تتنافس شركات إنتاج الهواتف الذكية والكاميرات الرقمية في جعل كاميراتها ذات عدد بيكسلات أكثر من ذي قبل، فكل يوم تخرج علينا تلك الشركات متفاخرة بمنتج ذا عدد بيكسلات أكثر من الأخرى. فهل يؤثر عدد البيكسلات حقًا على جودة الصورة كما هو شائع أم إنَّها مجرد خرافة؟
تطورت صناعة الكاميرات من الاعتماد على الكاميرات التناظرية إلى الكاميرات الرقمية المنتشرة حاليًا، فأصبحت الكاميرات تستخدم مصفوفات من مستشعرات الضوء الدقيقة لالتقاط الصور بدلًا من الفيلم الفوتوغرافي المستخدم في الكاميرات التناظرية. تقوم تلك المستشعرات باستشعار شدة الضوء وتسجيل قيمة كل لون من الألوان الأولية للضوء (الأحمر والأخضر والأزرق) ومن ثم تحويلها إلى قيمة فولتية تُعبِّرعن تلك الشدة.
إذاً ماهو البيكسل الذي يُعد بالملايين في الصورة الواحدة؟
البكسل هو أصغر جزء في الصورة يُمكن مسحه وتخزين بياناته ( 1 ميجا بيكسل = 1000,000 بيكسل)، فالكاميرا الـ8 ميجا بكسل تلتقط صورة مكوّنة من 8 مليون جزء أو كما يُطلق “بكسل”. إذًا فباستنتاج بسيط كلما زاد عدد البكسيلات زادت جودة الصورة، لكن هل الموضوع بسيط بهذه الدرجة؟
اختلاف جودة الصورة باختلاف عدد البيكسلات
في الحقيقة لا، فجودة الصورة لا تعتمد على عدد البكسيلات في الصورة فقط -وإن كانت أحد أهم العوامل- لكن هناك العديد من العوامل المركبة التي تحدد جودة الصورة. فعلى سبيل المثال نظام معالجة الصور داخل الكاميرا يلعب دور أكثر أهمية من عدد البيكسلات في تحديد جودة الصورة، فهو يحول البيانات الخام للصورة إلى صور متوازنة الألوان.
أحد هذه العوامل هي دقة الزاوية (Angular resolution) للصورة والتي تُعرف بأنَّها قدرة أي جهاز للتقاط الصور -كالكاميرا- على تمييز التفاصيل الصغيرة للشيء، فقد تحتوي الصورة على عدد رهيب من البيكسلات ولكنها تكون ذات جودة سيئة بسبب قيمة دقة الزاوية للكاميرا كما هو موضح في الصورة:
(تم عمل تضبيب Blur للصورة لتوضيح دقة الزاوية)
يملك المستشعر الكثير من القدرة على التأثير على جودة الصورة، ترجع أهمية المستشعر إلى أنَّه الجزء المسئول عن التقاط الضوء، فكلما كبر حجم المستشعر كلما زاد حجم البكسل مما يعني زيادة مقدار الضوء المُلتقط، فبالتالي زيادة جودة الصورة. تلجأ شركات الهواتف الذكية إلى تقليل حجم المستشعر وزيادة عدد البيكسلات للحفاظ على سمك هواتفها، فبالتالي تقل جودة صور الهواتف الذكية عن تلك الملتقطة من الكاميرات الرقمية ذات نفس عدد البكسيلات.
بالإضافة لما سبق يوجد العديد من العوامل الأخرى المؤثرة في جودة الصورة منها جودة العدسات المستخدمة، نوع ملف الصورة الرقمي، وتقنية عمل المستشعر، وغيرها. لكن أهم ما يميز كِبر عدد البيكسلات في الصورة هو إمكانية تحديد وقص جزء من الصورة مع الحفاظ على الكثير من التفاصيل.
يمكننا الاستنتاج الآن أنَّ عدد البيكسلات ليس العامل الوحيد في تحديد جودة الصورة، ولكنَّه سُوِّقَ تجاريًا من قبل الشركات ليُعد العامل الرئيسي لمقارنة جودة الكاميرات الرقمية. ويمكننا تلخيص هذه العوامل إلى 4 عوامل رئيسية هي:
حجم المستشعر ودقة الزاوية وعدد البيكسلات وأخيرًا نظام معالجة الصورة.
في المستقبل عند شرائك لكاميرا رقمية أو هاتف ذكي، لا تنخدع بالعدد الكبير للبيكسلات فلربما كانت جودة صورته أقل من ما هو أقل منه في عدد البيكسلات.
إعداد: Ahmed Helmy
مراجعة: مالك المغربي
تصميم: مالك المغربي
المصادر: http://sc.egyres.com/9jxPk
#الباحثون_المصريون