هل هناك ألوانًا أخرى للدم غير الأحمر؟

لون_الدم

ألوان الدم

هل ممكن أن يكون الدم بنفسجيًا، أزرق، أو أخضر؟

نعم، للدم أكثر من لون غير «الأحمر» المعتاد الذي نراه فقد يكون فعلًا أخضر أو أزرق أو بنفسجي و أحيانًا أخرى قد يكون عديم اللون ويرجع هذا إلى مواد كيميائية خاصة في دم الكائنات المختلفة ويختلف لون الدم باختلاف هذه المواد.

دعونا نبدأ بما تعلمناه وما هو معروف للجميع ألا وهو أن دم الإنسان أحمر اللون وهذا يسري على أغلب الفقاريات والسبب فى هذا اللون الأحمر هو مادة«الهيموجلوبين-Hemoglobin»، وهو عبارة عن بروتين موجود في خلايا الدم الحمراء والذي يحتوي تركيبه على ذرات الحديد، ويلعب الهيموجلوبين دورًا هامًا وحيويًا في عملية التنفس حيث يقوم بنقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم المختلفة  ونقل غاز ثانى أكسيد الكربون «CO2» إلى الرئتين حيث يتم خروجه أثناء عملية الزفير، وينقسم الهيموجلوبين إلى أربعة أجزاء والتى تحتوي على مقاطع أصغر تعرف بال «Haems» كل منها يحتوي على ذرة حديد والتي تتحد مع الأكسجين فتصبح كرات الدم الحمراء قادرة على نقل الأكسجين إلى جميع أعضاء الجسم.

ذرات «الحديد» هي المسئولة عن لون الدم «الأحمر» حيث تحتوي وحدات ال «Haems» على روابط أحادية وثنائية بين ذرات الكربون تتبادل هذه الروابط فى نظام يعرف ب «Conjugated System» وينتج عن هذا التبادل إمتصاص أطوال موجية مختلفة من الضوء المرئي مما يُسبب إنعكاس للون الأحمر، وجود ذرات الحديد يحدث تغير طفيف فى إمتصاص الضوء، فمثلًا حين يكون الدم مؤكسج يكون لونه «أحمر فاتح» وحين يكون غير مؤكسج يكون «أحمر غامق».

وتقول الأسطورة الشائعة بأن الدم غير المؤكسج لونه «أزرق»  وذلك لأنك إذا نظرت إلى جلدك لرؤية أحد الأوردة التي تحمل دم غير مؤكسج فإنها سوف تظهر باللون «الأزرق» المائل إلى الرمادي ولكن هذا غير صحيح، فسبب ظهورالأوردة بهذا اللون ما هو إلا نتيجة لتفاعل الضوء مع الدم والجلد والنسيج الذي يغطى الأوردة.

 

«الأزرق»                                                                                                                                                                   يحتوي الأخطبوط والعناكب وسمك الصبار وبعض الحيوانات البحرية كلها تحتوي على دم «أزرق» وذلك لاحتوائها على مادة «Haemocyanin» والتي تقوم بنفس الوظيفة التي يقوم بها الهيموجلوبين في جسم الإنسان والفقاريات، ولكن بنية وتكوين ال«Haemocyanin» تختلف عن الهيموجلوبين حيث يحتوي على ذرات «النحاس» بدلًا من ذرات «الحديد», وهذا يجعل الدم «عديم اللون» حين يكون غير مؤكسج ويتحول إلى اللون «الأزرق» حين يكون مؤكسجًا, كما إن طريقة الارتباط بذرة الأكسجين مختلفة حيث يتم ارتباط جزئ الأكسجين بذرتين من النحاس بينما في الهيموجلوبين ترتبط ذرة حديد واحدة بجزئ الأكسجين .

هذا ليس كل شئ، يمكنكم أيضًا رؤية الدم «الأخضر» في بعض الديدان والطفيليات، والبروتين المسئول عن ظهور الدم باللون الأخضر يعرف ب «Chlorocrurin» وهو يشبه تمامًا «الهيموجلوبين» الإختلاف الوحيد هو وجود مجموعة ألدهيد بدلا من مجموعة الفينيل وعلى الرغم من الإسم الذي يحتوي المقطع «Chloro» إلا أنه لا يحتوي على أي ذرات من الكلور.

على الرغم من هذا الإختلاف الطفيف، إلا أن هناك أختلاف كبير في اللون، فالدم الغير مؤكسج المحتوى على «Chlorocrurin» يظهر باللون الأخضر الفاتح وعندما يصبح مؤكسج يظهر باللون الأخضر الغامق، ومن الغريب ظهوره باللون الأحمر الفاتح فى المحاليل المخففة،  وهناك العديد من الكائنات التي تحتوي على «chlorocrurin» بالإضافة إلى «Haemoglobin» فيكون لون الدم النهائي «أحمر».

اللون «الأخضر» ليس مرتبطًا فقط بوجود ال «Chlorocrurinr»، ومثال على ذلك تلك السحلية التي تعيش في غينيا وتحتوي على دم أخضر على الرغم من احتوائها بروتين ال «Haemoglobin» مثل باقي الفقاريات، وهذا الإختلاف في اللون يرجع إلى الإختلاف في إعادة تدوير الهيموجلوبين، ففي الإنسان يتم تكسير الهيموجلوبين في الكبد إلى (بيلفردين-biliverdin) ثم إلى (بيليريوبين-Bilirubin)، بينما السحالي لا تستطيع تكسير ال «biliverdin» فيتراكم في الدم ويعطي لون «أخضر» قوي يطغى على لون الهيموجلوبين «الأحمر».

يُمكننا أيضًا رؤية الدم «البنفسجي» حتى وإن كان في عدد محدود من الديدان البحرية التي تعرف ب « القضيبيات» والمادة المسئولة عن هذا اللون هي «Haemorythin» ويتكون ال «Haemorythin» من وحدات أصغر تحتوي على ذرات « الحديد» فيكون الدم عديم اللون وهو غير مؤكسج، بينما يتحول إلى بنفسجي فاتح مائل إلى الوردي حين يكون مؤكسجًا.

إعداد وتصميم:  Lobna Yadem

مراجعة: Ghada Fathy

المصدر: http://sc.egyres.com/6ObRc

 

#الباحثون_المصريون

شارك المقال:

تواصل معنا

«الباحثون المصريون» هي مبادرة علمية تطوعية تم تدشينها في 4/8/2014، بهدف إثراء المحتوى العلمي العربي، وتسهيل نقل المواد والأخبار العلمية للمهتمين بها من المصريين والعرب،

تابعنا على منصات التواصل الإجتماعي