستمرار، تحيا وتموت، كل هذا بتعليمات من ال DNA. الآن تخيل أنك فقدته في يومٍ ما، تُرى ماذا سيحدث؟ متى ستلاحظ؟ هل ستشعر بأي شيء على الإطلاق؟ ولكم من الوقت ستظل حيًا؟

فقدان ال DNA من الجسم يمكن تشبيهه بتدمير أساس منزل جميل. لا أحد يهتم بالطوب والخرسانة، ولكن ستلاحظ غيابهما بكل تأكيد؛ فتجد الحوائط تتداعى والسلالم تنهار. بالتالي إذا اختفى ال DNA لن تجد الخلايا ما يخبرها ماذا تفعل، وستبدأ أجسامنا بالانهيار سريعًا. بدايةً ستخسر بعض الوزن، حوالي 150 جرام ولكن لا تتحمس كثيرًا؛ فهي ليست بأفضل وسيلة لخسارة الوزن خاصة إذا أخبرتك باقي التبعات. فإن ال DNA ليس مجرد جزيئات منظمة ببراعة، فهو يمثل مكتبة جسمك، حيث يقوم بتخزين معلوماتك الوراثية، كما يخبر خلاياك كيف تنمو وتقوم بوظيفتها. لحظة فقدانك ال DNA لن تلاحظ شيئًا إلى أن تبدأ خلايا جسمك بالموت خلية وراء خلية. لكم من الوقت تتوقع أن تحيا؟ الأمر يشبه التسمم الإشعاعي؛ يدمر إشعاع جاما ال DNA ولكن لن تموت بسببه في الحال. سيظل جسدك يعمل ولكن جهازك المناعي سينهار ببطء. نفس الشيء سيحدث إذا اختفى حمضك النووي.

تتضاعف طبيعيًا خلايا جسدك بصورة مستمرة عن طريق الانقسام، ما يقارب من 2 تريليون خلية تنقسم يوميًا؛ لكي تبقى حيًا. تنقسم بعض هذه الخلايا أكثر من غيرها كخلايا نخاع العظم المسؤولة عن إنتاج الدم. وكل هذه الخلايا تحتاج من ال DNA أن يرشدها لتقوم بوظيفتها بطريقة صحيحة. بدون هذه الإرشادات ستتوقف الخلايا عن العمل. بعد 24 ساعة وبدون 100 مليار خلية جديدة لإنتاج الدم، سيتداعى جهازك المناعي، وعند هذه النقطة قد تتسبب بموتك عدوى بسيطة. بعد خمسة أيام كل الخلايا المُبَطِّنة لجدار معدتك ستموت أيْضًا، وتصبح غير قادر على هضم الطعام. كما ستعاني من أمراض الجهاز الهضمي التي تسبب الغثيان، حرقة المعدة، الانتفاخ، والإمساك. وقل وداعًا لشعرك؛ لأن خلايا بصيلات الشعر ستتوقف عن التكاثر. يفقد الانسان طبيعيًا 40000 خلية جلد ميت كل ساعة تقريبًا، ولكن بدون القدرة على انتاج خلايا جديدة، ستصبح قادرًا على كشط جلدك في خلال أسبوع واحد. لحسن حظك، لن تحيا طويلًا لتدرك هذه الأهوال. إصابتك بعدوي أو فشل عضو من أعضاء جسدك قد يقتلك خلال أيام، إن لم يكن خلال ساعات.

الخبر الجيد أنه لم يُسبق أن فقد أحد حمضه النووي بالكامل، حتى الآن.

المصدر

ترجمة: نوران عبد الفتاح
مراجعه علمية: مرثا فارس
تدقيق لغوي: رنا السعدني
تحرير: هاجر عبدالعزيز

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي